كتبت ـ شيخة العسم:«الملح والدهن ممنوع منعاً بتاتاً في طعامي» يقول محمد الجار 51 سنة، أم رمضان بالمقابل لا تتخيل أطباقاً تخلو من الدهون والأملاح والسكريات «أنا وزوجي نعاني من الكولسترول والضغط»، وتضيف «مع ذلك لا نتناول إلا طعاماً مغرقاً بالشحوم والزيوت».لطيفة الكوهجي لا تفرق بين الأطباق المعدّة بالمنزل ووجبات المطاعم «كلها مشبعة بالدهون والسمون المؤدية للسمنة المفرطة»، فيما تعتبر فاتن عبدالله الزيت عدوها اللدود «استخدم بدائل صحية مثل زيت الزيتون والألبان والأجبان قليلة الدسم».طعام خالٍ من الملحالملح والدهن ممنوع منعاً بتاتاً في طعام محمد الجار 51 سنة «منعت زوجتي كلياً من وضع الملح والفلفل في طعامي، والتقليل من استخدام الزيت لأقصى الحدود الممكنة».الطبخ هواية محمد الجار، ويصنع وجبات خفيفة أساسها الملح والزيت «هذه للأولاد» لكنها في أطباقه شبه معدومة «زوجتي لا تأكل أبداً ما تبدعه يداي من فنون الطبخ».زوجته تناكفه دائماً وتعلق أن طعامه يخص المرضى فقط لا الأصحاء ويقول الجار «بالمقابل أبنائي وكناتي يشجعنني على أطباقي الخفيفة، ويشاركونني الطعام باستمرار». لا تخفي أم رمضان أن الدهون والأملاح والسكريات مواد أساسية في مكونات المطبخ البحريني «لا أتخيل أن أطهو يوماً طعامي دون ملح أو زيت» وتتابع «لك أن تتخيل وجبة مجبوس أو صالونة أو برياني دون زيت أو ملح؟».تعاني أم رمضان وزوجها من الكولسترول والضغط «مع ذلك لانستغني عن الأطباق المشبعة لحماً وشحماً، وتتابع «نتمتع بطعامنا اللذيذ ولا ضير من أقراص الأدوية يومياً وزيارة المركز الصحي كل شهرين».المطبخ مهجور يكاد مطبخ لولوة سلمان 49 سنة أن يكون مهجوراً «مطبخي يخلو أحياناً من المواد الغذائية الأساسية، مثل الرز واللحوم والزيوت والسمون وغيرها، أولادي لا يحبون طعام المنزل ويفضلون المطاعم».تصادف لولوة أياماً متتالية لا تشغل فيها الغاز «طلب الأكل من المطاعم يوفر علينا عناء الطبخ»، وتواصل «بت كسولة، وبدل شراء الدجاج النيء وأغراض المطبخ والمواد الأساسية لأي طبق، تليفون واحد وتكون ألذ وجبة بين يديك وبدقائق». بالمقابل لا تفرق لطيفة الكوهجي 21 سنة بين الطبخ المنزلي والمطاعم «تتشارك في ميزة واحدة أن الزيت يغمر أطباقها، وكلها تؤدي للسمنة المفرطة».تحب لطيفة الأطعمة المعدة خارج المنزل وخاصة الوجبات السريعة والباستا على وجه الخصوص «أمي تنصحني دوماً بتناول الطعام المنزلي باعتباره صحياً أكثر» وتضيف «لم أجد فرقاً بين الاثنين، أنت أمام خيارين أحلاهما مر، إما أن تأكل الأطعمة الدسمة بالمنزل مثل المجبوس والصالونة والمقليات، أو أكل المطاعم المليء بالدهون والسعرات الحرارية». الزيت ممنوعالزيت العدو اللدود لفاتن عبدالله 34 سنة «تعلمت منذ صغري الابتعاد عن الأطعمة المغرّقة بالزيت»، وتتابع «أراقب الخادمة وهي تطبخ، ولا أغفل عنها لحظة واحدة، الزيت في الطعام ممنوع وإن كان لا بد فبأضيق الحدود».وتقول فاتن إن البدائل متوفرة ومتاحة دوماً ولكن «هات من يُطبق» وتواصل «زيت الزيتون صحي أكثر، واللبن والروب والحليب أشتريه من السوق خالياً من الدسم أو قليله».تمنع فاتن أبناءها من أكل المجبوس والمينو المليء بالزيوت والأصباغ «حماية للصحة» وتقول «ابنتي الصغيرة سألتني يوماً حين عودتها من المدرسة أمي هل أنا مريضة؟ معلمتي سألتني ذات السؤال عندما امتنعت عن تناول وجبة الرحلة «فاست فود» وأخرجت الفاكهة وسندويش الجبن بالطماطم».اتصلت فاتن بالمعلمة وأخبرتها أن ابنتها سليمة معافاة «أمنعها من الأطعمة الثقيلة خوفاً عليها».