قدم وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان المتحدر من أصول روسية والمعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة استقالته من منصبه أمس الأول، وقبل 5 أسابيع من الانتخابات التشريعية وبعد يوم من اتهامه «بإساءة الائتمان». وقام المدعي العام الإسرائيلي يهودا فاينشتاين بتوجيه تهمة إساءة الأمانة لليبرمان بعدما حصل من سفير إسرائيل السابق في روسيا البيضاء زئيف بن أرييه على صورة من تحقيق سري أجري بحقه، وذلك خلال زيارة إلى مينسك في أكتوبر 2008. وكانت وزارة العدل الإسرائيلية تسعى للحصول على مساعدة من نظيرتها في روسيا البيضاء للتحقق من الحسابات المصرفية هناك وإجراء مقابلات مع بعض الأشخاص. وأغلق فاينشتاين القضية الأخطر ضد ليبرمان وهي التمويل غير المشروع للحملات الانتخابية عبر شركات وهمية، والتي تتضمن ادعاءات بالاحتيال وتبييض أموال وتلاعب بشهود. وهي تهم يعاقب عليها بالسجن لأكثر من 10 سنوات. وتتعلق الوقائع بـ «ملايين» الدولارات وتعود إلى الفترة الممتدة بين 2001 و2008 عندما كان ليبرمان نائباً ويتولى حقائب وزارية عدة منها البنى التحتية الوطنية والنقل والشؤون الاستراتيجي. ويتزعم ليبرمان المعروف بمواقفه المعادية للعرب حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني القومي المتطرف. ومن المفترض إجراء الانتخابات التشريعية في إسرائيل في 22 يناير المقبل. وسيخوض حزب «الليكود» اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الانتخابات في لائحة مشتركة مع حزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا» احد ركائز الائتلاف اليميني الحاكم حالياً. ويحتل ليبرمان «54 عاماً» المرتبة الثانية على اللائحة الانتخابية المشتركة ويعرف بمواقفه المعادية للعرب ولكنته الروسية الثقيلة. وكان «عرب 48» أبناء الفلسطينيين الذين بقوا في الأراضي المحتلة بعد إعلان دولة إسرائيل في 1948، في صلب برنامجه الانتخابي لعام 2008، فهو يعتبرهم «طابوراً خامساً» ويقود حملة مركزة ضدهم شعارها «لا مواطنية بدون ولاء». وعلى الرغم من أنه يقيم في مستوطنة نوكديم قرب بيت لحم، لا يدافع ليبرمان عن «إسرائيل الكبرى» التي يسعى إليها لوبي المستوطنين ومعروف بأنه علماني شرس. واعرب ليبرمان عن استعداده للانتقال في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وهو ما يعتبره أمراً غير واقعي ويدعو بدلاً من ذلك إلى «اتفاق مؤقت طويل الأجل» وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي الذي يرى بأن «الوضع الراهن لا يمكن الدفاع عنه». ومن اقتراحاته مبادلة أراض يقطنها عرب 48 بأجزاء من الضفة الغربية. وصل ليبرمان إلى إسرائيل في 1978 آتياً من مولدافيا ودرس العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة. وانتسب بعد ذلك إلى «الليكود» وعين مديراً عاماً للتكتل اليميني بين 1993 و1996 قبل أن يعينه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مديراً لمكتبه من 1996 إلى 1997. وفي 1999، أنشأ «قيصر جميع اليهود الروس» كما يلقبه أنصاره حزب «إسرائيل بيتنا» وانتخب في السنة نفسها عضواً في الكنيست. وفي مارس 2001، عين وزيراً للبنى التحتية وتولى بعدها وزارة المواصلات في فبراير 2003. و»أقاله» أرييل شارون من منصبه في يونيو 2004 بسبب خلاف حول الانسحاب الأحادي الجانب من غزة.«فرانس برس»
أفيغدور ليبرمان.. صقر يميني متطرف لا يعترف بالسلام
16 ديسمبر 2012