يطرق الشاعر السوري نوري الجراح باب اللامألوف، يتحدى جغرافيا المكان ويلج عالم الأساطير، تورق القصيدة بين أصابعه وتثمر، ينظم أحرفها ويقفيها ويراهن عليها في سباق اللغة المحموم. يحل الجراح ضيفاً على بيت الشعر بيت إبراهيم العريض مساء السبت 15 ديسمبر في أمسية شعرية حالمة، تمّحي فيها الحدود، تُشرّع النوافذ، وحدود المكان تغدو مفتوحة على أفق لا ينتهي. في المساء المرتقب يلتقي الجراح بجمهوره، يخيط من مخيلته مغامرة مرتبكة، يصنع من حدسه وجوداً عصياً على النسيان، يطرح أسئلة تبحث عن إجاباتها في أعين الجميع. يقول الجراح إن «الشعر عندما يصدر عن تجربة، لا بد لكل قصيدة يكتبها شاعر أن تختلف بالضرورة عن الأخريات»، والشعر عنده كائن ميتافيزيقي لا علاقة له بخفة اليد والمزحة الاجتماعية، وشعر المفارقات اليومية آخر همه. ويربط الجراح نهاية الشعر بتخلي الشاعر عن ميوله الميتافيزيقية، ويعتبر كل قصيدة لا فكر فيها خالية من أي شعر عميق و»التخاريف عن الشعر اليومي بطريقها للزوال دون أن تترك أثراً». الجراح من مواليد دمشق 1956 مقيم في بريطانيا، أدار تحرير مجلة «فكر» الأدبية، وساهم في مجلة «الحوادث» وصحيفة الحياة، ويشرف على «المركز العربي للأدب الجغرافي»، و»جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي»، و»ندوة الرحالة العرب والمسلمين»، وساهم مع رياض الريس وأنسي الحاج وزكريا تامر في تأسيس مجلة الناقد الشهرية.أصدر العديد من الدواوين الشعرية منها الصبي، مجاراة الصوت، نشيد صوت، طفولة موت، كأس سوداء، القصيدة والقصيدة في المرآة، صعود أبريل، حدائق هاملت، طريق دمشق والحديقة الفارسية.