منظر غريب لفت نظري عندما شاهدت تلك الشاحنات الكبيرة وهي تتكدس على جانب الطريق وتحديداً بعد مجمع العلوي بالقرب من دوار ألبا، فقررت أن أتحاور مع هؤلاء السواق الذين يمتهنون هذه المهنة ويسافرون من بلد إلى آخر وهم منعزلون عن العالم في جميع الأمور.هل تعلم أخي القارئ بأنهم ينامون في العراء أو داخل الشاحنات لمدة لا تقل عن خمسة أيام وفي جميع الأجواء، ويفتقرون إلى توفر أبسط الخدمات التي يحتاجها الإنسان كدورات المياه، أو أماكن للصلاة وكل ما يحتاجه الإنسان، أين يذهبون في هذه الفترة وكيف يصرفون أمورهم؟، فبدأت الحوار معهم حيث يقول بعضهم بأنهم يترددون على المجمع القريب من الموقع في فترة النهار فقط. تخيل نفسك أخي العزيز وأنت في بلد مثل البحرين المشهورة بعطائها ولا يوجد بها مرافق حيوية لمن أراد أن يستخدمها!!إن هؤلاء السواق قد تركوا عوائلهم لفترة طويلة وتحملوا الكثير من أجل أسرهم وعوائلهم ، وقد عملوا بإخلاص في سبيل إيصال البضائع إلى المستهلكين والشركات، وحسب كلام بعضهم بأنه في دول مجلس التعاون قد يجد هؤلاء استراحات تتوفر بها جميع سبل الراحة مقابل أجر يومي. فمن الواجب على مملكتنا الحبيبة ألا تبخل بتوفير مرافق حيوية للجميع ولاسيما لسواق الشاحنات حتى يستطيعوا العمل ويصبروا على مشقته، فأبواب الخير كثيرة ومتنوعة فمجرد النظر لحالتهم والإشفاق عليهم سوف يمنحهم الراحة والطمأنينة، فهم في النهاية بشر.الناشط الاجتماعيصالح بن علي