دخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقده الرابع وهو أحد أكثر التجمعات الإقليمية نجاحاً وإنجازاً لما حققته مسيرته من إنجازات وأهداف واضحة وملموسة بداية من المواطنة الخليجية إلى وضع سياسة خارجية جماعية مسؤولة ومؤثرة لها إسهاماتها وتأثيراتها على المستوى الإقليمي والعالمي. وتعود فكرة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدولة الكويت حين تولدت فكرة المجلس لدى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وكان سموه رحمه الله يأمل بأن تجتمع دول الخليج تحت مظلة عمل واحدة في شكل مؤسسي ينهض بالمواطن الخليجي في المجالات كافة. وفي 16 مايو 1976 زار أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مباحثات مع رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله حول إنشاء مجلس التعاون الخليجي. واقترح الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمه الله فكرة إنشاء هذا المجلس وخطط ونفذ هذا المشروع لإحساسه بوجوب سد النقص الذي خلفته المملكة المتحدة بعد خروجها من الخليج العربي. وبعد ان تبلورت الفكرة في ذهن سموه رحمه الله شرع في عرضها على قادة المنطقة وما هي إلا أشهر بسيطة حتى تحقق الحلم وأصبح مجلس التعاون واقعاً ملموساً على الأرض يسعى للتكامل والتعاضد بين أبناء العمومة.وبدأت الجهود المكثفة لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع مؤتمر القمة العربي الحادي عشر الذي عقد في عمان بالأردن في نوفمبر 1980 حيث أطلع الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الزعماء الخليجيين على التصور الكويتي لإستراتيجية خليجية مشتركة للتعاون في جميع المجالات.وكان التصور الكويتي يقوم على تقوية الروابط بين الدول الخليجية العربية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والنفطية والثقافية والعسكرية في إطار تنسيق مشترك تجمعه إستراتيجية شاملة ورحبت دول المنطقة بالأفكار الكويتية بشكل عام.وفي فبراير العام 1981 عقد في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض مؤتمر ضم وزراء خارجية دول الخليج العربية الست وهي: دولة الإمارات العربية المتحدة – مملكة البحرين – المملكة العربية السعودية- سلطنة عُمان – دولة قطر – دولة الكويت – حيث تمت مناقشة خطة العمل المقدمة من دولة الكويت ، وأسفر الاجتماع عن الاتفاق على إنشاء مجلس للتعاون بين هذه الدول وفضلت دول الخليج أن يقوم المجلس على شكل التعاون بين الدول الأعضاء وليس في شكل وحدة أو اتحاد. وفي 9 مارس 1981 عقد وزراء خارجية الدول الخليجية الست اجتماعات في مسقط بسلطنة عُمان وتمت فيها الموافقة على الهيكل التنظيمي للمجلس كما تم التوقيع بالأحرف الأولى على النظام الأساسي للمجلس.وفي الفترة من 25 – 26 مايو 1981 عقد في أبوظبي مؤتمر القمة الأول لدول الخليج العربية الست ويعتبر هذا الاجتماع المؤتمر التأسيسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتم في هذا الاجتماع التصديق النهائي على النظام الأساسي لمجلس التعاون مما يشكل بداية قانونية للمجلس.واستضافت أرض دولة الكويت عدة قمم لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنها الدورة الخامسة خلال الفترة من 27 - 29 نوفمبر1984 حيث تدارس المجلس الأوضاع العربية الراهنة وتأثير الخلافات العربية على القضايا العربية المصيرية كما ناقش المجلس الدور الذي تقوم به الدول الأعضاء على الصعيد الدولي.ومن كلمات سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في جلسة المجلس الخامسة «إن التعاون الخليجي بناء صنعته إرادة شعوب الخليج وهو استجابة صادقة لحقائق الحياة في هذا الجزء من العالم ... هو هديتنا الى أبنائنا وأبناء العروبة ... إن قراراتنا ومسئولياتنا وخطــوات مستقبلنا وصورة آمالنا وامتحـــان إرادتنا عهد بيننا و بين شعوبنا».كما استضافت الكويت القمة الثانية عشرة في ديسمبر 1991 واستعرضت التطورات الاقليمية في منطقة الخليج في ضوء تحرير الكويت وعبر عن اعتزازه بروح التضامن الأخوي والتآزر المبدئي بين دوله والترابط ووحدة المصير بين أفراد الاسرة الخليجية الواحدة كما استعرض المجلس حصيلة عقد من العمل المشترك في شتي المجالات. واستضافت الكويت القمة الثامنة عشرة في ديسمبر 1997 ، وتم خلالها الاعلان عن انشاء الهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى بهدف تعزيز دور المواطن في تفعيل مسيرة المجلس ، ووجه المجلس بالشروع في تنفيذ المرحلة الاولى من مشروع الربط الكهربائي وتمت المصادقة على اجراءات تنقل المواطنين وانسياب السلع وحركة التبادل التجاري واقر للبنوك الوطنية فتح فروع لها في دول المجلس. وخلال هذه الدورة تم أيضا اضافة قرارات اخرى تم اتخاذها في مجالات الشؤون القانونية والبيئة والسياسات السكانية وتبادل الاعضاء بين مراكز زراعة الاعضاء بدول المجلس. وخلال القمة الرابعة والعشرين التي استضافتها دولة الكويت في ديسمبر 2003 بحث ، المجلس الاعلى قضايا سياسية واقتصادية منها خطوات تنفيذ السوق الخليجية المشتركة ووافق على اقامة مركز معلومات جمركي.واستضافت دولة الكويت كذلك القمة الثلاثين في ديسمبر 2009 حيث أكمل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مسيرة الخير والعطاء التي بدأها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.وهنأ المجلس الأعلى سمو أمير دولة الكويت حفظه الله على توليه رئاسة الدورة الحالية للمجلس الأعلى مشيداً بما اشتملت عليه كلمة سموه من مضامين سامية ورؤى هادفة وحرص على تفعيل مسيرة التعاون بين دول المجلس في كافة المجالات والدفع بها إلى مجالات أرحب وأوثق خلال الفتـرة القادمـة. ومن أهم ما توصلت اليه الدورة الثلاثون (الكويت ،2009) موافقة قادة دول مجلس التعاون على الاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي حددت وفقا لما تضمنته رؤية واضحة تعمل دول المجلس من خلالها على تنسيق وتعزيز تكاملها وترابطها وتطوير امكانياتها للدفاع عن سيادتها واستقرارها ومصالحها وردع العدوان والتعاون لمواجهة التحديات والأزمات والكوارث من خلال البناء الذاتي والعمل المشترك وصولا للتكامل الدفاعي.وعلى صعيد العمل الاعلامي المشترك قرر المجلس الاعلى في دورته الثلاثين تشكيل لجنة دائمة من وكلاء وزارات الاعلام والمؤسسات الاعلامية والامانة العامة بهدف تخطيط وتنسيق التعاون المشترك في مجال الفضائيات والشباب.إنجازات مشرّفة ولدولة الكويت انجازات مشرفة في مسيرة العمل المشترك خلال السنوات الماضية ولها دور كبير في مجال العمل الثقافي المشترك الذي يركز على الاهداف الواردة في خطة التنمية الثقافية بدول مجلس التعاون التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الثامنة (الرياض ،ديسمبر 1987) ومن بعدها على الاستراتيجية الثقافية التي اعتمدها المجلس الاعلى في دورته التاسعة والعشرين ( مسقط ديسمبر 2008) . واستضافت دولة الكويت عدة نشاطات ثقافية مشتركة تقام دورياً في الدول الأعضاء تشمل مجالات الفنون التشكيلية والخط العربي والثقافة العامة، والإبداع الأدبي والنقد الأدبي وثقافة الطفل والتدريب الإداري في مجال تنشيط العمل الثقافي والعمل المسرحي وغيرها من النشاطات.واستضافت دولة الكويت الملتقى الشعري في الدورة الرابعة من 21-23 نوفمبر 1998 المهرجان المسرحي في الدورة الاولى 26 مارس – 2 ابريل 1988 والدورة الخامسة 27مارس-4 ابريل 1997 والدورة العاشرة 31مارس – 8ابريل 2009.كما اقيم في الكويت المعرض الاول للخط العربي 21 ابريل 1992 والمعرض الرابع للفنون التشكيلية 4-13 ديسمبر 1996 والمعرض السابع للفنون التشكيلية والخط العربي 17-26 ديسمبر 2003.واستضافت دولة الكويت الدورة الأولى «القصة القصيرة» 16-18 يناير 1989 والدورة الرابعة (حول النقد الأدبي) 12-14 ديسمبر 1995 وندوة خطة التنمية الثقافية 13-15 مايو 2008، واقيمت الدورة الثانية (الثقافة والاعلام 11-13 ديسمبر 1994، ونظم مهرجان الفنون الموسيقية 15-19 نوفمبر 2011 . وفي عام 2010 أقيم حفل الرابع لتكريم العاملين في مجال المتاحف والآثار.ومن جانب الاتفاقيات البيئية متعددة الاطراف وقعت دول المجلس وقبلت أكثر من 33 اتفاقية ومعاهدة اقليمية ودولية في مجال البيئة وحماية الحياة الفطرية والموارد الطبيعية ومن أبرز الاتفاقيات التي وقعت عليها دول المجلس اتفاقية الكويت الاقليمية لحماية البيئة البحرية وبروتوكولاتها 1987م.وفي مجال التعاون القانوني والقضائي الذي يحقق أحد الأهداف الهامة التي ينص عليها النظام الأساسي لمجلس التعاون والمتمثـــل في وضــــع أنظمــة متماثلة في مختلف الميادين عملت دول مجلس التعاون على التقريب بين أنظمتها وقوانينها في مختلف المجالات وصولاً إلى توحيدها. وللكويت وثائق مهمة في مجال القوانين ومنها (وثيقة الكويت للنظام (القانون) المدني الموحد) ويمثل هذا النظام (القانون) المدني الموحد لدول مجلس التعاون احد اهم المشروعات الرئيسة لتقنين أحكام الشريعة الاسلامية الذي يتضمن القواعد الكلية الفقهية وأحكام الالتزامات ومصادرها.وتم إقرار النظام (القانون) من قبل وزراء العدل في اجتماعهم التاسع وتم اعتماده من المجلس الاعلى في دورته الثامنة عشرة (الكويت ديسمبر 1997) كقانون استرشادي لمدة اربع سنوات .