قال الفائزون بجوائز مبادرة «تكريم» إن نيلهم الجائزة على أرض مملكة البحرين، ضاعف من أهميتها. وأعربوا عن إعجابهم بعطاء المرأة البحرينية، مؤملين تعميم تجربة البحرين الرائدة بتخصيص يوم للمرأة في السنة على مستوى الوطن العربي، بحيث يصبح لكل دولة عربية يوم امرأة خاص بها.وقال الفائزون على هامش لقائهم أمس بمتحف البحرين الوطني- إن الابتكار العربي في حقول التعليم والطب والتقنية وغيرها لا يمكن أن يصل أعلى هرم الريادة بدون تكريس رأس المال البشري والاستثمار في البحث والتطوير والرعاية والتدريب لتهيئة جيل جديد قادر على العطاء بإبداع قل نظيره على مستوى العالم.وقال د. ناجي حبيب من مصر الحائز على جائزة «تكريم» للإنجاز العلمي والتكنولوجي: «سعيد جداً بقدومي إلى مملكة البحرين وفخور جداً بتشرفي بنيل هذه الجائزة التي جعلتني أجدد علاقتي بمنطقة الشرق الأوسط نظراً لإقامتي 35 سنة في بريطانيا».وأوضح حبيب أن حصوله على الجائزة منحه الفرصة للاطلاع على نماذج عربية مبدعة في عدة مجالات كالتعليم والصحة وتمكين المرأة خاصة في فلسطين ولبنان والعراق، لافتاً إلى أن مبادرة «تكريم» خطوة مميزة لاكتشاف جميع الناس العظماء بالوطن العربي وما يمكن تقديمه من إسهامات جليلة بمختلف المجالات والسعي وراء البناء بدل الهدم.وأكد حبيب على ضرورة الدفع باتجاه البناء من أجل الإنسانية بعيداً عن السياسة والمال وتبعاتها السلبية، مشدداً على أهمية تشجيع مواطني العالم العربي للريادة والاستثمار في الابتكار والبحث والتطوير.وأضاف حبيب: «يجب أن يحصل تغيير في الطريقة التي نفكر بها وننفق أموالنا في أمور أكثر أهمية من مجرد اقتناء سيارة أو منزل، بل يجب التركيز على بناء أفضل المدارس والمستشفيات للمواطنين، والاهتمام أكثر بالإبداع العلمي بطريقة نخترع بها أدوية جديدة ضد السرطان والسكري والسمنة والشيخوخة وغيرها من أمراض استشرت في مجتمعاتنا العربية.وذكر حبيب أن السمنة والسكري يعتبران من الأمراض الأكثر انتشاراً بمنطقة الخليج بمعدل ربع سكان المنطقة، ويمكن أن يصل العدد إلى الثلث مستقبلاً ما لم تتم معالجتها بصورة جذرية عن طريق التوعية بأهمية الرياضة والتخفيف من الأكل والحد من زواج الأقارب أو من العائلة نفسها منعاً لنقل الجينات المنتجة للسكري.ولفت حبيب إلى مساعيه الحالية بالتعاون مع مؤسسة قطرية لإجراء أبحاث كثيرة لتنشيط خلايا الكبد لتأخذ السكر من الدم وتهيئ علاجاً مستديماً للسكري بدلاً من الأنسولين ذي العلاج الوقتي.بدورها عبرت ماجدة السنوسي من السودان الحائزة على جائزة «تكريم» لامرأة العام العربية، عن سعادتها الكبيرة بنيل الجائزة هذه السنة خصوصاً في مملكة البحرين التي تكن لها احتراماً خاصاً وتقديراً عالياً لنسائها «المثابرات» على حد وصفها.وأضافت السنوسي «أنا فخورة بالمرأة البحرينية، وأقول لها استمري في نضالك لتحقيق العدل والمساواة بالمثابرة ومواصلة المسير لنيل الحقوق».وأشادت السنوسي بالنساء البحرينيات اللواتي يسعين وراء التطوير والتنمية بإيمانهن الراسخ بأهمية صوتهن والتدريب والتحالف فيما بينهن لرفعة قضاياهن، معربة عن أملها في أن يتم تعميم تجربة البحرين الرائدة في مجال تخصيص يوم للمرأة في السنة على مستوى الوطن العربي، بحيث يصبح لكل دولة عربية يوم امرأة خاص بها.وتابعت السنوسي «أؤمن بالتضامن بين النساء وبأن في تحالفهن قوة، وصوتهن قوة يساعدهن على تبادل العديد من الخبرات والتجارب بمختلف المسائل والواجبات. والمناخ الديمقراطي يمنحهن ما يردنه من حقوق أساسية وغيرها من امتيازات جنباً إلى جنب مع الرجل».من جهتهم، نوّه الفائزون بجوائز مبادرة «تكريم»، بدور المبادرة في إبراز الطاقات العربية، وعرضوا لتجاربهم خلال مؤتمر صحافي في متحف البحرين الوطني أمس، بحضور عدد من الإعلاميين العرب والأجانب. وأعرب الرئيس التنفيذي للمبادرة ريكاردو كرم عن شكره لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الراعي الأول لمبادرة «تكريم»، وسمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك ونائب راعية الحفل، وعضو المجلس التحكيمي الدولي للمبادرة وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لجهودهم في تكريم المبدعين العرب من مختلف التوجهات الثقافية والفنية.من جانبه، أكد مدير مبادرة « تكريم « للإنجازات العربية الإعلامي ريكاردو كرم أن» مملكة البحرين تملك صورة حضارية ناصعة بفضل حراكها الثقافي وما لها من إسهامات جليلة في الثقافة الخليجية والعربية، يفند الصورة المسيئة التي يتناقلها الإعلام الأجنبي ضد المملكة».وأوضح كرم في تصريح لوكالة أنباء البحرين «بنا»، أن أكثر من 400 مشارك في حفل توزيع جوائز مبادرة تكريم «للإنجازات العربية تفاجؤوا بالبحرين هذا البلد المسالم بحياته الجميلة والهانئة، إلى درجة أن العديد منهم رغب في البقاء بالمملكة فترة أطول وزيارة أماكن ثقافية ومتاحف وغيرها من معالم».وأضاف كرم «إن أكثر من 400 شخصية وجسم صحافي كبير من أوروبا وأمريكا والعالم العربي لا يعرفون عن البحرين شيئاً سوى الصورة القاتمة المنقولة عبر الإعلام تقدم من خارج البحرين، وفوجئوا ببلد مسالم وانبهروا بما رأوه في البحرين. كما عبروا عن سعادتهم بما لقوه من حفاوة وكرم أخلاق».وتابع «أزور البحرين دائماً، فالبحرين بالنسبة لي الدولة الخليجية الأقرب إلي وهي بلدي الثاني وأشعر بارتياح كبير عند زيارتها».وأوضح كرم أن»الحياة الحضارية هي الأصل في كل شيء، ولدى الشباب البحريني وعي وإدراك تامين نظراً لوجود حراك ثقافي قادر على خلق جيل مثقف وليس مخدراً أو مهمشاً لا علاقة له بالواقع».وثمّن كرم جهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ووزارة الثقافة البحرينية بكامل طاقمها لتسهيل التفاصيل المتعلقة بتنظيم احتفالية توزيع جوائز مبادرة «تكريم»، مؤكداً أن حفل مبادرة تكريم 2012 يعتبر الأفضل من الدورتين السابقتين في بيروت والدوحة على الأصعدة كافة. يذكر أن «مبادرة تكريم تهدف إلى تسليط الضوء على الإنجازات العربية المتفوقة ودعمها وتعزيزها عبر إبراز التميّز العربي وروح الريادة والقيادة العربية، وتعزيز الوعي الجماعي العربي والإحساس بالفخر بالهوية العربية، كما إنها تسعى إلى إلهام الأجيال العربية الشابة وحثها على المثابرة في تحقيق أحلامها وطموحاتها».