تزخر المكتبات العربية بآلاف العناوين فيها الغث وفيها السمين، ومنها ما تحتاج مزيداً من القراءة الجادة والتأمل، وتعتبر سلسلة «ألف باء التنوير» الصادرة عن دار الخيال في لبنان قبل سنوات من الكتب الجديرة بالقراءة والمتابعة، باعتبارها محاولة لإعادة استكشاف العبقرية الهندية أوشو.وقال الناشر إن كل من يحاول وصف الخبرات الداخلية، أو التمييز بين الظواهر الداخلية كالوعي والتأمل والوظائف العادية للفكر، يصطدم بمفردات جامدة ومألوفة ومحدودة.وأضاف أن العالم الداخلي للإنسان بحاجة إلى مفردات خاصة، وأوشو هو أستاذ هذه المفردات التي تفسر حوادث ومشاعر عالم الروح بشكل بسيط وسهل وواضح.ولفت إلى أن مفردات الكتاب التقليدية والمعاصرة، تعيد توضيح الأمور وتفسيرها لباحثي الحاضر والقراء الشباب المهتمين بانتعاش وتجديد لغة الروح المعاصرة.زهرة اللوتسيقول أوشو إن زهرة اللوتس واحدة من أهم الظواهر الغريبة في الوجود «هي في الشرق رمز للتحول الروحي، حيث أُجلس بوذا على زهرة لوتس لماذا زهرة اللوتس؟ لأن لها ميزة جد مميزة، أنها تنمو وسط الوحول القذرة، إنها رمز التحول، الاستحالة، الانسلاخ، تحول القذارة إلى عطر، الوحل قذر وقد يكون نتناً، وزهرة اللوتس عطرة أين تنبت؟ في الوحول النتنة، هذه هي المفارقة، كم منكم بمقدوره أن يستحيل «لوتساً» جميلاً ونابضاً بالعطر؟».ويرى الحكيم أن تفاحة آدم «الغدة التي في الحنجرة سميت كذلك، لأن حين أكل آدم التفاحة لم يتمكن من بلعها، توقفت في حنجرته، لأنه كان يشعر أنه مقسوم على ذاته، قسم يريد أكـل التفاحـــة والآخـــر خائـف، لا تكن مثل آدم، أفعل الأشياء بإتقان ومحبة، هكذا تتمكن من أكل التفاحة وبلعها وهضمها». ولد أوشـو يــوم 11 ديسمبــر 1931 فـــي كوتشــــوادا مادهيـــــا بــرادش فــي الهنــــد، وتوفي في 19 يناير 1990، ومنذ بدايـــــــة شبابه راح يبحث عن الحقيقة، انطلاقاً من تجاربــــــه واختباراتـــه وليس من خلال المفاهيم الدينية والاجتماعية السائدة في مجتمعه، أو من خلال ما حاول البعض أن يلقنه من معارف ومعلومات، وما أن بلغ الحادية والعشرين حتى اكتملت تجربته مع الحياة.وبعد دراسة عميقة للإنسان المعاصر ومنذ أواخر الستينات من القرن الماضي، شرع أوشو يطور تقنياته التأملية الديناميكية لمساعدة الإنسان المعاصر المثقل بتفاهات التقاليد العتيقة، وهموم الحياة اليومية، على اكتشاف ذاته من خلال التأمل والتحرر من الفرضيات والأفكار المسبقة، وتطهير النفس من رواسب المفاهيم البالية. أوشو والغرب في بداية السبعينات من القرن الماضي بدأ الغرب بالتعرف على أفكار أوشو، وفي عام 1974 في مدينة بونا الهندية تأسست حلقة فكرية حول أوشو، ومنذ ذلك التاريخ والزوار يقصدونه للاستماع إليه رغبة في التحول من عالم المادة إلى عالم الروح، ومن عالم الروح إلى عالم المادة، ولم يترك أوشو جانباً من جوانــب الحـياة إلا وتحدث عنه، داعياً إلى تطوير الوعي عند الإنسان والارتقاء بالروح الإنسانية إلى ما هو أبعد من المفاهيم الثقافية السائدة، إلى التعرف على الحياة من خلال الممارسة اليومية واختبار مدى أهمية الذات الإنسانية.لدى المعلم أوشو آلاف الكتب والمقالات، أكثر من 13 ألف ساعة مسجلة، وأجاب على أكثر من 100 ألف سؤال، ويقول في إحدى مقالاته«أنا لا أدعوك أن تصبح هندوسياً أو يهودياً أو أن تصبح مسلماً أو مسيحياً، أنا هنا لأساعدك أن تصبح متديناً تقياً». عرف عن أوشو إصراره بعدم رغبته أن يوضع له اسم أو توصيف فكري معين، انطلاقاً من إيمانه أنه لا توجد فلسفة تصف الحقيقة بشكل مطلق.وفي إحدى محاضراته تحدث عن نفسه «أنا أساعدك في إدراك السكينة في روحك، هذه ليست تعاليم ولا عقيدة ولا حتى قانون ديني محدد، لهذا أستطيع أن أقول أي شيء، أستطيع أن أناقض نفسي في الليلة مئات المرات».