تحتفل اليوم (الوطن) بالذكرى السابعة على صدورها في العاشر من ديسمبر 2005، وهي بذلك تنطلق نحو مرحلة جديدة تزداد فيها التحديات الإعلامية، وتزداد فيها المسؤولية الوطنية لأداء رسالتها الإعلامية السامية.على مدى سبع سنوات خلت حرصت إدارات التحرير المتعاقبة على الصحيفة الحفاظ على هويتها المختلفة عن بقية الصحف المحلية، وهي هوية طعن فيها من طعن وشكك فيها من شكك واختلف حولها من اختلف، ولكن جاءت أزمة 2011 لتثبت قناعة القائمين على الصحيفة بأن الهوية والاتجاه الذي تمثله هو الاتجاه الذي يفترض أن يسود في مجتمع البحرين التعددي المتعايش سلمياً منذ قرون طويلة بسنته وشيعته ومختلف المكونات الأخرى. لن أطيل الحديث كثيراً عن الهوية وتاريخ الصحيفة والأدوار التاريخية التي قامت بها، فالمسؤولية أكبر من أن تخصص مساحة محدودة للحديث عن ذلك، بل الأهم الآن هو ماذا بعد؟هذا السؤال الذي حملناه معاً مع فريق التحرير والإدارة التنفيذية بالصحيفة لنبحث عن مفهوم جديد يمكن من خلاله مواكبة الاتجاهات الحديثة التي طرأت على الإعلام التقليدي نتيجة غزو الإعلام الحديث، وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي. عملنا على مدى 6 شهور في اجتماعات وأعمال بحث حتى توصلنا لقرار تطوير شكل ومضمون الصحيفة، وهو أمر تقليدي في الصحافة المحلية، ولكن غير التقليدي هو مفهوم التفاعلية الذي ظهر في شبكات التواصل الاجتماعي وصار يمثل تحدياً للإعلام التقليدي اليوم. لعقود طويلة من تاريخ الصحافة وحتى وسائل الإعلام الأخرى التقليدية كان أسلوب التواصل بين الصحيفة وجمهورها أحادياً فقط يقوم على إرسال الصحيفة مجموعة من الرسائل الإعلامية لجمهورها، وهذا المفهوم تغير اليوم كثيراً بسبب شبكات التواصل الاجتماعي التي غيرت النموذج الاتصالي، وصارت العملية الاتصالية قائمة على التفاعل بين الجمهور والصحيفة أو المؤسسة الإعلامية نفسها. نؤمن اليوم في (الوطن) بأهمية التفاعلية وضرورة التفاعل مع القراء الذين ينبغي أن يكونوا شريكاً في إعداد وإنتاج المواد الإعلامية المختلفة وفق رؤية الصحيفة، ووفق مسؤولية وطنية نابعة من الثوابت الوطنية المعروفة. بهذه المناسبة أتقدم شخصياً بالشكر والتقدير الخاص لكل صحافي ومنتسب لصحيفة الوطن على جهودهم طوال السنوات السبع الماضية، وهي جهود مقدرة، وهي الجهود التي ساهمت في تأسيس الصحيفة وتحقيقها مكانة متميزة في الإعلام المحلي. في النهاية أجزم أننا لم نقدم الأفضل بتغيير الشكل والمضمون اليوم، ولكننا نجزم في الوقت نفسه أننا مع القراء نسعى لتقديم أفضل محتوى إعلامي.