عواصم - (وكالات): عاد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين أمس إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق الذي يشهد إطلاق نار متقطع وقصف من قوات الأسد في إطار النزاع الذي قالت الأمم المتحدة إنه بات «طائفياً بشكل واضح» ويهدد الأقليات. وفي الوقت نفسه، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون يدعم الرئيس السوري بشار الأسد مؤكداً أن موسكو لا تسعى سوى إلى تجنب حرب أهلية طويلة. وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً إلى أكثر من 44 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.وقال عضو في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين «عبر مئات الفلسطينيين سيراً، نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية إلى مداخل المخيم». وتحدثت معلومات متضاربة عن التوصل إلى اتفاق. فقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن فصائل منظمة التحرير اتفقت مع طرفي النزاع «على اعتبار المخيمات الفلسطينية مناطق آمنة»، في تفاهم يأتي في إطار جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس «لتجنيب الفلسطينيين في سوريا ويلات الصراع السوري». وأوضحت الوكالة أن فصائل المنظمة وفي مقدمها حركة فتح أطلقت مبادرة تقضي «بانسحاب الجيش الحر والقوات النظامية من المخيم وتشكيل لجان مراقبة مدنية غير مسلحة من الفصائل الفلسطينية للحفاظ على الأمن فيه». لكن أنور رجا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة» الموالية للنظام السوري، قال إنه «لم يحصل أي اتفاق مع تلك المجموعات الإرهابية المسلحة إطلاقاً». وأشارت أرقام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا» من جنيف إلى مغادرة نحو 100 ألف لاجئ من المخيم، ما يشكل ثلثي عدد الفلسطينيين المقيمين فيه. واضطر بعض هؤلاء إلى الإقامة في الساحات العامة والحدائق في دمشق، في حين عبر 2800 منهم إلى لبنان، بحسب ما أفاد مصدر في الأمن العام اللبناني.وفي جنيف، رأى محققو الأمم المتحدة في تقريرهم الأخير حول سوريا أن النزاع في البلد أصبح «طائفياً بشكل واضح»، معتبرين أن «طوائف بأكملها» باتت مهددة. وفي موسكو، أكد الرئيس الروسي أن «موقفنا ليس أن نترك نظام الأسد في السلطة بأي ثمن، ولكن أولاً أن ندع السوريين يتفقون بين بعضهم البعض حول كيف يجب أن يعيشوا في المرحلة المقبلة وعندئذ فقط نستطيع أن نبدأ في البحث عن طرق لتغيير الوضع الحالي». وأكد أن دعوة روسيا للحوار تهدف إلى تجنب «حرب أهلية دون نهاية» بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية. وقال «نريد تجنب انهيار سوريا». ميدانياً، يشن المقاتلون المعارضون السوريون هجمات على حواجز للقوات النظامية في إحدى بلدات محافظة حماة لقطع طريق إمداد هذه القوات المتجهة إلى محافظة إدلب شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الأمـــم المتحـــدة: النــــزاع فـــي ســـوريـــــا طائفـــــي
21 ديسمبر 2012