قال آمر كلية عيسى العسكرية الملكية العميد الركن سلمان الفضالة إن هذا الصرح التعليمي العسكري الشامخ، والذي يحمل اسماً عزيزاً علينا جميعاً، ألا وهو اسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، أصبح بفضل الله تعالى والتوجيهات السامية من لدن سيدي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى مصنعاً للقادة، يهدف لصقل مهاراتهم القيادية والعسكرية، ليتخرج منه ضباط أكفاء، يذودون عن ثرى هذا الوطن الغالي، ويكنون الولاء لقيادته الرشيدة.وأضاف العميد الركن سلمان الفضالة، بمناسبة تخريج الدفعة العشرين من مرشحي الضباط الجامعيين، والدفعة التاسعة من مرشحي الضباط «سرية القادسية» بكلية عيسى العسكرية الملكية أمس، «ولعل من أبرز ما نؤكد عليه في كلية عيسى العسكرية الملكية ونهدف لتحقيقه هو زرع القيم النبيلة لدى المرشحين الضباط، ونعمل على تحليهم دائماً بالضبط والربط العسكري، مما يضمن أن يكون الأساس صلباً وقوياً، ولتحقيق هذا الهدف يمر الملتحق بكلية عيسى العسكرية الملكية بمراحل متعددة، نعمل من خلالها على تحويله من الصبغة المدنية إلى العسكرية، وصقل مواهبه في كافة الجوانب العسكرية، والتدريبية، والرياضية، إضافةً لإيصال المعلومات العسكرية النظرية الأساسية لديه».وتابع الفضالة «وتشجيعاً من الكلية على بناء قاعدة قوية لجميع الملتحقين بالدراسة والتدريب فيها، فقد عمدنا وبالتعاون مع جامعة البحرين لتدريس عدد من المواد الأكاديمية، على أن تكون عدد الساعات المعتمدة بدايةً بإمكان المرشح الضابط مواصلة الدراسة الجامعية الأكاديمية عليها بعد تخرجه من الكلية، وتتميز كلية عيسى العسكرية الملكية كذلك باستقبال عدد من المرشحين من الدول الشقيقة، فقد التحق بالكلية مرشحي الضباط من الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة الكويت، والمملكة الأردنية الهاشمية.وقال العميد الركن سلمان الفضالة إن انضمام مرشحي الضباط الدول الشقيقة من الأمور التي نفخر جميعا بها، حيث أن التحاقهم بالدورات التي تعقد في الكلية من شأنه تعزيز موقع الكلية على المستوى الإقليمي، حيث كانت وما زالت الكلية محل ثقة الجميع، حتى أصبحت اليوم واحدةً من أحدث الكليات العسكرية في هذه المنطقة ،وهذا ما نعتز به على الدوام ، ونعمل على تأكيده والمحافظة عليه، وتعود هذه المشاركة العزيزة علينا جميعاً باهتمام مستمر من المسؤولين في قوة دفاع البحرين، لما لها من إيجابيات متعددة، تشمل توطيد العلاقات، وزيادة التعاون بين دول المنطقة من جهة، وزيادة تبادل الخبرات، والتنسيق المتبادل بين الكلية وكليات المنطقة في المجال التدريبي من جهة أخرى، وما إجراء التطبيقات والتمارين النهائية في كافة الأقسام البرية والبحرية التي تعقدها الكلية في ختام كل دورة في إحدى الدول الشقيقة إلا صورة حية من صور هذا التعاون المتبادل، والذي سنعمل على تقويته. تطوير البرامجوقال رئيس شعبة التعليم بالكلية المقدم الركن خالد البوعينين حول الجانب التدريبي في الكلية «نعكف في كلية عيسى العسكرية الملكية على إعداد مرشحي الضباط سواء كانوا ممن يمضون سنتين فيها «المشاة»، أو من الجامعيين يتلقون خلالها مختلف العلوم العسكرية والأكاديمية بشقيها النظري والعملي، وبالتعاون مع مختلف أسلحة ووحدات قوة الدفاع، وجامعة البحرين.وأضاف «وبالرغم من عمر الكلية القصير، إلا أننا حرصنا على أن يكون التطور ملازماً لعملنا فيها، وبشكل مستمر؛ لنواكب التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي السريع في مختلف العلوم العسكرية، وأساليب التدريب العسكري، وتضاعف هذا الأمر بانتقالنا للمبنى الجديد للكلية- فبراير 2009، حيث لحقت بالمناهج العديد من التطورات التي شملت تجهيز القاعات الدراسية بأحدث التقنيات والوسائل الحديثة، إضافةً لتخصيص مختبرات للحاسب الآلي واللغة الإنجليزية».وقال نحرص على إعداد ضباط مؤهلين، يتصفون بالقدرة على القيادة الميدانية. وعليه فقد ركزنا على وضع منهج شامل، يتم التركيز فيه على الشق العملي بشكل مكثف، والذي يقدر بنسبة 68%، لإيماننا بأهمية صقل المهارات العملية التي من شأنها أن تساهم في عملية التطوير من مستوى فنون القيادة لدى المرشحين الضباط، وأما بالنسبة للتمارين فإنها تكون بمصاحبة المرشح ضابط منذ الأيام الأولى من انضمامه للكلية، وتمتد حتى تخرجه منها، وتختتم بإجراء وتطبيق التمرين النهائي، والذي يتم فيه تقييم مرشحي الضباط، وما تلقوه من تطبيقات وعلوم طيلة فترة دراستهم في الكلية، حيث نعمد على تطبيقه خارج المملكة - ماعدا دورات مرشحي الضباط الجامعيين – وذلك ليكون التقييم مغايراً عن ما هو عليه من تطبيقات على أرض المملكة؛ ليكون المرشح الضابط في اختبار حقيقي وواقعي في أرض جديدة عليه، وظروف مختلفة عن ما أعتاد عليه في المملكة.وقال: نعتمد في منهاج الكلية في جميع الدورات التي تلتحق للتدريب والدراسة على التطوير المستمر المقترن بالتقييم الدقيق، وهذا أحد العناصر التي جعلت من مناهج الكلية في ارتقاء وتقدم متواصل،ولعل من صور التطور في مناهج الكلية إدخال وتدريس عدد من الدروس والمحاضرات في «القانون الإنساني الدولي» والذي يعد من المواضيع المهمة التي تحرص قوة دفاع البحرين أن يكون جميع منتسبيها بصورة عامة، وضباطها على وجه الخصوص على دراية تامة بكافة جوانبه.وتابع قائلا: ولا أنسى عنصر الرياضة التي تعتبر واحدة من الأسس التي تهمم الكلية بتطوير المرشحين الضباط فيها، حيث تم تجهيز صالة بمقاييس رياضية دولية، إضافة لتجهيز ميدان للموانع يتميز بأنه تم تشييده وإنشاء أقسامه خصيصا بما يتماشى مع ما يحتاجه المرشح الضابط في هذه فترة التحاقه بالكلية. الشخصية العسكريةوقال المرشح ضابط عبدالله الذوادي منذ التحاقي بكلية عيسى العسكرية الملكية وأنا وزملائي من مرشحي الضباط نطبق بشكل مستمر كافة التطبيقات العملية، والتي تتميز بتغطيتها كافة جوانب المواد العسكرية، وأقسامها المتشعبة، في تمازج فريد من نوعه، يمكن المرشح من الربط بين كافة تلك التطبيقات، مما يسهل عليه استيعابها، ويصعب على الذاكرة نسيانها، وكما يمهد الدرب على تلقي المزيد من المعلومات والتطبيقات.أما المرشح ضابط خالد عراد، فركز على الجانب اللياقي والرياضي التي تقدمة الكلية، حيث قال «تعتبر اللياقة البدنية واحدةً من أهم الركائز التي تعتمد عليها حياة الإنسان العسكري ولقد وفرت كلية عيسى العسكرية الملكية أحدث المرافق الرياضية ذات مواصفات ومقاييس دولية، إضافةً لتوفير مجموعة من الأجهزة والأدوات الرياضية، كما شمل الجدول التدريبي للكلية على عدد لا بأس به من الحصص التدريبية، والتي تميزت بالتنوع، في محاولة لتغطية جميع أنواع التمارين الرياضية التي يحتاجها المرشح الضابط الملتحق بالكلية.وقال المرشح ضابط جامعي أمان النعيمي «عمدت كلية عيسى العسكرية الملكية على زرع الصفات القيادية فينا، فمنذ اللحظات الأولى من التحاق المرشح الضابط «الفترة التأسيسية» يكون عنصر الضبط والربط ملازماً له، وهو من الأمور التي يتم التركيز عليها كثيراً، فقد تطورت شخصيتنا بشكل كبير خلال التحول للصبغة العسكرية، وما تركه ذلك من تأثير كبير على شخصيتنا، وزاد من الانضباط والتقيد، وتنفيذ الأوامر بشكل كبير.وأكد المرشح ضابط جامعي إسلام حسن أهمية المواد الأكاديمية التي قدمتها الكلية لمرشحي الضباط، وقال «يطول الحديث عن المواد النظرية التي يتم تدريسها طيلة مرحلة التحاقنا بالكلية، والتي تنقسم إلى قسمين رئيسين وهما: المواد النظرية العسكرية، والمواد الأكاديمية، ومما لا شك فيه أن هذه المواد لها أهمية خاصة لدى الضابط المنظم للخدمة في مؤسستنا العسكرية الوطنية، وأما المواد الأكاديمية- يستثنى من دراستها المرشحي الضباط الجامعيين-، فبالتعاون مع جامعة البحرين، يتم تدريس مجموعة من المواد الأكاديمية الأساسية، ذات الساعات الأكاديمية المعتمدة، والتي من شأنها المساهمة في تشجيع المرشح ضابط على مواصلة الدراسة الأكاديمية بعد التخرج، وهذه من المميزات التي تتميز بها كلية عيسى العسكرية الملكية عن غيرها.