كتب مهند أبو زيتون وإسماعيل الحجي:من بين صراخ أطفال سوريا، وآلام العراق، وجراح فلسطين، وهواجس انقسام مصري، ومآسٍ على امتداد الحلم العربي، أوقدت المنامة، عاصمة الثقافة العربية، عشر شمعات أمس في حفل استحضر ضمنياً مقولة محمود درويش «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».عاصمــة اللؤلــــؤ احتضنــــت جائــــزة «تكريــــم» وكرّمـــت 10 مبدعين عرب في حفل «مبهر»، ليس إبهاره مجرد إنشاء من لغة الخطابة العربية، بل حقيقة استندت على قامات الحاضرين، وأفعال المكرّمين، ومعنى المكان، وإخراج الحفل، وأسماء مقدميه. الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الدبلوماسي الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس، وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة، الإعلامية ليلى الشيخلي، الإعلامي ريكاردو كرم، الإعلامية منتهى الرمحي، رجل الأعمال الفلسطيني جميل وفا، الإعلامية القديرة ليلى رستم، شهيد الصحافة أنطوني شديد، مديرة مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في عمان رندة حبيب، الأكاديمية والناشطة السياسية منى مكرم عبيد، كلها أسماء كانت على مسرح الصالة الثقافية وأعطت الحفل عمقاً، إضافة إلى أسماء المبدعين المكرّمين وحرارة تصفيق الحضور. الشيخة مي قالت لـ«الوطن» إن هذا الحفل وغيره «ينقل الصورة الحقيقية لما يدور في المنامة بعد أن أخطأت بعض الجهات في نقل صورة جزئية للمشهد، يأتي هذا التجمع ليرى المبدعون والإعلاميون العرب حقيقة البحرين (..) بالأمس (الخميس) حضروا أمسية جميلة للأوبرالي الكبير باسيدو دومينغو بوجود أكــــثر مـــن 4 آلاف مستمــــع، كل هذا ينقل صورة حية للبحرين». سمو الشيخ عبدالله بن حمد الممثل الشخصي لجلالة الملك، ونائب راعية الحفل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين، كان حاضراً وقدّر «هذه المبادرة الرائدة لتكون نافذة للإبداع العربي على العالم».وهذه هي النسخة الثالثة من مبادرة «تكريم» بعد نسختي بيروت والدوحة، وتهدف المبادرة في الأساس إلى احتضان من أبدع من العرب، وإضاءة إنجازاته وقصص نجاحه في حفل سنوي «استثنائي» كانت البحرين مسرحه المضيء هذه المرة. وفي حين فتحت اللغة التي تحدث بها بعض المكرمين العرب ممن يتقنون الإنجليزية أكثر من العربية تساؤلات عن البيئة الحاضنة للإبداع التي يوفرها الغرب ويجد مبدعونا فيها أنفسهم، فإن المنامة و«تكريم» نجحا أمــــس بإشعـــال 10 شمعــــات حقيقيـة وسط ليل العرب الطويل.