كشفت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي مع قرب انطلاقه ديسمبر المقبل، عن القائمة النهائية للأفلام المحلية المنافسة على جائزة «المهر الإماراتي»، وتشمل 10 أعمال لمخرجين إماراتيين تشير بقوّة إلى تنامي المواهب السينمائية الإماراتية، 6 منها تعرض للمرة الأولى عالمياً. وقال المدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله آل علي «تحتفي جائزة المهر الإماراتي بالمُنجز السينمائي للمخرجين المحليين، وتوفّر لهم أرضية خصبة يقدّمون من خلالها إبداعات صناعة السينما الإماراتية للجمهور العالمي، ونحن نفخر بعرض الأعمال الممهورة بأسماء مخرجين من أبناء البلد، والمتميزة برقيّ أفكارها وجودتها، ونتشرّف باختيارها للتنافس على جائزة المهر الإماراتي، ونأمل أن يكون التنافس على الجائزة بناءً في اتجاه ترسيخ المستقبل السينمائي للمبدعين الإماراتيين، ومصدراً لإلهام الجيل التالي من المخرجين».وتعود الكاتبة والمخرجة الإماراتية منى العلي المرشحة للجائزة عام 2010 هذا العام بفيلم «دوربين»، ويناقش قضية إنسانية بحتة، هي اختلاف وجهة نظر الناس تجاه الحياة، رغم أنها حياة واحدة بالنسبة للجميع، فالتشاؤم مدعاة لأن نراها مظلمة، والسعادة تظهرها برَّاقة، وما بينهما يأتي «دوربين» أو المنظار الذي ننظر من خلاله إلى الحياة، لتبقى نظرة الصبي معبراً إلى حياة مشرقة. ومن خلال «رذاذ الحياة» تتّبع المخرجة فاطمة عبدالله النايح، الحائزة على جائزة أفضل موهبة صاعدة في مهرجان الخليج السينمائي، خطوات عائشة، الفتاة التي تنطلق بكل نشاط وحيوية لا تنقطع استعداداً ليوم الزفاف، لكن الفرح ينقلب فجأة لحزن.في عرضها العالمي الأول، تطلُّ علينا المخرجة أمل العقروبي وفيلمها «نصف إماراتي»، ويناقش قضية اجتماعية يجسدها 5 مواطنين إماراتيين يتشاركون المعضلة ذاتها، ويتبادلون قصصهم عن التحديات التي تواجههم، كون أحد الوالدين من جنسية غير إماراتية، يكتشف الفيلم ما يتوقّعه المجتمع منهم، ومدى احتضانهم بثقافة ينتمون إليها.وفي قضية اجتماعية تتناول علاقة المرأة المُعقَّدة مع المجتمع، يضع جمعة السهلي أمام المشاهدين «رأس الغنم» في محاولة لا تنقصها الجرأة، حيث يخترق بعدساته حياة إنسانة تتخبّط بين سيطرة والدها وتسلّط زوجها، وأخ فاقد الحيلة، وتعيش في واقع قهري، لا يجيد سوى خفضها اجتماعياً، وتجريدها من إنسانيتها، إنها كما الشاة تذهب إلى مذبح التضحية بها، دفاعاً عن أفكار ومعتقدات وعادات بالية، بينما تصرّ المرأة على أن يكون لها شخصيتها وحياتها كإنسانة.ويفضح المخرج منصور الظاهري من خلال العالم الافتراضي في فيلم «سراب.نت» الطرق الملتوية لبعض الشباب الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لخداع الفتيات الباحثات عن فارس الأحلام، بما يحوّلهن إلى ضحايا عبث أولئك الشبان وطيشهم، ويجعل من وسائل الاتصال الحديثة في أيدي هؤلاء الشبان أداةً لا تراعي عادات المجتمع وتقاليده.ولأول مرّة عالمياً يكون الجمهور على موعد مع «تمرّد»، والمخرج والكاتب إبراهيم المرزوقي الذي يراقب عن كثب مشكلة غريبة يعاني منها الطباخ البائس، ويقوده حظه العاثر إلى مواجهة شديدة الغرابة، إذ إنه يعيش حيث عمله في أحد البيوتات، ويخوض صراعاً نفسياً وجسدياً مع يده اليسرى، ويسعى جاهداً للتخلّص من هذا الصراع. وفي محاولة جادّة لكشف الغموض، يخترق المخرجان حميد العوضي وعبدالله الجنيبي حياة مجموعة من الأصدقاء في فيلم «الطريق» ليكتشف مع الجمهور تفاصيل قصتهم الغربية، وتتصاعد أحداثها في سلسلة مثيرة للفضول، تكون كفيلة بتغيير مجرى حياتهم إلى الأبد.ويكتشف جمهور السينما أن فيلم «الفيل لونه أبيض» مع المخرج الحائز على العديد من الجوائز الدولية وليد الشحي، يقدّم أطول لقطة في فيلم إماراتي حتى الآن، وتبلغ مدتها 8 دقائق ونصف دون انقطاع، ويعود المخرج في فيلمه هذا، إلى بيئة إماراتية تقليدية، حيث يعيش فتى في مقتبل العمر، بين وطأة الفقد وهاجس الموت، ويخوض صراعاً مع حاضره، ربما يرسم مستقبله، ويترك بصيصاً من أمل.ويداعب المخرج ماهر الخاجة جميع المرتبطين عاطفياً في «يجب أن نتحدث»، ويتعرّض للجانب الفكاهي للعلاقات الاجتماعية مُستوحياً ذلك من واقع قصة حقيقية، حيث الاستجوابات يفرضها أحد الطرفين، والمآسي يمكن أن يتعرّض لها أحدهم بسبب تلك الورطة العاطفية. ولمزيد من التوغّل في جوانب العلاقات الإنسانية يعود بنا المخرج أحمد زين في «صافي» إلى الأيام الخوالي، في قصة عفوية تسترجع الذكريات الجميلة، قبل أن ينتقل بنا الزمن سريعاً، وتختلف علينا الصورة، وتتعقد قضايانا ونصبح أقرب للآخرين في كل بقاع العالم. هي قصة الصراع بين الهوائي القديم وبين عفوية الصغار عندما قرروا متابعة أحد الأفلام القديمة والمميزة، وظلّ اسمها عالقاً في أذهان الجميع، ولكنهم فشلوا في تثبيت المحطة التلفزيونية، ولم يستطيعوا مشاهدة الفيلم، في ذلك الجو الحار جداً، ليندبوا حظهم العاثر ويقضوا وقتهم بلعب الورق والاستمتاع بمشروب «الفيمتو» المثلج، وفي لحظات ننتقل جميعاً إلى مشهد الهوائي الجديد الذي غيّر حياتهم، وجعل كل دول العالم تتقارب أصواتها وصورها بلمسة زر واحدة.