كتبت - عايدة البلوشي:دعا اتحاد الأدباء والكتاب العرب في ختام مؤتمره الـ25 بالمنامة، الدول العربية إلى التعاون لضمان أمن البحرين واستقرارها بعيداً عن الطائفية والانتماءات المشكوك فيها، مجدداً رفضه للخطاب التكفيري والإقصائي باعتباره تهديداً للأمن القومي العربي والوحدة الوطنية.وقال الاتحاد في بيان ختامي تلاه الأديب حبيب الصايغ أمس «يراقب الاتحاد العام ما يجري في الساحات العربية خاصة بلاد الثورات العربية منذ عام 2010، بعين المتابع بالمنجز من ناحية، والقلق من ناحية ثانية لجهة الحفاظ عليه دون تشويه أو استلاب، ودون إخضاع لرأي جماعات أو أحزاب».وأكد ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية، والنظر إليها كمشروع قومي ووطني قابل للتطبيق بتهيئة جميع أسبابه ووسائله، بحيث تبنى الدول على أساس مبدأ المواطنة، مع نبذ نزعات التطيف والتمذهب، ومواجهة مخاطر تهويد القدس وعموم فلسطين المحتلة، وحث الدول العربية، على دعم مقاومة الاحتلال والتطبيع، وتعزيز نشر ثقافته، ومواجهته بكل أشكاله.ودعا إلى أن تعمل المؤسسات الوطنية في الدول العربية خاصة ذات الاختصاص الأكاديمي والفكري والثقافي على ترسيخ القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى ذات الأولوية المطلقة، معلناً رفضه التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي. وعبر الاتحاد في بيانه أن تتوصل مناطق التوتر والنزاع في الوطن العربي إلى معالجات داخلية عبر الحوار الحر غير المشروط، بحيث يكون الحوار حالة مستمرة وغير طارئة.وطالب الاتحاد العام الأشقاء العرب بضرورة العمل لصيانة وحدة السودان الشقيق واستقلاله الوطني ووحدة ترابه، مؤكداً أهمية الالتزام بقيم الهوية الثقافية العربية الجامعة من خلال وعي شروط هذه الهوية إزاء تحديات ومخاطر تواجهها الأمة من مشاريع تهدد وجودها البنيوي. وحث البيان المثقفين والمبدعين العرب للرد على التحدي بأعلى درجات المسؤولية القومية والأخلاقية من خلال الجهد المشترك، والحرص الشديد على التزام الحريات العامة، وتنوع المكونات الوطنية والمجتمعية.وقال إن البحرين تمثل للعرب جميعاً أحد منابع ثقافتهم وحضارتهم عبر دورها الثقافي والتنويري طيلة سنوات طويلة وعقود، مؤكداً أهمية تكريس هذا الدور انطلاقاً من عروبة هذا البلد الأصيل، بعيداً عن النزعات الطائفية أو الانتماءات المشكوك فيها، مع ضرورة التعاون لضمان أمن المملكة واستقرارها. بيان الحرياتودعا بيان الحريات الصادر عن المؤتمر إلى رصد ومتابعة الحريات في الوطن العربي، تأسيساً على جوهر الحرية باتساعها الأكيد وضرورتها اللازمة، باعتبارها ثمرة للحياة الكريمة ونقطة الضوء الوسيعة في البناء الناجز للأمة وفعلها وتقدمها، وبناءً على حرية الكتاب والأدباء وجمهرة المبدعين من حيث سياق الإبداع الأتم.وقال البيان «لا حرية للفرد في غياب حرية الوطن، فالوطن سيادة وحرية واكتمال، بعيداً عن التدخل الأجنبي ومخالب التربص»، مضيفاً «من حق الشعوب التحرر من عباءة الظلمة بالتظاهر السلمي وحرية التعبير عن إرادتها، بما يسهم في تعزيز قيمة الإنسان لتحقيق الأنقى والأبقى على هذه الأرض». وأبدى الاتحاد العام للأدباء تخوفه من الاقتتال الطائفي الذي انعكس بصورة أو بأخرى على الكتاب والأدباء، وأدى إلى شق صفوفهم.ولفت إلى أن التحولات التي يمر بها الوطن العربي، وما يتعرض له من خلخلة، يحتم على المؤتمر العام للاتحاد أن يضطلع بمسؤولياته في حماية الكتاب والمبدعين بما يجعلهم يمارسون دورهم المعرفي والحضاري باقتدار، بعيداً عن الرقابة والاستهداف والملاحقة والسجن والحد من الحريات وانتقاصها. ورأى الاتحاد في بيانه ضرورة التصدي لمحاولات بعض الحركات الأصولية والسلفية والميليشيات المسلحة والطائفية للحد من الحريات المدنية ومصادرتها والحد من حرية الفكر والتعبير ومصادرة الكتب أو سحبها من بعض معارض الكتب.وأعلن الأدباء في بيانهم رفضهم مواصلة الاحتلال الصهيوني قمع الحريات عبر رقابته على الصحافة في القدس وإغلاق العديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية ومصادرته لإبداعات الأسرى في سجون الاحتلال، ومداهماته الأخيرة للعديد من المؤسسات في رام الله كاتحاد المرأة ومؤسسة الضمير ونادي الأسير، ومنع دخول بعض الإصدارات من وإلى بعض الدول العربية، والتعرض للمؤسسات القضائية بما يمثله ذلك من عدم سيادة العدل والقانون.وفي ختام المؤتمر جرى تكريم أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب العرب محمد سلماوي، واتحاد كتاب مصر، والاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، واتحاد الكتاب التونسيين، واتحاد الكتاب الجزائريين، واتحاد كتاب المغرب، والاتحاد العام للأدباء والكتاب الموريتانيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، ورابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ورابطة الأدباء في الكويت، والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، اتحاد الكتاب اليمنيين، اتحاد كتاب أريتريا، وتكريم الجهات الداعمة للمؤتمر بنك البحرين الوطني، وبنك البحرين والكويت، وشركة الزامل، ومبارك العطوي عضو مجلس الإدارة التنفيذي في مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية، ومركز عيسى الثقافي، وجمعية الصحافيين البحرينية.