كتب ـ وليد صبري:قبل عقد من الزمن كان تصحيح البصر مستحيلاً للمرضى المصابين بدرجات عالية من قصر النظر أو طوله، أو لمن يعانون عيوباً خلقية في سمك القرنية، حيث كان العلاج بالليزك غير ممكن، لأن للقرنية سمكاً معيناً يؤدي تجاوزه لمضاعفات خطيرة.ويقول استشاري جراحة العيون د.إياد طاهري «اليوم بالإمكان مساعدة جميع المرضى ممن يعانون درجات عيوب الإبصار المختلفة، باستخدام تقنية العدسات اللاصقة المزروعة داخل العين».ويشير إلى أن مرضى كثر استفادوا من التقنية الجديدة المبتكرة، حيث إن العدسة مرنة ويمكن طيها بسهولة وإدخالها داخل العين من فتحة صغيرة لا ترى بالعين المجردة، والعملية تُجرى تحت الميكروسكوب الجراحي وتستغرق دقيقة واحدة فقط، وتنفرد العدسة المطوية تلقائياً بعد دخولها العين آخذة وضعها النهائي بين القزحية وعدسة العين الطبيعية، وتصحح عيوب الإبصار بسهولة.ويرى طاهري أن زراعة العدسات تتم لأشخاص لا يمكن تصحيح بصرهم بطرق الليزر أو الليزك، وتشمل مرضى قصر النظر العالي «أكثر من 12 درجة»، ومرضى قصر النظر المتوسط ممن يعانون من ضعف سمك القرنية، ومرضى طول النظر العالي «أكثر من 6 درجات». ويوضح أن زراعة العدسة أكثر أماناً من الليزك في حال القرنية الرقيقة، لافتاً إلى أن عمليات الليزر والليزك تعدل تحدب القرنية عن طريق إزالة طبقات رقيقة منها.ويقول «بعض الأشخاص تكون قرنيتهم رقيقة خلقياً منذ الولادة، وعملية الليزك في هذه الحالة مستحيلة وغير آمنة، والعدسة المزروعة داخل العين وغير المؤثرة على سمك القرنية هي الحل الأفضل، ويفضل أن يكون المريض تجاوز الـ20 عاماً وأقل من خمسين حتى تثبت درجة النظر على حالتها، وألا يكون مصاباً بارتفاع ضغط العين، أو التهابات سابقة في القزحية، أو اعتلال الشبكية المصاحب لمرض السكري».ويؤكد طاهري أن زراعة العدسة تستغرق دقيقة واحدة ويتقبلها الجسم مدى الحياة «العدسات لا تجف ولا تتسخ، ومصممة على أن تبقى داخل العين غير معرضة للعوامل الخارجية لتصبح جزءاً داخلياً دائماً من العين، ولا تحتاج إلى عناية يومية مثل العدسات اللاصقة الخارجية ولا يشعر المريض بوجودها داخل عينه».ويقول إن هذه العدسة لا تُرى بالعين المجردة بعد الزراعة «يستطيع الأطباء تحديد وقياس وتصحيح عيوب النظر 25 مرة أكثر دقة من الأساليب القياسية المستعملة للنظارات والعدسات اللاصقة».ويلفت إلى أنه بفضل التقنية الجديدة، تصبح عيوب البصر لكل شخص وتزويده بالإمكانية لتجربة ومعايشة بصره أفضل مما توفره النظارات والعدسات اللاصقة «يمكن علاج عيوب النظر بالليزر بأسلوب جديد، عبر تسجيل بصمة قزحية العين وتخزينها على الكمبيوتر، ثم تعريض عين المريض على جهاز الكمبيوتر، وعند التطابق يخرج شعاع الليزر لبداية علاج العيوب ما يغني عن نظارات القراءة خاصة لمن يتمتع بنظر طبيعي فوق سن الأربعين».