شدّد خبير العلاقات الدولية الإقليمية د. محمد إدريس، على ضرورة أن يكون الهدف وراء الاتحاد الخليجي هو المنفعة، مشيراً إلى أن الدول تتّحد لمحورين، الأول دفع الأخطار، ويختفي بمجرد زوال الأخطار، والمنفعة وهو الأقوى، لذلك يجب أن يكون الاتحاد مسؤولية شعبية. وأكد إدريس -في كلمته "الاتحاد الخليجي والتحديات الإقليمية الدولية” على أهمية أن يأخذ الاتحاد في الاعتبار المعضلة الداخلية والعلاقة بين الدول الست، وترك التحفظات وتعيين الأطر التي يتم من خلالها طرح الاتحاد، وتأمين نظام الحكم وأن ينهي وضع الرهينة بالنسبة لدول الخليج، وأن يقام الاتحاد بشروط الشعوب.وأشار إلى أن الاتحاد الخليجي يواجه أربع تحديات هي: التحدي الداخلي والخارجي والإقليمي والدولي، مبيناً أنه على المستوى الداخلي يتعرض للتحدي في الدولة نفسها، وهناك تساؤل يطرح نفسه، هل الحكومات ستسمح بإقامة الاتحاد، وهل يسمح نظام الحكم في الداخل بإقامته؟ إن الحل الحقيقي لإقامة الاتحاد يجب أن يكون بقرار شعبي وليس فقط قرار حكام، فدون المشاركة الحقيقية سيبقى الوضع على ما هو عليه.وتابع: أن التحدي الثاني هو نمط العلاقات بين الدول الست بالإضافة إلى إيران والعراق، فهناك خلل في توازن القوى بين الدول الستة لذلك استدعت قوى خارجية بسبب خلل في العلاقات بينها، كما يتوجب على الدول الست أن تشكل قوى اقتصادية تحميها من الخطر الخارجي”.وواصل إدريس بشأن التحدي الإقليمي: إنه التحدي الإيراني وهذا التحدي حقيقي منذ العام 1968 وذلك عندما أعلنت بريطانيا نيتها بالانسحاب من الخليج، وعند التباحث حول سد الفراغ تقرر أن أمريكا هي التي ستسد الفراغ، لكن المشكلة أنها كانت مهزومة في فيتنام، لذلك وقع الاحتيار على إيران كدولة إقليمية صديقة يتم تقويتها وتكبيرها، ومن هنا ظهرت إيران وطالبت بضم الجزر الثلاث والبحرين إليها، وهنا ظهرت حقيقة الموقف الإيراني، ، وتربط عدم ضم البحرين لإيران بشرط أن لا تنضم إلى أي اتحاد، كي تبقى تحت السيف الإيراني، لذلك فالحل الوحيد هو الاتحاد الخليجي، ووقف التدخل السافر من إيران في الشأن البحريني. وأكد أن الموقف الأمريكي هو ضد أي اتحاد عربي حتى لو كانت بين دولتين، وخطر أمريكا حقيقي حول الشرق الأوسط القديم والشرق الأوسط الجديد، لذلك سعت أمريكا إلى تمزيق الدول العربية على أساس طائفي بين سنة وشيعة فنحن في موقف شديد الصعوبة فدول الخليج ستكون ضحية التعاون الأمريكي الإيراني. وبين إدريس بشأن إسرائيل أنها ترى الحضارة العربية الإسلامية العدو الأول لها، والخطر الحقيقي يكمن في منطقة الجنوب الشرقي للبحر المتوسط لأنه يسكنه شعب واحد، وخطورة هذا الشعب الواحد أن لهم ديانة واحدة ويتكلمون لغة واحدة، لذلك سعت إسرائيل إلى الحيلولة دون توحد هذه الدول وزرع كيان غريب في فلسطين وهي قلب هذه الشعوب، وكانت لها سياسة أخرى وهي الحيلولة دون وصول العلم لهذه الشعوب، كما سعت إسرائيل، إلى تفكيك الدول العربية وإعادة تركيبها وتم تفكيكها على أساس عرقي وصراع حضاري”.
إدريــس: دول الخليــج ضحيــة التعـــاون الأمريكــــي الإيرانـــي
02 ديسمبر 2012