كتب - حسين التتان:لدى عبدالله إسماعيل 3 أجهزة موبايل و3 خطوط «تضيف لي مساحة واسعة من البرستيج المجتمعي» ويضيف «كيف لشاب يعيش بالقرن الحادي والعشرين ويحمل جهازاً خليوياً واحداً؟!». بالمقابل يرى محمد جمعة في الظاهرة ترفاً استهلاكياً ومسبباً للعزلة الاجتماعية «ضروري فقط لكبار رجال الأعمال، حيث يخصص واحداً للعمل وآخر للأهل والأصدقاء».ولا يجد علي حميد أية مشكلة في اقتناء أكثر من جهاز «لكل جهاز مواصفاته، وعلى المرء الاستفادة من كافة الخدمات والتخفيضات المتاحة بشركات الاتصال المختلفة»، بينما وجدت أم بشرى في جهازيها «قتلاً للملل داخل جدران المنزل الأربعة».نوع من «البرستيج» يستمتع عبدالله إسماعيل بحمل 3 أجهزة خليوي «سامسونج ـ بلاك بيري ـ آيفون»، موزعة بالعدل على شركات الاتصال المحلية «بتلكو ـ فيفا ـ زين» ويقول «تضيف لي مساحة واسعة من البرستيج المجتمعي، واستغرب أن بعض الشباب يملك جهازاً خلوياً واحداً فقط».يحب عبدالله اقتناء كافة أشكال الموبايلات «لكل جهاز خواصه ومميزاته»، ويوزع أرقام هواتفه حسب الشخص الذي يتعامل معه «يعود الأمر لقربه مني ومعرفته بحاجاتي من هذا الجهاز أو ذاك».ولا يخفي عبدالله أن الموضوع مرتبط بالوجاهة المجتمعية «ليس من الترف في شيء، الأمر يتطابق تماماً مع سعي أحدهم للفوز برقم هاتفي مميز أو رقم سيارة مميزة» ويسأل «أحلال هناك وحرام هنا؟».ويرى أن حمل الشاب أكثر من جهاز ليست ظاهرة شاذة «هي ظاهرة بحرينية وخليجية بامتياز».حاجة لا ترفالشاب علي محمد حميد يرى في تعدد الأجهزة لدى الشخص الواحد حاجة ضرورية لا ترفاً «الناس اليوم الأكثر وعياً، ولا تنظر إلى عدد ما تحمله من أجهزة، بل إلى ما تقدمه من خدمات متنوعة وطبيعتها» ويواصل «البعض يرغب بالاشتراك في أكثر من شركة اتصالات، للاستفادة من العروض المتنوعة والتسهيلات المقدمة لهم». ولا يغفل علي عن تدعيم رأيه بضرب الأمثلة «هناك مستخدمون يقتنون على سبيل المثال جهاز بلاك بيري لخاصية المسنجر، وهناك من يضيف جهازاً آخر يعمل بنظام الأندرويد» ويتابع «حقيقة الأمر أن الموبايلات بخدماتها المنوعة هي الطريقة الأكثر فاعلية للتواصل مع المجتمع».ويرى حميد «مسألة تعدد الموبايلات لا علاقة لها بالتباهي كما يصورها البعض، بقدر ما هي حاجة علمية وعملية للفرد، وهذا كله يتحدد بحاجاتنا لجهاز أو أكثر».قاتل المللأم بُشرى ربة منزل، تملك أكثر من جهاز، واحد خاص بالأهل والمقربين وآخر لعامة الناس «هذا التصنيف يحررني من كافة أنواع الإزعاج المجتمعي، أرد على من أود، وأطنّش من أشاء».أم بشرى تعيش فراغاً كبيراً داخل جدران منزلها، وامتلاكها لجهازين لشركتي اتصالات، يعني أنها تقضي وقتاً مسلياً مفيداً وممتعاً، من خلال ما تطرحه الشركات والأجهزة من مميزات وخاصيات «ليس ترفاً بقدر ما هو حاجة شخصية، كل ما في الأمر أن هذا كله يعود لطبيعة حاجاتنا الإنسانية والعملية».جهاز للأهل وآخر للعملمدير بحريني يعمل بإحدى الشركات الوطنية فضل عدم الكشف عن اسمه يملك جهازين «جهاز خاص بي، وآخر مفروض عليَّ من الشركة، الأول أستخدمه لخاصتي من البشر وتسيير أموري الشخصية، بينما الثاني مخصص للعمل فقط».وينصح المدير شباب وشابات البحرين باقتناء جهاز واحد فقط «يكفيهم واحد ولا داعي لاقتناء أكثر من جهاز».مسببات العزلة الاجتماعيةالشاب محمد عبد الصالح جمعة يرى في ظاهرة اقتناء أكثر من موبايل أمراً شائعاً في مجتمع البحرين «ليس لحاجة ضرورية أو أمر لازم، بل مسايرة لعالم الموضة والتباهي». ويجد محمد في امتلاك الفرد أكثر من جهاز خلوي، مسبباً لقلة اهتمامه في محيطه الاجتماعي «هذا ما نلحظه جيداً، فالبعض يتصفح جهاز ويتكلم في آخر، ما يسبب ضغطاً على تفكير الشخص، ويعزله عن محيطه المجتمعي». متى يكون أكثر من جهاز حاجة ضرورية للشاب؟ يقول جمعة «عند رجال الأعمال وكبار المدراء، إذ إن جهاز واحد لا يكفي، لأن لديهم من المهام والأعمال ما لا يقضيه موبايل واحد، ويحتاج هؤلاء لجهازين اثنين، واحد للعمل فقط وآخر للأهل والأصدقاء» ويواصل «حمل أكثر من جهاز في حالتهم ظاهرة صحية، فالمدير يستطيع غلق موبايل العمل أثناء الإجازة، ويبقي الآخر الشخصي مفتوحاً».
شباب البحرين لا يتصورون حياتهـــم بموبـايـــل واحــد!
18 ديسمبر 2012