قال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز إن واشنطن متفائلة باستمرار البحرين في اتخاذ طريق ثابت هو «التطوير والإصلاح المستدام بعيداً عن العنف عبر استقرار طويل الأمد وضمان الأمن ومشاركة جميع أطياف المجتمع بالحياة السياسية والاقتصادية لمستقبل أفضل»، مشيداً بما أنجزته المملكة من توصيات لجنة تقصي الحقائق.وأكد بيرنز، خلال مشاركته بأولى جلسات اليوم الثاني من قمة الأمن الإقليمي الثامنة (حوار المنامة) أمس، التزام بلاده بـ»استمرار دعم البحرين لتقابل توقعات وتطلعات مواطنيها»، معتبراً «البحرين شريكاً استراتيجياً وصديقاً تاريخياً».وحدد بيرنز، خلال الجلسة التي حملت عنوان «الولايات المتحدة والمنطقة»، «4 عناصر متداخلة تكوّن سياسة خارجية فعالة للولايات المتحدة، أولها الأمن وبخاصة مقابلة التحديات العاجلة التي تفرضها تصرفات إيران المتهورة على نطاق واسع والحقيقة الملحة حول تسريع انتقال السلطة لقيادة جديدة يستحقها الشعب السوري، وثانيها الدعم المستمر للانفتاح السياسي والإصلاحات الديمقراطية والانتقال الناجح للسلطات في فترة ما بعد الثورات، وثالثها توافر الإمكانات الاقتصادية لإنجاح عملية الإصلاح الديمقراطي والتحول السياسي، ورابعها جهد مضاعف لحل الصراعات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بإعادة إنعاش الأمل في الوصول إلى حل لدولتين للفلسطينيين والإسرائيليين».من جهته، قال جون ماكين عضو لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي إن النسخة الثامنة من حوار المنامة تنعقد بعد تغييرات جذرية على مستوى المنطقة شهدت ربيعاً عربياً أطاح بعدة رؤساء هم بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر ومعمر القذافي في ليبيا وعلي صالح في اليمن، معرباً عن أمله في أن يمر العام المقبل ويتم إضافة بشار الأسد الى قائمة هؤلاء الرؤساء المخلوعين. وأكد ماكين ان المنطقة تقف على مفترق طرق يحمل بين طياته مستقبلين بديلين مختلفين «أحدهما إيجابي وواعد، والآخر يتسم بالركود والصراعات والقتامة». بدوره، قال تشارلز برجر عضو اللجنة المختارة الدائمة حول الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي إن الشرق الأوسط يمر بفترة محورية وحقبة جديدة تسعى فيها كل من البحرين وقطر والسعودية وتركيا والأردن لإحداث اختلاف على مستوى المنطقة. وأضاف برجر أن الولايات المتحدة لن تغادر المنطقة، بل أكد التزام بلاده بدعم ومساندة الخليج العربي نظراً لتاريخية العلاقة التي تربط واشنطن بدول مجلس التعاون والشراكات الاستراتيجية القائمة منذ زمن.وانعقدت الجلسة الأولى من اليوم الثاني لـحوار المنامة» وسط تزايد دعوات المشاركين إلى مزيد من التعاون الدولي وتعظيم أشكال التنسيق الأمني الإقليمي في ظل تزايد تعقيد التحديات في المنطقة أبرزها مخاطر انتشار السلاح النووي وتنامي ظاهرتي التطرف والإرهاب.وتناولت الجلسة تقييم العلاقة الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وشركائها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وما تملكه من خصوصية في المجال الأمني وسد أي هوة لها علاقة بالفراغ الأمني الذي حدث نتيجة تبعات الربيع العربي في عدد من الدول العربية أبرزها تونس ومصر وليبيا واليمن وآخرها سوريا.وسلط المشاركون الضوء على تزايد القلق الدولي ومخاوف الاستخبارات الأمريكية من إمكانية لجوء نظام بشار الأسد إلى استخدام أسلحة كيميائية، ما سيسبب كارثة إنسانية وبيئية لا تحمد عقباها، إضافة إلى أخطار الملف النووي الإيراني.
بيرنز: البحرين اتخذت طريقاً ثابتاً نحو الإصلاح بعيداً عن العنف
09 ديسمبر 2012