كتبت ـ عايدة البلوشي:أحمد راشد 17 سنة ويدخن، عندما علم والده أنه مدخن جاء المنزل مسرعاً والغضب بادٍ على محياه وأخذ يصرخ «هاذي ألي تعلمته من المدرسة.. حسافة عليك».ويقول أحمد «والدي مدخن شرس، لماذا يغضب من تدخيني وهو قدوتي بالحياة»، ويضيف» كان يفترض به أن ينصحني لا أن يصرخ ويسب ويشتم»، بينما يدخن وليد سلمان 17 سنة من باب تقليد أصدقائه.محمود أحمد 18 عاماً يجد سعادته بالتدخين، ويقول «السعادة وقتية ولكنها مطلوبة»، فيما يرى محمد نبيل في تدخين المراهقين «استباقاً لرجولة لم تكتمل بعد».ويجد آخرون في تدخين المراهق بحثاً دؤوباً عن جواز سفر لعالم الجنس اللطيف، لأن «الشاب عندما يحمل بيده السيجارة، يكون أوفر حظاً للفوز بقلب الأنثى من آخر جُرّد منها» على حد قول المراهقين.الوالد القدوةوليد سلمان 17 عاماً بدأ التدخين منذ سنة تقريباً، بحكم أن جميع أصدقائه من المدخنين ويقول «ربما العادة سيئة لا أنكر ذلك، ولكن المستغرب أن يرسم من هم أكبر سناً علامة استفهام على وجوههم عندما يرون مراهقاً يدخن السيجارة» ويتابع «ألم يتبعوا السلوك ذاته في مراهقتهم؟ أين وجه الغرابة؟».لا ينفك كبار السن من ترديد عبارة «جهال ويدخنون» يقول وليد، سألناه «هل تضايقك العبارة؟» يجيب «لما لا تضايقني؟ إنها تحمل تناقضاً في شخصيتهم، أهي حلال عليهم وحرام علينا، أم أن مفهوم «اليهال» تختلف من جيل لآخر؟». ويؤكد أحمد راشد 17 سنة ألا فائدة من أب ينصح ابنه بترك التدخين بينما يمارس العادة ذاتها، ويسأل «أليس الأب هو القدوة فلماذا يدخن ويمنع أبناءه؟». والد أحمد مدخن شرس، وجن جنونه عندما علم من الجيران بأن ابنه يدخن «جاء المنزل مسرعاً والغضب يرسم علامات غريبة على وجهه وأخذ يصرخ «هاذي إللي تعلمته من المدرسة.. حسافة عليك».لم ينبس أحمد بكلمة «أعلم تماماً أني مخطئ ولكن خطأ والدي أكبر لسببين، الأول أنه مدخن وهو قدوتي بالحياة، والثاني كان يفترض به نصحي وإرشادي لا الصراخ بوجهي وشتمي». السعادة المؤقتة عندما سألنا الشاب محمود أحمد 18 عاماً «لماذا تدخن؟»، كانت إجابته قاطعة «أغلب الشباب اليوم يدخنون لا مشكلة» ويضيف «بصفة شخصية أشعر بالسعادة عندما أُدخن».يلجأ محمود للسيجارة عندما يتضايق من أمر ما «يرى البعض أن سعادة التدخين لحظية، وبالفعل هي كذلك».محمد نبيل يرى المشكلة في اقتران التدخين بالرجولة لدى البعض من الشباب «كثير من الشباب يشعرون بالرجولة عندما يدخنون خاصة مع المقولة السائدة «صغار ويدخنون» وهو يعني بأن التدخين للكبار بالتالي يقوم الشاب بالتدخين في سبيل تحقيق رجولته».ولا يخفي محمد أن معظم الشباب من أصدقائه يدخنون تحت مبدأ الرجولة «آخرون يرونها موضة والسير مع متطلبات العصر الجديد ومنهم من يقلد أصدقاءه». عمر راشد يقول «الفتيات يدخن علناً ولا ضجة مجتمعية وإعلامية تثار، رغم تعارض السلوك مع عادات مجتمع محافظ مثل البحرين فكيف بالشباب».ويضيف «الأولى نصح الشباب وإرشادهم لمخاطر التدخين»، ويواصل «من باب احترام الأهل لا أدخن أمامهم نهائياً».