فيما يبدو ناقوس خطر ضد الاحتلال الإسرائيلى وشرارة لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة أبدت مصادر أمنية وسياسية من الأحتلال الإسرائيلي تخوفها الحاد من أن يراكم إضراب الأسرى الفلسطينيين وما يرافقه من التفاف شعبى من اندلاعها، خاصة بعد ما استشهاد الأسير عرفات جرادات داخل السجن الأحتلال الإسرائيلي وتوسع الإضراب فى السجون الذى يترافق مع تصاعد الأعمال الاحتجاجية والتضامنية التى باتت تشمل الشارع الفلسطينى بالكامل.وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن 3000 أسير أبلغوا مصلحة السجون الإسرائيلية أمس السبت رفضهم استقبال وجبات الطعام اليوم الأحد، والبدء بإضراب عن الطعام، وذلك عق استشهاد الأسير "عرفات جرادات" فى سجن "مجدو".وأضافت الصحيفة العبرية أن الأسرى الفلسطينيين فى سجن "مجدو" قرعوا أبواب الغرف والزنازين أمس، وألقوا بالمواد الموجودة داخل الغرف إلى الممرات باتجاه السجانين، محذرةً من تدهور الأوضاع الأمنية مع تصاعد المواجهات فى مناطق مختلفة من المناطق الفلسطينية.وفى المقابل، أصدر رئيس أركان الجيش الأحتلال الإسرائيلى الجنرال بينى جانتس تعليماته إلى قادة الجيش باتخاذ جميع الاستعدادات الضرورية تحسبا لاستمرار الاحتجاجات، واندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، وذلك على خلفية وفاة الأسير الفلسطينى عرفات جرادات فى السجون الأحتلال الإسرائيلية.ونقلت الإذاعة العامة للأحتلال الإسرائيلية والصحيفة العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن كبار ضباط الجيش الأحتلال الإسرائيلي سيشاركون هذا الأسبوع فى اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة فى الأراضى الفلسطينية والخطط التى أعدت للتعامل معها.وأضافت وسائل الإعلام العبرية عن مصادر أمنية للأحتلال إسرائيلية أن السلطة الفلسطينية لن تسمح بتصعيد الموقف قبل زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المقررة لإسرائيل ورام الله الشهر القادم، على حد قولها.وزعمت يديعوت أن الحكومة الإسرائيلية تستعد للإعلان عن سلسلة بوادر "حسن نية" تجاه الجانب الفلسطينى قبل هذه الزيارة، بما فى ذلك تقديم "تسهيلات وتحويل أموال والإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين".وكانت وزارة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية قد أعلنت مساء أمس السبت، بأن السجناء الفلسطينيين قد بدءوا بالإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك فى أعقاب استشهاد الأسير عرفات بعد إصابته بنوبة قلبية حادة، وأن الأطباء المتواجدون فى السجن حاولوا معالجته، إلا أنه توفى على الفور.وفى السياق نفسه، حذر عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر القيادى البارز بحزب "العمل" من أن المنطقة تقع على حافة اندلاع انتفاضة ثالثة، مرجحا أن تكون أكثر دموية من سابقتيها.وأكد بن إليعازر فى مقابلة مع الإذاعة العبرية أن يتوجب على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن يقود عملية سياسية فى المنطقة قبل أن يُملى عليه القيام بذلك.فيما قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن عددا من سيارات المستوطنين قرب الخليل تعرضت للتكسير بعد رشقها بالحجارة، وتضررت سيارة أمن للشرطة الإسرائيلية بعد إلقاء "قنبلة بدائية" اتجاهها فى حى سلوان بالقدس.وقالت الصحيفة العبرية إن المسئولين فى إسرائيل مقتنعون بأن المنطقة على أبواب "انتفاضة جديدة" نتيجة الأحداث المتراكمة، والمواجهات عنيفة التى تشهدها الأراضى الفلسطينية.وأضافت هاآرتس أن الفلسطينيين والإسرائيليين فى نقطة هى الأقرب للمواجهة منذ سنوات، وأنها للمرة الأولى منذ عام 2007 التى ترغب فيها أيضاً السلطة الفلسطينية بإشعال الأوضاع".فيما كتب المحلل العسكرى بالصحيفة العبرية عاموس هارئيل مقالا مطولا عن الأوضاع الحالية بالضفة قائلا: "إن هناك قيادات فى السلطة يعملون خلف الكواليس لتنظيم المظاهرات والمواجهات التى تشهدها الضفة، وذلك لصرف الأنظار عن فشل الوحدة مع حماس وإيجاد قضية مشتركة يلتف حولها الشارع الفلسطينى وذلك فى ضوء الأزمة الاقتصادية التى تشهدها مناطق السلطة"، على حد قوله.وأشار هارئيل الى أن زيارة أوباما المرتقبة ومحاولات الفلسطينيين وضع قضيتهم على أجندتها بعد أن همشتها قضيتى سوريا وإيران اللتان ستحتلان جدول أعمال الرئيس الأمريكى.
International
الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة تدق أبواب الإحتلال إسرائيل
24 فبراير 2013