كتب - وليد عبدالله:رغم التأييد للجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم بقيادة المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون في معظم القرارات والاختيارات التي قام بها منذ توليه الإشراف على تدريب المنتخب خلفاً للمدرب المقال الإنجليزي بيتر جون تايلور، إلا أن هناك عدداً من القرارات التي اتخذها تحول عليها عدد من علامات الاستفهام والتساؤلات. فنحن لسنا هنا بصدد الانتقاد وذكر السلبيات التي تؤثر على المنتخب وسير الإعداد لخوض منافسات بطولة غرب آسيا المقرر إقامتها في دولة الكويت الشقيقة في الفترة 8- 20 ديسمبر الجاري والتي تعتبر إعداداً حقيقياً للأحمر لخوض منافسات دورة كأس الخليج الحادية والعشرين المقرر إقامتها في مملكة البحرين في الفترة 5- 18 يناير 2013.ولكننا نسعى للتوضيح ولعل استدعاء المدرب كالديرون للاعب الدولي ولاعب فريق نادي المحرق الأول لكرة القدم محمد أحمد بن سالمين، آخر القرارات التي أثير عليها التساؤل الأبرز وهو لماذا تأخر المدرب كالديرون باستدعاء اللاعب بن سالمين للأحمر، رغم استدعائه لعدد من اللاعبين أصحاب الخبرة يتقدمهم المدافع محمد حسين الملقب بـ»الصخرة»، عبدالله المرزوقي، سلمان عيسى وحسين سلمان؟ ورغم أن قرار الاستدعاء قرار يخص المدرب ولا أحد يستطيع أن يتدخل في ذلك ويجبر المدرب على إبداء الأسباب والإجابات التي استدعته لاتخاذ هذا القرار. ولكن القرار جاء متأخراً بعض الشيء وتحوم حوله بعض علامات الاستغراب والاستفهام، فلماذا بن سالمين في هذا التوقيت بالذات، ولماذا لم يكن خياراً مطروحاً في الفترة الماضية وعلى الأقل يكون متواجداً في المعسكر الأخير الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة 25 نوفمبر ولغاية 4 ديسمبر الجاري؟ وقد حاولت «الوطن الرياضي» طرح تلك التساؤلات على عدد من المدربين الوطنيين والإعلاميين للوقوف على أسباب اختيار المدرب كالديرون للاعب المخضرم محمد بن سالمين من جهة وهل هم مؤيدين لعودة بن سالمين لصفوف الأحمر من جهة أخرى. بحاجة له ولكن؟! وقال المدرب الوطني القدير عبدالعزيز أمين: «يعتبر اللاعب محمد بن سالمين من اللاعبين المميزين الذين مروا في تاريخ الكرة البحرينية، ويعتبر من اللاعبين الخبرة الذين يمتلكون خبرة ميدانية تخدم المنتخب في الفترة القادمة التي تشهد مشاركته في دورة كأس الخليج 21. ولكن إذا تحدثنا عن الجانب البدني للاعب، هل اللاعب جاهز بدنياً ومعافى من الإصابات. فقد كانت الإصابات قد أبعدت هذا اللاعب عن صفوف المنتخب وحرمتنا من إمكانياته في الفترة السابقة. فعودة بن سالمين للمنتخب ستكون إضافة كونه يحمل صفة القائد داخل وخارج أرضية الملعب، كما وإن عودته ستكون بمثابة الدافع النفسي للاعبين الموجودين في المنتخب». وأضاف: «والمدرب كالديرون يسير بصورة صحيحة مع المنتخب منذ توليه التدريب وحتى الآن، وكان قادراً على توظيف لاعبيه بالصورة المطلوبة في المواجهات الودية. ولكن يترتب عليه إيجاد التوليفة المناسبة بين لاعبي الخبرة الذين يجب ألا يتعدوا نفس عدد لاعبي الفريق، مع العناصر الشابة الموجودة في المنتخب وذلك من أجل الوصول إلى مرحلة الانسجام والتشكيلة المطلوبة قبل خوض منافسات خليجي 21. فبطولة غرب آسيا فرصة كبيرة للمدرب كالديرون لإيجاد تلك التوليفة». عودته إضافة.. قال المدرب الوطني والمحلل الرياضي بقناة البحرين الرياضية صديق زويد: «محمد سالمين من اللاعبين الذين يمتلكون الخبرة الكبيرة مع المنتخب، التي ستكون إضافة للأحمر في الفترة القادمة خصوصاً مع اقتراب مشاركته المهمة في كأس الخليج. فعودته للمنتخب إضافة قوية، ولكنها تعتمد بالدرجة الأولى على جاهزيته البدنية والفنية. فمتى ما كان بن سالمين جاهزاً وفي مستواه الطبيعي، سيسهم ذلك في تقديمه للمستوى المطلوبة داخل أرضية الملعب والذي يخدم المنتخب في المرحلة المقبلة». وأضاف: «والأمر الذي يشفع لبن سالمين للعودة لارتداء قميص المنتخب، هو أنه لايزال يلعب كرة القدم مع فريقه المحرق، وقد شارك في المباريات المحلية في مسابقة الدوري كما إنه شارك في مباراته فريقه أمام السالمية في بطولة الأندية الخليجية، إلا أن الإصابة منعته من مواصلة المباراة في البطولة الخليجية». نحن بحاجة لخبرته مع المنتخب وأكد المدرب الوطني خالد الحربان أن اللاعب محمد بن سالمين لايزال قادراً على العطاء مع المنتخب الوطني، مضيفاً أن استدعاء المدرب كالديرون للاعب للانضمام لكتيبة الأحمر قرار موفق، مشيراً إلى أن اللاعب يتمتع بخبرة كبيرة يحتاج إليها المنتخب في الفترة القادمة، خصوصاً وأن لديه تجارب في دورات كأس الخليج علاوة على أنه تواجد وعاش ظروف دورة كأس الخليج التي تعتبر من البطولات الصعبة والتي تحتاج للتحضير النفسي إلى جانب التحضيرين البدني والفني- حسب رأيه. وقال الحربان: «سيكون تواجد بن سالمين مع المنتخب إضافة وعودته ستسهم في رفع العامل النفسي لبقية اللاعبين، خصوصاً وأنه يتمتع بشخصية قيادية داخل أرضية الملعب، كما وستسهم خبرته من خلال التجارب التي عاشها في دورات كأس الخليج وتجاربه في المدارس الكروية الخليجية، في تحقيق المنتخب للنتائج المطلوبة في خليجي 21. ولكن ذلك يتطلب تواجد اللاعب مع المنتخب في بطولة غرب آسيا التي ستكون بمثابة الإعداد الحقيقي للاعب لعودة العنصر اللياقي والفني لديه، كما وستسهم المباريات في تلك البطولة لدخوله في أجواء المباريات الدولية التي يحتاجها اللاعب، بعد ابتعاده عن المنتخب في الفترة السابقة بسبب الإصابات وعدم اختياره مع قبل المدرب الإنجليزي المقال بيتر تايلور». كفاءة كروية يحتاجها الأحمر وقال الزميل الإعلامي فواز العبدالله: «يعتبر اللاعب الدولي محمد بن سالمين من الكفاءات الكروية التي خدمت المنتخب في الفترة الماضية، وأسهمت مع الأحمر في تحقيق العديد من النتائج الإيجابية. ويعتبر تواجده مهم في الفترة القادمة للمنتخب وبخاصة في خليجي 21، نظراً للخبرة الميدانية التي يمتلكها والتي ستسهم بشكل كبير في خدمة المنتخب في هذه المشاركة المهمة. ولكن السؤال المهم، هل بن سالمين جاهز للعودة مجدداً للأحمر؟ فمتى ما كان اللاعب محمد بن سالمين جاهزاً سيبذل قصارى جهده لتأدية الواجب الذي عليه في أرضية الملعب. فعودته في هذا التوقيت جيدة رغم تأخرها، فأنا مع عودته لتشكيلة المنتخب. حيث ستكون بطولة غرب آسيا خير إعداد للاعب في العودة مجدداً لمستواه الفني المطلوب قبل انطلاق خليجي 21. فقرار المدرب كالديرون باستدعاء سالمين قرار موفق وليس كذلك فحسب، بل إن القرار إضافة إلى المستوى النفسي والفني، فنحن بحاجة لخبرة سالمين لتشكل التوليفة المناسبة مع بقية اللاعبين الذين أغلبهم من العناصر الشابة». محمد بن سالمين في سطور لعل البعض يجهل تاريخ اللاعب المخضرم محمد أحمد بن سالمين، فاللاعب هو ابن لاعب المنتخب والمحرق سابقاً والمدرب الوطني أحمد بن سالمين الذي سجل اسمه في تاريخ دورات كأس الخليج في تسجليه أول هدف في تاريخ دورات كأس الخليج. فاللاعب محمد بن سالمين بدأ كرة القدم في نادي المحرق الرياضي وتحديداً في فريق الأشبال بالنادي عـــــــام 1990 مــــــع المدرب الوطني علي بوزبون. وقد تدرج حتى وصل إلى الفريق الأول في الموســــــــــــم 96/97، ونجــــــح معه في تحقيق العديد من البطولات المحلية أهمها لقب مسابقة الدوري وكأس جلالة الملك المفدى. كما ونجح مع الكتيبة المحرقاوية في إحراز أول لقب آسيوي للكرة البحرينية على صعيد الأندية عندما أحرز الفريق لقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي الموســـــــم 2008/2009. ونجح كذلك مع فريقه المحرق في إحراز أول لقب خليجي للكرة البحرينية على صعيد الأندية كذلك، عندما أحرز الفريق لقب بطولة الأندية الخليجية الـ27 للأندية أبطال الدوري والكأس. وعلى صعيد المنتخبات، فقد نجح بن سالمين مع منتخب الناشئين في التأهل لنهائيات كأس العالم للناشئين التي أقيمت في جمهورية مصر العربية عام 97، عندما أحرز مع المنتخب المركز الثالث في نهائيات كأس آسيا بقيادة المدرب الوطني القدير عبدالعزيز أمين ومساعده المدرب الوطني مبارك جوهر والإداري عبدالقادر معيوف. وقد تدرج في المنتخبات الوطنية حتى وصل للمنتخب الأول، وكانت أول مباراة رسمية للاعب في بطولة كأس الخليج 14 التي أقيمت في مملكة البحرين عــــــــام 98 أمــــــــام المنتخب العماني الشقيق. وقد نجح بن سالمين في الحصول مع المنتخب على المركز الرابع في نهائيات كأس أمم آسيا عام 2004 التي أقيمت في الصين، ونجح كذلك مع المنتخب في تحقيق المركز الثاني في دورة كاس الخليج 16 التي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة. وقد خاض اللاعب سالمين مع المنتخب المحلق الآسيوي المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 و2010 في مناسبتين الأولى أمام ترينداد وتوباغو الثانية أمام المنتخب النيوزلندي. وعلى المستوى الشخصي، نجح اللاعب في الحصول على لقب أفضل لاعب في الخليج في دورة خليجي 16 بالكويت. وعلى صعيد مسيرته الاحترافية، فقد خاض اللاعب تجربته الاحترافية الأولى مع العربي القطري لمدة 3 مواسم بدأها في الموسم 2004/2005، بعدها خاض تجربته الثانية مع الظفــــــرة الإماراتــــــــــــي موســـــــــم 2009/2010.