كتب – إيهاب أحمد : حذر أمين عام المؤتمر القومي العربي عبدالملك المخلافي من امتداد «مشروع إيراني قومي ديني»، بدأ التدخل في الشأن الخليجي، إلى بقية أنحاء الوطن العربي، حال عدم وجود مشروع خليجي وعربي لقطع الطريق أمام طهران، رافضاً استخدام العنف وإشاعة الفوضى تحت مسمى المطالبات.ورأى المخلافي في حوار مع «الوطن»، أن «حالة التراخي العربي والتراخي في تعزيز الوحدة الخليجية قد يمكن إيران من تحقيق أهدافها في المنطقة»، مشيراً إلى أن «الموقف الأمريكي يستغل الخلافات العربية الإيرانية لتحقيق مكاسب تقوم على الاضطرابات في المنطقة. وأكد المخلافي، وهو عضو مجلس الشورى اليمني المحسوب على التيار الناصري، أهمية الوحدة الخليجية للحفاظ على الأمن والهوية وتحقيق التوازن في المنطقة، معتبراً أن «جدية الإرادة الشعبية تقود دول المجلس للوحدة».وتوقع أن تحتاج المنطقة قرابة 5 سنوات للوصول للاستقرار، إلا أنه تخوف في الوقت ذاته من استغلال الوضع في سوريا لجر المنطقة إلى «الفوضى الخلاقة». وفيما يلي نص الحوار:^ ما أهمية الوحدة الخليجية في هذه المرحلة ؟ - الوحدة الخليجية ضرورة بكل المقاييس للحفاظ على الأمن والهوية الخليجية في هذه المرحلة وتحقيق الوحدة الخليجية لن يتم إلا إذا أصبحت الإرادة الشعبية جزءاً من مشروع الوحدة الخليجية، وغياب الإرادة الشعبية لن يحقق في تقديري الوحدة الخليجية حتى ولو حسنت النوايا فبالنسبة للأنظمة أصبحت شراكة المواطنين ضرورية إذ استشعار المواطن بأهمية الوحدة يفوق حتى إحساس الأنظمة التي ربما تكتفي بالتعاون في حدوده الدنيا.^ هل يمكن أن يحقق الاتحاد الخليجي التوازن بالمنطقة ؟ - أعتقد أن الاتحاد سيحقق التوازن في المنطقة كما إن إدراج اليمن في المنظومة الخليجية يوجد توازناً حقيقياً في المنطقة ويحقق نقلة كبيرة في حياة شعوب المنطقة . - كيف ترون الاتحاد الخليجي ؟أعتقد أن الاتحاد الخليجي يجب أن يقوم على أساس الانسجام والوحدة الجغرافية والتاريخية والعادات والتقاليد، كجزء من مكونات الوطن العربي بحيث يكون هناك اتحادات مثل المغرب العربي ووادي النيل والهلال الخصيب والخليج كوحدة متكاملة تملك مقومات الانتقال للوحدة.^ بما يفسر محاولات إيران التدخل في الشأن الخليجي الداخلي؟ - إيران لديها مشروع قومي بل مشروع ديني أيضاً، وأحد جوانب المشروع التدخل في منطقة الخليج ومعظم العالم الإسلامي والوطن العربي وبحكم الجوار كانت الخليج المنطقة الأولى لهذا التدخل وهو أمر طبيعي فلا يجب أن نوجه اللوم لطهران وإنما نلوم أنفسنا لغياب المشروع الخليجي والمشروع العربي ويجب ألا تبقى الدول في هذا الضعف أمام هذا المشروع الإيراني. ^ هل يمكن أن تحقق إيران أجندتها بالمنطقة؟ - إذا لم يتعزز الوضع العربي فيمكن لإيران أن تحقق أجندتها وستظل محاولاتها مستمرة إذا استمرت حالة التراخي العربي والتراخي في تعزيز الوحدة الخليجية ومتى استمر الاعتماد على الصراعات الدولية في المنطقة فإيران يمكن أن تحقق بعضاً من أهدافها .^ كيف يفسر الموقف الأمريكي المتقلب في المنطقة؟ - الموقف الأمريكي يعتمد على استغلال الوضع الذي يتخلق في المنطقة وتحوله من الإيجابية إلى ما يسمى بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، وحتى الخلافات العربية الإيرانية تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استغلالها لخلق حالة من النزاعات في المنطقة لتكون هي المنتصر الوحيد. ^ لا يمانع البعض في استخدام العنف لتحقيق المطالب، ما رأيكم في هذا الطرح ؟ - نحن مع حق الشعوب في المطالبة بالإصلاحات ونعتقد أننا في عصر الديمقراطية لكن في ذات الوقت نحن ضد أي عنف أو فوضى تحت مسمى المطالبات .^ تعيش المنطقة حالة من الاضطرابات عقب الربيع العربي إلى متى يستمر هذا الأمر ؟ - تحتاج المنطقة من 3 إلى 5 سنوات إلى أن تصل إلى مرحلة الاستقرار وتتجاوز المرحلة الانتقالية، بعد أن دفعت الشعوب ثمن سنوات من الديكتاتورية ونوم الشعوب، بعد ضعف الدول وتغول الأنظمة في المنطقة وتحول الدولة إلى إدارات متسلطة فأصبح النظام هو الدولة دون فصل بين السلطة والدولة. فالدولة ليست مفهوماً قائماً خارج إطار السلطة فالسلطة مجرد إدارة للدولة .يدور حديث عن تأثر المنطقة بسقوط النظام السوري سلباً وإيجاباً ؟ نؤكد على حق الشعب السوري في الثورة والمطالبة بالديمقراطية والحرية لكن ينبغي أن ندرك أن ما يحدث في سوريا ليس تعبيراً عن إرادة الشعب السوري فقط وإنما صراع دولي وإقليمي والنتيجة ستكون تعبيراً عن نتيجة الصراع وليس عن إرادة الشعب السوري وأخشى من النتيجة أياً كان الوضع سواء استمرت هذه الحالة أو انتصر أي من الأطراف فقد تدخل سوريا في نفق مظلم ما لم يتم تدارك الأمر وسيكون هناك رؤيا عالمية جديدة تجاه ما يجري في سوريا وستؤثر على المنطقة كلها وستكون جزءاً من الفوضى الخلاقة.
أمين المؤتمر «القومي العربي»: الخليج مستهل مشروع ديني إيراني في طريقه للوطن العربي
03 ديسمبر 2012