أكد الشيخ بشير جويزي صالح أن «الإسلام شرع إصلاح ذات البين، وأمر الله تعالى به، وأباح للمصلحين ما حرم على غيرهم، ورتب أعظم الأجور على هذه المهمة العظيمة»، موضحاً أن «الاشتغال بالصلح بين المتخاصمين أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات».وأضاف أن «الإصلاح بين الناس معدود في الصدقات، والمصلح قد يحتاج إلى بعض الكذب ليقرب بين المتخاصمين، لأن الصلح خير من الشقاق، والصلة أفضل من القطيعة، والمودة أولى من الكراهية، ومن سعى بإصلاح ذات البين فإنه ينبغي على الناس تأييده وتشجيعه بالقول والفعل، ومعونته بما يحتاج من الجاه والمال، فإن إصلاح ذات البين يعود على الجميع بالخير والمحبة والألفة، ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه، وليعنه عليه، وليكن خير الخصمين، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».كما شدد الشيخ صالح على أن «فساد ذات البين يضر المجتمع عامة بما يسود فيه من الأحقاد والضغائن والجرائم والانتقام».وقال الشيخ صالح «ما من سبيل يزيد من لحمة المؤمنين، ويؤدي إلى ترابطهم وتآلفهم إلا جاءت به الشريعة وجوباً أو ندباً، وما من طريق تؤدي إلى التفرق والاختلاف، والضغينة والشحناء، والقطيعة والبغضاء إلا حرمتها الشريعة، وأوصدت طرقها، وسدت سبلها، ولذلك أمرت الشريعة بالبر والصلة، وحرمت العقوق والقطيعة. وأمرت بإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والحب في الله تعالى، والزيارة فيه، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وحفظ حقوق الأهل والقرابة والجيران، وجعلت للمسلم على أخيه المسلم حقوقاً يحفظها له، فيؤجر عليها، وأرشدت إلى كثير من الآداب والأخلاق التي من شأنها أن تقوي الروابط، وتديم الألفة، وتزيد في المودة والمحبة بين الناس».وتابع الشيخ صالح «حرمت الشريعة الهمز واللمز والسخرية، والغيبة والنميمة، والقذف والبهتان، والشتم والسباب، والكذب والمراء، والفجور والجدال، وغير ذلك من الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تسبب الضغائن والخصومات، وتؤجج نيران الأحقاد والعداوات».وذكر الشيخ صالح أنه «مع كل هذه الاحترازات الشرعية التي يربي الإسلام أهله عليها فإن الإنسان وهو يعيش صخب الحياة ومشكلاتها لا بد أن يعتريه غضب وسهو وغفلة، فيعتدي على أخيه بقول أو فعل في حال ضعف منه عن كبح جماح نفسه، وتسكين ثورة غضبه، وحتى لا يتسبب هذا الخطأ منه في الخصومة والقطيعة التي يغذيها الشيطان، وينفخ في نارها، رتب الإسلام أجوراً عظيمة على الحلم وكظم الغيظ والعفو عن الناس، ووعد الله سبحانه وتعالى الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس جنةً عرضها السموات والأرض، وأمر المعتدي برفع ظلمه، والرجوع عن خطئه، والاعتذار لمن وقع عليه اعتداؤه».أعظم الأجوروأضاف الشيخ صالح «من أجل ذلك شرع الإسلام إصلاح ذات البين، وأمر الله تعالى به، وأباح للمصلحين ما حرم على غيرهم، ورتب أعظم الأجور على هذه المهمة العظيمة. والأمر بإصلاح ذات البين جاء في قول الله تعالى (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، وفي آية أخرى: (إنما المؤمنون إخوةٌ فأصلحوا بين أخويكم)، وفي آية ثالثة (فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خيرٌ).وأوضح أن «الاشتغال بالصلح بين المتخاصمين أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات، وروى أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة».وأشار الشيخ صالح إلى أن «الإصلاح بين الناس معدود في الصدقات بقول النبي صلى الله عليه وسلم «كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة». وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى «ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل»».ولفت إلى أن «المصلح قد يحتاج إلى بعض الكذب ليقرب بين المتخاصمين، كما جاء في حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً»».وتابع «لا شك في أن الصلح خير من الشقاق، والصلة أفضل من القطيعة، والمودة أولى من الكراهية، ومن سعى بإصلاح ذات البين فإنه ينبغي على الناس تأييده وتشجيعه بالقول والفعل، ومعونته بما يحتاج من الجاه والمال، فإن إصلاح ذات البين يعود على الجميع بالخير والمحبة والألفة، ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه، وليعنه عليه، وليكن خير الخصمين، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».فساد ذات البينوشدد الشيخ صالح على أن «فساد ذات البين يضر المجتمع عامة بما يسود فيه من الأحقاد والضغائن والجرائم والانتقام، فعند الإمام الترمذي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة» وقوله الحالقة: «معناه أنها تحلق الدين». وقال إن «إفساد ذات البين حبل من حبائل الشيطان وخطوة ضالة من خطواته، إذ يحاول الوقيعة بين الناس وزيادة هوة الاختلاف بينهم حتى يوقعهم في القطيعة، أو ربما فيما هو أسوأ من ذلك من التدابر والتناحر، والغيبة والنميمة، وتمني الشر للآخرين، وربما جر ذلك إلى ما يتمناه الشيطان من القتل والتدمير والحروب». وأوضح الشيخ صالح أن «مرد ذلك إلى بعض كلماتٍ أفلح الشيطان في تضخيمها حتى كبرت فأفسدت، ولو تعاملنا بالعفو والتغاضي والمسامحة والتماس المعاذير لما وصل الأمر إلى فساد ذات البين التي تحلق الدين، يقول تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً).