احتلت صحيفة الوطن البحرينية صدارة الصحف المحلية من حيث نسبة المتابعة لمعرفة الاحداث المحلية بنسبة48 %، بحسب دراسة إعلامية متخصصة رصدت بالبحث والتحليل الأزمة التي تعرضت لها مملكة البحرين في شهري فبراير ومارس 2011 من الزاوية الإعلامية.وخلصت الدراسة، التي أعدتها الإعلامية والكاتبة الصحفية البحرينية وجدان فهد في إصدارها الجديد كتاب « الإعلام والأزمات»، إلى ان الأزمة في البحرين كانت مخططة بفعل قوى راديكالية معارضة حاولت السيطرة على مفاصل الكيان الإداري للدولة وتعطيل مسارات العمل في الكثير من القطاعات الحيوية والخدمية كالصحة والتعليم والمصانع والشركات، من خلال تنظيم الإضرابات المتكررة والاعتصامات في المناطق الحيوية كالمستشفيات والمدارس طوال فترة اشتداد الأحداث.ويعد كتاب «الإعلام والأزمات»، الذي دشنته الإعلامية فهد على هامش «مهرجان الأيام الثقافي»، الأول من نوعه من حيث تناوله بالبحث والتحليل الأزمة التي تعرضت لها مملكة البحرين في شهري فبراير ومارس 2011 من الزاوية الإعلامية، انطلاقاً من أهمية الإعلام ركيزة أساسية من ركائز عمل إدارة الأزمات.ويحتوي الكتاب على جهد توثيقي للتعريف بمجريات الأحداث التي مرت بها المملكة وكيفية تناولها في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، ومدى تفاعل كافة أطراف المجتمع معها ، إضافة إلى استمزاج آراء نخبة من كبار الصحافيين والكتاب البحرينيين (سوسن الشاعر ، سعيد الحمد ، فيصل الشيخ ، هشام الزياني وغيرهم) حول رؤيتهم لما تعرضت له البحرين.وتنطلق الفرضية الأساسية لكتاب «الإعلام والأزمات « من كون الإعلام يعد ضلعاً من أضلاع إدارة الأزمة، وينبغي التركيز عليه وإيلاؤه جل الاهتمام لضمان انسيابية الاتصال بين صانع القرار والمعنيين به، ورصد وقياس الرأي العام بشأن القرار المتخذ وملاحظاتهم حوله لإجراء التعديلات وإدخال التحسينات إن دعت الحاجة. وتشير الكاتبة، من خلال فصول الكتاب الخمسةإلى أن منحنى أحداث أزمة 14 فبراير يتجلى أمامه الهدف واضحاً من ورائها فهي لا تمت بصلة لمطالب إصلاحية ومناداة بحقوق بشرية، بل كان هدفها ومنذ اللحظة الأولى الابتزاز السياسي والتطرف، والشاهد على ذلك مشاهد الإضرابات العمالية المتكررة في المستشفيات والمدارس، والتجمهر في وسط العاصمة المنامة لشل أوصال الحراك التجاري بالبلاد وتعطيل مصالح الناس ومحاربة أصحاب الأعمال في أرزاقهم ، فضلاً عن مهاجمتها الشرسة لعدد من رجال الشرطة وارتكابهم جريمة القتل العمد في حق بعضهم، والاعتداء على قدسية الحرم الجامعي وترهيب الطلبة والاعتداء عليهم، وهي كلها جرائم تم توثيقها وتصويرها ونشرها، لتكون شاهداً على أبشع جرائم انتهكت بها حرمة وطن وترويع سكانه الآمنين .ويتناول الكتاب طبيعة الظرف الزمني الذي كانت تمر فيه منطقة العالم العربي وتزايد وتيرة الاحداث السياسية الدراماتيكية التي تسببت بالإطاحة بنظام الحكم في تونس واشتعال ثورة 25 يناير في القاهرة وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في اليمن، ما يشير إلى أن إمكانية التنبؤ بما شهدته البحرين كانت واردة ، فالأزمة التي جاءت بدعوى المطالب المعيشية والإصلاح السياسي سرعان ما تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة وأماطت اللثام عن خفايا أهدافها بأنها ثورة تغذيها الفتنة المذهبية الدينية .ويعتبر الكتاب ما حدث من أزمة ما هو إلا مشهد آخر له جذوره التاريخية التي تكررت من قبل في أحداث الثمانينيات والتسعينات، عندما واجهت حكومة المنامة مخططات انقلابية بنفس السيناريو وبنفس الجهات الممولة والداعمة والوجوه المنفدة، فهو نفس المخطط الذي يتكرر كل عشر سنوات قد حدث في 2011 ومن المتوقع تكراره مرات عدة إذا لم تتم مواجهته وتجفيف منابعه .ولخصت الإعلامية وجدان فهد الهدف من إصدار كتابها الجديد بأنه «يوثق الأزمة ويرشد نحو التعامل الأمثل مع الأزمات».ويقام «مهرجان الأيام الثقافي» تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء من من 26 ديسمبرالحالي حتى 3 يناير المقبل.