كتبت ـ شيخة العسم: «شاي العصر» عادة جمّعت الأسر البحرينية حول مائدتها منذ القدم، ورغم مرور الزمن وتغير نكهات الشاي، بقيت العادة متأصلة وعصية على النسيان والاندثار. تتحلق الأسرة البحرينية حول مائدة الشاي عصراً، تختار الأمهات لأبنائهم أجمل الزوجات، ويشتري الآباء لأولادهم السيارات الفارهة والهواتف الذكية، وتبوح الشقيقة لشقيقتها بالأسرار، والشباب لأشقائهم بالمواعيد المختلسة، وتُعقد الصفقات وتتحقق أحلام العمر، والرابط الوحيد بين هذه القصص جميعاً «شاي العصر».«شاي العصر» عند لولوة سلمان طقس مقدس، وأوكسجين لحياة أسرية ممتدة تضج متعة وحيوية «خلافات أبنائي مع زوجاتهم متاحة حول مائدة شاي العصر» وتضيف ضاحكة «الجلوس حول مائدة شاي العصر فرصة لا تُعوض، ومعين معلومات ثر لا ينضب».أم سعد تشرب الشاي الأحمر صيفاً وتفضله بالحليب شتاءً «آخر أخبار الأولاد ومشاريعهم المستقبلية، مطروحة للنقاش ومتاحة بالتفصيل حول مستديرة شاي العصر».محكمة الخلافات الأسرية لا تستغني لولوة سلمان عن شرب الشاي «أفضل شربه عصراً مع زوجي» وتضيف «أنواع الموالح من المتاي والجبس «المينو» كلها حاضرة حول كؤوس الشاي الدافئة».وتتابع لولوة «كنّاتي الإثنتين يجلسن معي لشرب الشاي، وخلال الجلسة تُفضح الأسرار وأعرف إن كنّ على خلاف مع أزواجهن»، وتقول «من يفوت هذه الفرصة؟. تغير طعم الشاي وتعددت صنوفه ولكن وقت شربه والتجمع حول مائدته لم يتغير وتقول زينب داوود «أجتمع وجاراتي عصراً في منزلي لشرب الشاي، نروي قصصاً ونكاتاً لا تنتهي».وتتابع زينب «شاي العصر لم يعد يقتصر على الشاي الأحمر، أفضل اليوم التركش كوفي، وأحتسي نوعاً آخر وهو الشاي بالكسترد وحبات الحسو».تعددت الوصفات والعادة لم تتغيراعتاد صالح خميس وزوجته وأولاده شرب الشاي الأحمر بعد الغداء مباشرة «رغم أن العادة غير صحية، لأن شرب الشاي بعد تناول الطعام مباشرة يمتص الحديد والناصر المغذية من الجسم»، ويضيف «العادة مستمرة بغض النظر عن وجود أبنائنا معنا أو انشغالهم». أم سعد تتناول الشاي الأحمر صيفاً وتفضله بالحليب شتاءً «ما يميز جلسة شاي العصر وجود أولادي وسماع آخر أخبارهم وأعمالهم ومشاريعهم المستقبلية».
\«شاي العصر».. عادة بحرينية تأبى الاندثار
14 ديسمبر 2012