عواصم - (وكالات): كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن «الولايات المتحدة وحلفاءها يستعدون لشن عمل عسكري في سوريا في غضون أيام، في حال قام نظامها باستخدام الأسلحة الكيميائية بمحاولة لصد قوات المعارضة الساعية للسيطرة على دمشق».وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمريكية، أن التدخل العسكري الذي ستقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا ودول أخرى ليس وشيكاً، لكن وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكيتين اللتين تملكان صلاحية إصدار القرارات بشأن عمليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مستعدتان للتدخل إذا لزم الأمر.من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أن «بريطانيا وجّهت تحذيراً مباشراً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر قنوات دبلوماسية، من عواقب استخدام أسحلته الكيميائية».وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية وليام هيغ كشف أن بريطانيا استخدمت قنوات دبلوماسية سرية لتوجيه تحذير مباشر للرئيس الأسد من رد فوري إذا استخدم نظامه الأسلحة الكيميائية.وأضافت أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية أعلنوا مؤخراً عن التقاط صور بالأقمار الصناعية للقوات السورية وهي تنقل أسلحة كيميائية إلى مواقع تمكّنها من استخدامها بسرعة أكبر، فيما أعلنت مصادر في الاستخبارات الغربية عن اعتراض أوامر لإعداد غاز الأعصاب «راسين» للاستخدام.ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على مناطق في ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات والحملة العسكرية التي تنفذها القوات النظامية منذ أسابيع، غداة موافقة حلف شمال الأطلسي على طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. ولجأت القوات السورية النظامية مجدداً إلى طائراتها المقاتلة للإغارة على مناطق في محيط دمشق، خاصة أطراف بلدات بيت سحم والمليحة وزبدين في ريف العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وتحدث المرصد عن اشتباكات في محيط بيت سحم وفي بلدة سقبا شرق العاصمة السورية، إضافة إلى محيط مطار عقربا العسكري، بينما طاول القصف محيط داريا. وتحدثت تقارير عن سيطرة الجيش الحر على مطار «عقربا» العسكري الأهم في ريف دمشق. وتأتي أعمال العنف هذه في سياق حملة عسكرية واسعة تشنها القوات النظامية لتأمين شريط بعرض 8 كيلومترات في محيط العاصمة لحمايتها والسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين الذين حاولوا الاقتراب من مطار دمشق الدولي قبل أيام.وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس إلى مقتل العشرات. كما تستمر الاشتباكات في محيط وادي الضيف المحاصر منذ سيطرة المقاتلين المعارضين على معرة النعمان الاستراتيجية في أكتوبر الماضي، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى حلب.وشرق سوريا حيث يسيطر المقاتلون المعارضون على مناطق واسعة بالقرب من الحدود العراقية، تعرض حي الحميدية في مدينة دير الزور للقصف بالطيران الحربي. ومع تزايد الشكوك الدولية إزاء لجوء النظام السوري إلى مخزونه من الأسلحة الكيميائية في النزاع المستمر في بلاده منذ 20 شهراً، أعلنت إسرائيل أنها «تتابع عن كثب هذه المسألة». وحذر أوباما نظام الأسد من أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه يشكل «خطأ جسيماً» وهو أمر «غير مقبول» ستكون له «عواقب». واتخذت أطراف غربية منها فرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي مواقف مماثلة، بينما أكد مصدر في وزارة الخارجية السورية أن دمشق لن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها «في حال وجدت».وفي وقت لاحق، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة قلقة من أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يزداد نظامه يأساً قد يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية أو يفقد السيطرة عليها. ويرى الخبراء أن تدخلاً عسكرياً لضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية يفترض شن ضربات جوية وإرسال قوات خاصة على الأرض، غير أن العملية ستنطوي على مخاطر ولن تكون مضمونة النتائج بسبب احتمال أن تكون الأسلحة موزعة على الكثير من المواقع في سوريا. في الوقت ذاته، وصلت سفينتان حربيتان روسيتان إلى مرفأ طرطوس السوري للتزود بالوقود في القاعدة الروسية البحرية الوحيدة في المتوسط. وقال مصدر في هيئة أركان البحرية الروسية إن «سفينتي الإنزال «نوفوتشيركاسك» و»ساراتوف» وصلتا لمدة 24 ساعة إلى مرفأ طرطوس السوري حيث نقطة تموين ودعم فني للبحرية الروسية». وستتوجه السفينتان التابعتان لأسطول البحر الأسود بعدها إلى مضيقي البوسفور والدردانيل للالتحاق بمرفأهما في منتصف ديسمبر الجاري. وقاعدة طرطوس التي تقع على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق، أنشئت بموجب اتفاق أبرم في 1971 إبان الحقبة السوفيتية.وتأتي هذه الخطوة غداة موافقة الحلف الأطلسي على طلب تركيا نشر شبكة صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا.من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لصحيفة «صباح» أمس أن بلاده تقدر عدد صواريخ أرض أرض التي يملكها نظام دمشق بنحو 700 وتعلم بالضبط مواقع نشرها.وفي الأردن الذي يستضيف 250 ألف لاجئ سوري، قال الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع صحيفتي «الرأي» و»جوردان تايمز» الحكوميتين إن «الأردن لن يكون طرفاً في أي تدخل عسكري في سوريا». وحذر من أن «الفشل في الوصول إلى حل سياسي وتأخره قد يقود إلى تعقيدات أكثر على الأرض، وسيكون هناك تداعيات كارثية»، داعياً «جميع الأطراف في سوريا لوضع مصلحة سوريا ووحدتها أولاً وقبل كل شيء».من جهة أخرى، أغلقت المجر سفارتها في دمشق وقامت بإجلاء دبلوماسييها بسبب النزاع الدائر في سوريا.
الجيش الحر يسيطر على مطار «عقربا» الأهم عسكرياً في ريف دمشق
06 ديسمبر 2012