قال أطباء ومختصون إن «إحساس المرأة بثقل أسفل البطن وصعوبة التبول من أبرز العلامات على سقوط الرحم»، مشيرين إلى أن «الجراحة ربما تكون الحل الأمثل للعلاج خصوصاً عند بلوغ المرأة سن اليأس».وأضافوا أن «الرحم يعد من أعضاء الجهاز التناسلي للمرأة فهو المسؤول عن نمو الجنين بداخله حتى تمام الحمل والولادة، ولذلك يطلق عليه «بيت الولد» – بكسر الواو – ونظراً لهذه المهمة الحيوية فهو يرتبط بعضلات وأربطة مع سائر أعضاء الجهاز التناسلي للمرأة لكي تظل في وضعها الطبيعي داخل الحوض ومع ذلك فقد تعاني المرأة من سقوطه». وفسر الأطباء السقوط الرحمي بأنه «عبارة عن نزول الرحم وبروزه خارج المهبل أو قد يسقط الرحم والمهبل معاً، ويكثر هذا السقوط لدى النساء كبيرات السن نظراً لنقص هرمونات الأنوثة وترهل عضلات الحوض، وهناك العديد من الأسباب لسقوط الرحم منها كثرة الحمل والإنجاب وحدوث تعسر عند الولادة ووجود أورام بالحوض والإصابة بالكحة المزمنة نتيجة متاعب بالصدر والإصابة بالإمساك الشديد».أما عن أعراض هذا السقوط فيرى الأطباء أن «الكثير من السيدات يعانين من هذا السقوط سواء بالمهبل أو بالرحم أو بالاثنين معاً، وغالباً ما تعاني المرأة في مراحله الأولى بثقل بالمهبل أو بأسفل البطن وعند تقدم الحالة وتفاقم الإصابة تشعر ببروز الرحم للخارج وخصوصاً إذا ما أصابها الإمساك والحزق أو عندما تجلس القرفصاء، وعلى الفور تشعر بخروج الرحم من فتحة المهبل، وتختلف درجة الخروج من مرحلة لأخرى ففي الدرجة الأولى من سقوط الرحم يتم السقوط عن الوضع الطبيعي إلا أن عنق الرحم لا يظهر وفي هذه الحالة تشعر المرأة بثقل بالمهبل فقط. وفي الدرجة الثانية يكون عنق الرحم ظاهراً خارج المهبل وفي الدرجة الثالثة – وهي نادرة الحدوث – يكون الرحم بالكامل خارج المهبل».الأعراضوأوضح الأطباء أن «هناك أعراضاً لسقوط الرحم، منها بروز شيء خارج من فتحة المهبل وإذا ما قامت المرأة بإدخال إصبعها بالمهبل تشعر بوجود بروز ووجود جسم غريب لم تكن تشعر به من قبل – أضف إلى ذلك الإحساس الدائم بالثقل بالمهبل أو بالبطن وخصوصاً عند بداية الإصابة بالسقوط الرحمي، كما إن المرأة قد تعاني من صعوبة التبول وكثرته مع ملاحظة أنها تشعر دائماً بالتبول المتقطع في المرة الواحدة، ناهيك عن إصابتها بمشاكل بفتحة الشرج نتيجة معاناتها من الإمساك وكذلك الإحساس بالآلام أثناء المعاشرة الزوجية مع الشكوى الدائمة من الإصابة بالالتهابات».التشخيص والعلاجوأشار الأطباء إلى أن «السقوط الرحمي يتطلب إجراء أشعة بالموجات الصوتية وبعض التحاليل للتأكد من سلامة الرحم والمثانة والجهاز البولي بصفة عامة وغالباً ما تكون التدريبات لعضلات وأنسجة وأربطة الرحم والمهبل التي تتم باستخدام أجهزة معينة أو بدون أجهزة مفيدة جداً في البدايات الأولى للسقوط. ومن هذه التدريبات أن تقوم المرأة عند التبول بالتحكم فيه بمعنى عمد إنزاله مرة واحدة على أن تكرر هذا التمرين مساءً وصباحاً ويستحب القيام بهذا التمرين الذاتي بعد الولادة مباشرة حتى تتجنب الإصابة بترهل العضلات والأنسجة أو الأربطة التي تحفظ الرحم مكانه».وتابعوا «أيضاً قد يلجأ الطبيب للجراحة لعلاج السقوط الرحمي عن طريق المهبل أو عن طريق البطن، وذلك باستخدام المنظار أو بفتح البطن ويفضل أن تؤجل المرأة إجراء مثل هذه الجراحة عند عزمها على عدم الحمل مرة أخرى».السقوط وسن اليأسوذكر الأطباء أن «المرأة غالباً إذا ما تعرضت للإصابة بالسقوط الرحمي فإنها تشعر بالإجهاد والثقل بمنطقة الحوض وخصوصاً في نهاية اليوم وبعد ذلك يمكن أن تلاحظ بسهولة خروج جزء من الرحم خارج فتحة الجهاز التناسلي عند قيامها بحمل شيء ثقيل أو عند قيامها بالتشطيف داخل الحمام، وكذلك عند إصابتها بالكحة نتيجة تعرضها لنزلة برد مثلاً وتلاحظ اختفاء هذا الجزء البارز عندما تستلقي على ظهرها بل إنها قد تشعر أحياناً بآلام شديدة أسفل الظهر مع كثرة المعاناة من الإفرازات المهبلية أضف إلى ذلك تكرار دخولها الحمام وعدم قدرتها على التحكم في البول، على أن هذه الأعراض تزداد حدتها عند وصول المرأة لسن اليأس «انقطاع الدورة». ونصح الأطباء أن «تتجنب المرأة الإصابة بالإمساك وذلك بتناول الخضروات الطازجة وخصوصاً الورقية مع تجنب تناول المواد الحريفة «الشطة» والحرص على عدم الحمل لفترات متقاربة حيث إن الحمل في فترات متباعدة يساعد كثيراً على عودة الرحم لمكانه الأصلي».وخلص الأطباء إلى أنه «بالنسبة للمرأة التي تكون في سن اليأس عليها إذا ما كانت تعاني من السقوط الرحمي الكامل أن تباشر الحالة مع استئصال متخصص فقد تستدعى الحالة استئصال الرحم ويتم هذا الاستئصال في غالبية الحالات عن طريق المهبل وليس عن طريق فتح البطن».
أطبـاء: الثقـل أسفل البطن وصعوبة التبـول إنـذار بسقـوط الرحـم
08 ديسمبر 2012