كتبت - زينب العكري:طالب تجَّار بتحويل سوق المنامة القديم إلى منطقة تجارية حرة، معفية عن بعض الرسومات أو تخفيض قيمتها وفق آليات مُحدَّدة، بعد تكبدهم خسائر تتراوح بين 3-5 آلاف دينار يومياً خلال عام ونصف، أي ما يتراوح بين 54-90 ألف دينار.وطالبوا في تصريحات لـ»الوطن»، بتطوير السوق القديم ليتواكب مع إعلان المنامة عاصمة السياحة العربية 2013، مؤكدين أن بعض الجهات الحكومية تُهمل مطالب صغار التجار ويتجهون للشركات الكبيرة، وخصوصاً أن المؤسسات الصغيرة تُمثِّل العمود الرئيس لاقتصاد أي دولة.وأكد رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين خلف حجير، تأييده لكل الأفكار التي تخدم القطاع التجاري في المملكة. وفي ما يتعلق بأهمية تحويل سوق المنامة القديم إلى منطقة تجارية حرة، قال حجير «يجب النظر حول قانونيته والآليات المترتبة عليه، لكن ممثلي القطاع التجاري بالغرفة يؤيدون كل الأفكار والمقترحات التي ترفع اقتصاد المملكة».وأردف حجير: «السوق القديم مكمل للمنامة عاصمة السياحة العربية 2013، ولكن علينا زيادة الاهتمام به.. معظم التجار البحرينيين تخرجوا من السوق القديم، بعضهم مازال في السوق والبعض الآخر تطور مع المناخ والتغيرات التي تغيرت في المملكة، حيث توسعت بعض المناطق واصبح هناك مجمعات تجارية أسوة بدول العالم أجمع».وتابع حجير: «وجود المجمعات التجارية الكبرى أثر سلباً على السوق القديم حيث تم هجره من قبل الزبائن، حيث توفِّر تلك المجمعات كافة الخدمات والمرافق الصحية ومواقف السيارات التي يعاني منها جميع زوار المحلات التجارية في السوق القديم».وطالب حجير بضرورة الاهتمام بتطوير السوق القديم، باعتبار تواجد الحرف والصناعات البحرينية كصناعة الحلوى والمتاي، داعياً إلى تقوية تلك المميزات لجذب السياح.ودعا حجير وزارة السياحة، بتوفير الخدمات الخاصة في السوق القديم، ضارباً المثل بسوق واقف في قطر والذي يضم محال تجارية تحمل الطابع القديم في الشكل والمضمون.وأكد حجير وجود عدد من الطلبات تقوم الجهات المعنية بتجاهلها، وخصوصاً في ما يتعلق بتطوير البنية التحتية، كتوفير المرافق الصحية والإنارة في شوارع السوق. وقال: «السوق القديم مر بمراحل عديدة وواجهته مشاكل أثرت حتى على المهرجانات التي لم تكن على المستوى المطلوب.. تم إغلاق بعض الشوارع ما أدى للحيلولة دون وصول الزبائن».وتابع: «نحن كجهات ممثلة للقطاع التجاري نأمل من الجهات المعنية تقديم محفظة لدعم وتقوية تجار السوق، كمنح التاجر اعتمادات مصرفية لجلب البضائع، وتسيير باصات للسياحة».من جانبه، كشف صاحب محلات «مرسيم» في سوق المنامة القديم، عبدالكريم فليج عن تكبُّد تجار السوق خسائر بلغت نسبتها 80% مقارنة بمبيعات العام 2011، موضحاً أن هناك تقاذفاً للمسؤوليات بين عدد من الوزارات والجهات المعنية. وأكد فليج اهتمام بعض الجهات، كوزارة الصناعة والتجارة بالشركات الأجنبية الكبرى، وتهيئة الأجواء المناسبة لدخولها، إلا أنها تغفل الدور الذي تقوم به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.وأوضح فليج أن خسائر تجار سوق المنامة القديم، تراوحت بما بين 3-5 آلاف دينار شهرياً خلال عام ونصف العام، أي ما إجماليه 54-90 ألف دينار، خصوصاً أن محلات السوق تدفع فواتير وإيجارات ورواتب عمالة.وأضاف «نستورد الملابس من الهند مثلاً بكمية لا تقل عن 120 قطعة ونقوم ببيع 50 قطعة فقط مما يلزمنا تحويل الباقي إلى المخازن لتوفير الموديلات الجديدة».وقال فليج: «هناك بعض التُجَّار يمتلكون متجراً واحداً في السوق ولديها في نفس الوقت ما يقارب 50 محلاً في المجمعات التجارية.. لجنة السوق القديم لا تقوم بعمل اللازم».وطالب فليج، الجهات المعنية بتحويل سوق المنامة القديم إلى منطقة تجارية حرة وبإعفاءها من بعض الرسوم أو تخفيض قيمتها كونها رسوم تثقل كاهل على السوق.يشار إلى أن تجار السوق القديم، سيعقدون لقاء مساء الأربعاء المقبل لمناقشة آخر تطورات السوق، حيث سيتطرق اللقاء إلى إغفال الجهات المعنية بتطوير السوق، الذي يعتبر من أبرز الأماكن لاستقطاب السياح.