كتب - ثامر طيفور:«الفاروق» و»منرفزهم» و»حارقهم» و»ديرتي البحرين» و»الراصد» و»إلا البحرين» وشبكة أهل السنة وغيرها، أسماء شهيرة لمجموعات سياسية شبابية وطنية تستخدم موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وأجهزة «البلاكبيري» في عمل إعلامي شعبي تفاعلي لا يمكن إغفاله عند الحديث عن قيادة الرأي العام وتعبير عنه، وكان لها دور كبير وملموس في نقل الأخبار والآراء بين المستخدمين البحرينيين، وخاصة خلال الأزمة التي شهدتها المملكة، وذلك لأنها سريعة ورخيصة ومنتشرة وتصل لجميع شرائح المجتمع.وتثبت أعداد المشاركين في تلك المجموعات، أنها مؤثرة في الرأي العام المحلي، حيث تستحوذ أكبر 10 مجموعات في الـ»تويتر» على 370 ألف متابع، ما يشكل نحو نصف تعداد المواطنين البحرينيين، وترتيبها على التوالي، منرفزهم 82 ألف متابع، شبكة أهل السنة 72 ألف، حارقهم 70 ألف متابع، الفاروق 66 ألف متابع، ديرتي البحرين 66 ألفاً متابع، شحوال 23 ألف متابع، الراصد 20 ألف متابع، إلا البحرين 18 ألف متابع، درع الفاتح 10 ألف متابع، الدفاع عن البحرين 8 ألف متابع، ساحة عمر ابن الخطاب 7 ألف متابع.وأغلب هذه المجموعات تعمل بالتوازي عبر أكثر من وسيلة نشر، فبعد «تويتر» يأتي «البلاكبيري»، وغالباً ما يكون عدد المشتركين بخدمة البلاكبيري من هذه المجموعات، قريباً من عدد المتابعين على «تويتر». كما بدأ برنامج «أنستغرام» لمشاركة الصور يستحوذ على اهتمام متزايد من هذه المجموعات. فيما لايزال «فيسبوك» أقل إثارة لاهتمامها.ومن تلك الأعداد الضخمة من المتابعين، يستطيع المراقب أن يقدر مدى نجاح هذه المجموعات في رصد الأخبار والتواصل والتفاعل مع الجماهير، خصوصاً بعد أن نضجت هذه التجربة حديثة العهد، وصقلت مواهب إعلامية شبابية كثيرة، فما هي دلالات نجاح هذه التقنية؟ وما مدى درجة أهتمام البحرينيين بها؟ وما رأي أصحاب الشأن فيها؟ من يعمل بها؟ كيف تغطي أخبارها؟ ما هي معايير عملها؟بعد معاناة في سبيل الحصول على تصريح أو مقابلة مع مدراء المجموعات، استطاعت «الوطن» مقابلة رئيس مجموعة « إلا البحرين» والتي تعرف نفسها بأنها: «أول مجموعة خصصت للدفاع عن البحرين منذ بداية الأزمة»، والذي أكد أن «90% من الناس يصدقون كل ما يقرؤونه في المجموعات».ويرى مدير «إلا البحرين» أن ما يدفع الناس للانضمام إلى هذه المجموعات هو حب الوطن، فالمؤزمون يحرضون أتباعهم على الإرهاب والعبث بأمن واستقرار الوطن، ونحن نساعد في تخفيف الضغوط الذي تتعرض لها الدولة عبر توعية الناس، فنحن ننشر بعض الأمور التوعوية دينياً اجتماعياً وثقافياً، كما إننا نساهم في محو الأمية السياسية، وندعو لتحكيم العقل، واستطعنا أن نحشد الكثير من الناس لإنقاذ الوطن في وقفات الفاتح».وأضاف مدير المجموعة أن «حرية الرأي يكفلها القانون. نحن لا نجرح ولا نلمح، نحن نوصل أخبار أو نناقش قضايا تهمنا لأننا من الشعب، نحن أشخاص همهم الحفاظ على البحرين إسلامية عربية خليفية، والذي دفعنا لافتتاح المجموعات هو حب الدين والوطن والخوف من أن تصبح البحرين عراقاً آخر»، وأكد أن «المجموعات شعبية لا تنتمي لجمعية سياسية أو مهنية، وتم الإعلان مؤخراً عن قانون لمحاسبة من ينشر الأخبار الكاذبة. ومن وجهة نظرنا هو قانون ممتاز لحماية الساحة المحلية وزيادة ثقة الجمهور في المجموعات».وعن تكاليف افتتاح هذه المجموعات ومن يمولهم، أكد أنها جميعاً بتمويل ذاتي، وأضاف: «يتحمل رئيس المجموعة كلفة شراء جهاز الـ»بلاك بيري» للعضو الإداري الجديد ومن ثم يواصل العضو تفعيل الخدمة الـ»بلاك بيري» بتمويل شخصي فيما يتناسب مع إمكانياته المادية ( تعبئة أو خط )، مع العلم أننا واجهنا صعوبة في توفير المستلزمات الأخرى كالكاميرات، والحواسيب وغيرها».وأكد مدير مجموعة «إلا البحرين» أن المجموعات تهتم بمصداقية الأخبار التي تنقلها وتحاول الابتعاد عن الشائعات، «لكن المصداقية في نقل الخبر تعتمد على المجموعة نفسها وثقلها وسقفها ومجالات التغطية، ومجموعة إلا البحرين كونت مصداقية منذ انطلاقتها واستطعنا أن نغطي أخباراً ? تستطيع الصحف الرسمية تغطيتها مع الأسف».وحول كيفية سير العمل داخل هذه المجموعات، قال إن العمل في النشر يشمل نوعين من المحتوى، الأخبار الرسمية؛ والتي نحصل عليها من الصحف أو تصريحات الوزارات أو عبر مصادرنا الموثوقة؛ وهذا النوع ينشر مباشرة؛ أما النوع الثاني فهو الرأي ويخضع لقانون التصويت؛ حيث يطرح على أعضاء المجموعة الإدارية ويتم التصويت على نشره أو حذفه.نجحت في التأثير على الرأي العامالإعلامي البحريني خالد بورشيد قال لـ»الوطن» إن مجموعات الـ»بلاك بيري» نجحت في التأثير على الرأي العام المحلي بعد أن نضجت هذه التجربة المستحدثة وأصبح الشارع المحلي أكثر وعياً بالخيارات المتاحة وأيهما أصلح للحراك السياسي، ولا نغفل أيضاً دورها التوعوي الذي كان نجاحه ملموساً في صقل الموهبة، والعقل السياسي لدى الشارع العام، وجعله يقف على حافة الأحداث ويتوقع المستجدات من خلال القراءات السياسية والتحليلات.وأضاف بورشيد لـ»الوطن» إن: «مجموعات البلاك بيري لعبت دوراً مهماً خلال الأزمة التي عصفت في البحرين وتحديداً منذ انطلاق أحداث فبراير العام الماضي، وهذه التقنية كان لها دور كبير وملموس في نقل الأخبار بين المستخدمين وخصوصاً الأهالي الذين كانوا يرتقبون أي حدث أو خبر قد يضع نقطة في آخر السطر المأساوي الذي عاشوه خلال تلك الفترة، وهذا ما جعلهم أكثر قابلية لتصديق الإشاعات التي قد تطلق في بعض الأحيان من بعض أفراد التيار التأزيمي الذين ك انوا يعتمدون على نشر الإشاعات وتهويل بعض الأمور».بورشيد أن: «استخدام هذه التقنية في صنع القرار السياسي يكاد يكون ضئيلاً بعض الشيء بسبب محدودية هذه الوسيلة ولكونها أداة مستجدة».وعن مدى تأثير هذه المجموعات إيجاباً أو سلباً، يوضح بورشيد: «بطبيعة الحال كل سلاح ذو حدين، إن أحسنا استخدامه عاد علينا بالنفع وإن استخدمناه في غير موضعه فالنتائج ستكون عكسية، لذا نتمنى من وسائل الإعلام والجهات الحكومية أن تتبنى هذه التقنية وتسخرها بما يعود بالنفع على القضية الدارجة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو حتى الدولي، وعندها ستتشكل عند المتلقي مصداقية أكبر إذا كان الداعم لهذه الجهات مؤسسة حكومية أو جهة معروفة التوجه».محاذيرولا يخلو مثل هذا العمل الإعلامي المشتمل على قيادة وبناء للرأي العام من محاذير، فيشدد الخبراء على أن مثل هذه الأنشطة يجب أن تكون خاضعة لقانون، ومنظمة بطريقة تحفظ المجتمع من الإشاعات والمعلومات المغرضة، إلى جانب ضرورة تحلي القائمين على هذه المجموعات بالمسؤولية مع الحرية. وقد صدر مؤخراً قانون يعاقب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في التشهير والإساءة والتحريض.
نصف البحرينيين يتابعون مجموعات سياسية على «تويتر» و«بلاكبيري»
١٢ ديسمبر ٢٠١٢