هذا تعليق أكتبه حول موضوع إعادة بناء مدرسة أبوعبيدة بالمحرق الذي نشر في جريدة الوطن بتاريخ 29/11/2012، ومن خلال هذا المنبر أقول لوزير التربية والتعليم إن خطتكم في إعادة بناء هذه المدرسة في نفس موقعها السابق، بأنه خطأ كبير سوف يؤدي إلى خطأ أكبر منه وإليك الأسباب: إن في محيط هذه المنطقة بالذات وهي تعد قلب مدينة المحرق التجاري والتسوقي والذي يعاني أصلاً من قلة مواقف السيارات وضيق الطرقات، علاوة على وجود أربع مدارس ابتدائية وإعدادية للبنين والبنات وكل واحدة من هذه المدارس لا تبعد عن الأخرى سوى خمسين متراً فقط وأن أربعاً من هذه المدارس تقع على طريق لا يزيد عرضه عن أربعة أو خمسة أمتار على أحسن تقدير.إني أدعوك يا سعادة الوزير أن تقوم بزيارة هذا الطريق فيما بين السادسة والنصف والسابعة صباحاً أو ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف والواحدة ظهراً، كي ترى كيف هو التزاحم الشديد والخطير على الطلاب والطالبات الصغار عند تخطي الطرقات. فإذاً كيف سيكون الحال إذا أضيفت مدرسة خامسة كما ذكرت سعادتك في تصريحك ذلك الذي أثار الدهشة والاستغراب لدى الكثير من الناس وأغلبهم أولياء أمور الطلبة في تلك المدارس الآنفة الذكر!!؟ يا ترى هل هذه فكرة سليمة مع العلم أن الكثير ممن في هذه المناطق من المواطنين قد تركوا مناطقهم بسبب هذه المشاكل، وتوجهوا إلى مناطق أخرى في أطراف المحرق وضواحيها طلباً للهدوء وابتعاداً عن هذه الزحمة. إنني والكثير من المواطنين غيري يتساءلون عن كيفية التخطيط لهذه المدرسة الآن والتي قد مضى على هدمها ما يقارب الخمس سنوات وإن كانت لدى الوزرة إحصائيات تستند عليها عن عدد الطلاب الذين يحتاجون مدرسة أخرى في قلب مدينة المحرق التجاري كما أسلفت، وهل هناك من يخطط ويعمل دراسات في هذا الصدد ويقدم النصائح إلى وزارة التربية؟! هل تعلم يا سعادة الوزير أن نصيب المحرق من المدارس الحديثة لا يتعدى 1 ? من نصيب المدن الأخرى بالمملكة. وهل تعلم أن العمر الافتراضي لمعظم المدارس بالمحرق قد انتهى منذ ما يقارب الخمسون سنة. وهل تعلم بأن معظم المدارس في المحرق هي قديمة وقد عفى عليها الزمن منذ عقود مضت وأن هذه المدارس تفتقر إلى أبسط التسهيلات مثل مختبرات الكمبيوتر وقاعات المحاضرات وصالات الرياضية وأن الأمطار تتجمع في ساحات معظم هذه المدارس بحيث يمشى الطلاب على الرمل والطين للوصول إلى فصولهم. هل تعلم أيضاً أن معظم هذه المدارس تعاني نقصاً حاداً في الفصول الدراسية بحيث يستعاض عنها بوضع الطلاب والطالبات في كبائن خشبية متعفنة من الداخل بسبب قدمها بحيث يصاب طلبتنا بأمراض الحساسية من هذه الكابينات، ولدي إثباتات بتقارير طبية موثقة تثبت ذلك عندما كنت في مجالس الآباء في تلك المدارس. وهل تعلم بأن معظم الطلبة والطالبات تدنى تحصيلهم العلمي وأصيبوا بحالات نفسية أدت إلى نفور الكثير منهم عن الدراسة لهذه الأسباب الآنفة الذكر. هل نحن نتكلم عن مدارس المستقبل وحالة مدارسنا في المحرق كارثية وكأنها في القرن العشرين وليس الواحد والعشرين. أين دراسات الوزارة وأين خططكم للمستقبل وللأجيال القادمة في المحرق؟ ولماذا لا تقوم وزارة التربية بإنشاء هذه المدرسة الجديدة في ضواحي المحرق بدلاً من بنائها في وسط المحرق؟ طالماً أن معظم المواطنين يقومون بنقل أبنائهم وبناتهم بسياراتهم الخاصة ذهاباً وإياباً لهذه الإمكان، أي إن المكان لم يعد مشكلة للناس. إن المحرق كما يردد مواطنوها وللأسف الشديد يا سعادة الوزير تعاني من إهمال شنيع يصيب أهلها بالإحباط في كل المشاريع وليس فقط المدارس. وإن اللوم كل اللوم يقع على نواب المحرق وممثليهم البلديين الذين لا يعطون هذا الموضوع أي اهتمام ولا يدافعون عن حقوق المحرق المنقوصة في كل شيء. إننا ومن خلال هذا المنبر نطالب بإعادة النظر في خطتكم المتعلقة بإعادة بناء مدرسة أبوعبيدة في نفس موقعها السابق والذي سوف تكون له آثار سلبية كبيرة كما أسلفت. وإنه بإمكان الناس تحمل فترة سنتين أخريين حتى تبنى مدرسة أبوعبيدة من جديد ولكن ليس في وسط المحرق. وسوف تكون هذه إن شاء الله بداية لتصحيح وضع باقي المدارس والعمل على إكمال نواقصها وتزويدها بجميع الوسائل والتسهيلات الضرورية التي ذكرتها سالفاً. لنا فيك يا سعادة الوزير الأمل الكبير بالأخذ بهذا المقترح وكذلك بإعادة الاعتبار لمدارسنا بالمحرق وإنصاف طلابنا كي يتشجعوا ويتجدد الأمل لديهم كي يساهموا في نهضة وطنهم العزيز وخدمة مليكهم الغالي حفظه الله ورعاه، وحتى تكون المحرق الحبيبة رمزاً صادقاً للمدينة المتطورة بحق وحقيقة.البيانات لدى المحررة