بدأت مسيرة المرأة البحرينية في الرياضة قديماً، وارتبطت المرأة ارتباطاً أساسياً بالألعاب الشعبية القديمة التي كانت تمارس في الأحياء بين أبناء الحي الواحد، حيث استطاعت المرأة أن تتميز في ألعابها الشعبية الخاصة بها مثل السكينة، والخبصة، والخشيشة، واللقفة، ونط الحبل، وغيرها الكثير من الألعاب. ومع انطلاقة التعليم النظامي للبنات في مملكة البحرين عام 1928، وتخصيص حصة الرياضة كمادة أساسية في المناهج التعليمية بدأ الاهتمام بالرياضة المدرسية يتزايد من خلال التمرينات البسيطة في حصتي الرياضة الأسبوعية، وتمارين الطابور الصباحي وتوالى ذلك إلى تنظيم المسابقات الرياضية بين المدارس في بعض الألعاب الفردية والجماعية، والتي أسست بشكل ملحوظ لرياضة المرأة في المملكة، والمشاركة في المهرجانات السنوية، وفي احتفالات العيد الوطني المجيد وعيد الجلوس. وعلى الصعيد التعليمي والأكاديمي تزايد اهتمام المرأة البحرينية بالتخصص في المجال الرياضي، وذلك منذ إنشاء المعهد العالي للمعلمات سنة 1968م وتخريج الدفعات الأولى من المتخصصات في مجال التربية الرياضية سنة 1970م. ومهدت فترة السبعينات من القرن الماضي لانخراط المرأة بشكل أساسي في الرياضة عبر تنظيم البطولات النسائية في عدد من الألعاب الرياضية ككرة الطاولة، والكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، حيث تألقت المرأة البحرينية بتحقيقها لإنجازات ومشاركات رياضية لافتة آنذاك. وفي عام 1976 دخلت الرياضة النسائية في الاتحادات البحرينية الرياضية رسمياً، وفي عام 1977 بدأت المشاركات الخارجية للمنتخبات النسائية حين شاركت البحرين على المستوى العربي في البطولة العربية الخامسة لكرة الطاولة في المملكة المغربية، والبطولة العربية السادسة في عام 1978 في ليبيا حيث أحرزت المركز الثاني لبطولة فرق السيدات، وأحرزت فضية الزوجي المختلط. كما شارك منتخب البحرين النسائي للكرة الطائرة عام 1978 في بطولة خارجية بدولة الكويت، وشارك أيضا» منتخب البحرين النسائي لكرة السلة في مباراة ودية بدولة الكويت أيضاً في العام ذاته لتكون بذلك الانطلاقة للمشاركات النسائية الخارجية. وفي عام 1985، كانت دورة الألعاب الرياضية العربية بالمملكة المغربية شاهداً على المزيد من الميداليات الملونة للاعبات المشاركات في بطولة كرة الطاولة، حيث حققت البحرين الميداليات الذهبية والفضية في مسابقة الفردي، والميدالية الذهبية في بطولة الزوجي. وتحظى رياضة المرأة في البحرين باهتمام كبير من القيادة الرياضية العليا باللجنة الأولمبية البحرينية التي حرصت على إشراك العنصر النسائي في الهيئة الإدارية للجنة منذ عام 1981. مسيرة المرأة الرياضية مع المشروع الإصلاحيولم تتوقف مسيرة المرأة مع الرياضة والتي شهدت تطوراً ملحوظاً على صعيد المشاركات الخارجية والداخلية في البطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية والدولية كنتيجة منطقية للمشروع الإصلاحي الذي انتهجه جلالة الملك بعد تدشين ميثاق العمل الوطني في العام 2001، والذي أسس أركان الدولة في مختلف قطاعاتها، وكان لقطاع الشباب والرياضة كل الاهتمام والدعم من قبل القيادة والحكومة، التي وضعت ضمن أولوياتها الاهتمام بتطوير الحركة الرياضية في البحرين بما يتماشى مع تطلعات وتوجهات الشباب.فقد أكد ميثاق العمل الوطني في فصله الأول تحت عنوان المقومات الأساسية للمجتمع أن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع وأن الدولة يتحتم عليها المحافظة على الشباب في النواحي البدنية والخلقية والعقلية، إذ أشار الميثاق إلى أن الدولة «تعني خاصة بنمو الشباب البدني والخلقي والعقلي»، ولا يتحصل ذلك إلا من خلال تشجيع الأندية الوطنية والاتحادات الرياضية على رعاية الشباب البحريني من خلال الألعاب والبرامج والدورات التي تقدمها لهم في كافة المجالات والاختصاصات.