بقلم: علي الصباغ بعد عام من الجد والعمل المضني والمتواصل، شمل جميع قطاعات العمل وكافة مستويات الإنتاج والإدارة والمتابعة وغيرها من منظومة العمل داخل أي شركة أو مؤسسة، وبعد عام كامل من الضغط المتواصل على كافة عمال وموظفين ومنتسبي هذه الشركات والمؤسسات بغية الوصول إلى الأهداف والأرباح المنشودة والتي وضعتها الإدارة بدقة وعناية مدروسة، تأتي اليوم ساعة الحصاد والتي عادة ما تغلق فيها إدارات هذه الشركات والمؤسسات الأبواب، وتنتشر حالة من الصمت والتهرب بل والحبكات الدرامية الموضوعة بدقة كبيرة وبتخطيط عميق، للتهرب من يوم المكافأة والتقدير، لكل من سعى وعمل بجهد وأعطى من وقته وصحته وعمره ساعات وساعات من العمل بجد ومثابرة وبثقة كبيرة في هذه الإدارة، بأنه وفي نهاية كل عام يجني محصول تعبه وجهده وينال نصيبه المتواضع من هذه الأرباح، ليهنأ به وعائلته، أو يفك به جزءاً من ضيقه المتواصل نتيجة ظروف الحياة التي لا ترحم. بدورنا نحن ممثلو هؤلاء العمال بكافة أطيافهم، ندعو إخواننا من باقي مجالس إدارات النقابات الحرة، لدراسة مشروع جائزة العمل الدرامي الأول والذي نكرم فيه أحسن إدارة من إدارات شراكاتنا على أفضل تمثيلية إدارية تحتوي على حبكة درامية وضعت باحتراف تهدف من خلالها إلى إقناع العمال بعدم قدرة الشركة على مكافئتهم على جهودهم طوال هذا العام. المشكلة أننا سنحتاج إلى خبراء ومحترفين لتقييم هذه الأعذار ومن ثم اختيار أفضلها، لأننا سنكون وبكل تأكيد في حيرة من أمرنا، إذ إن هذه التمثيليات عادة ما تحتوي على مقدار دسم من الدراما، فنرى أن بعضاً من هذه التمثليات تلقي اللوم على الأزمة الاقتصادية العالمية ودورها في عدم قدرة الشركة على صرف المكافأة السنوية «البونس»، والبعض الآخر يتعذر بما يحصل على الصعيد السياسي على مستوى العالم خصوصاً في الدول العربية والأخطار والتهديدات المحيطة بنا «الله يستر»، بل ويصل الأمر في بعض من هذه المسلسلات السنوية إلى أن السبب الرئيس في عدم القدرة على صرف «البونس» هو الظروف المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري أو المشكلات الاجتماعية الخطيرة، في حين تؤكد بعض من هذه التمثيليات على أن «البونس» قد يتسبب في كوارث خطيرة منها: أن عدداً من هؤلاء العمال يفكر في صرف هذه المكافأة على زواج من امرأة ثانية «كارثة اجتماعية»، أو شراء سيارة أخرى «كارثة بيئية»، أو استغلالها للسفر والاستجمام «كارثة أخلاقية». من جانبها تقع هذه الإدارات «كان الله في عونها» أيضاً في مشكلة كبيرة نهاية كل عام، حيث لا تستطيع أن تقسم كعكة الأرباح بشكل يرضي جميع المديرين، الأمر الذي يشكل ويفجر العديد من الخلافات والتي عادة ما تنتهي بعراك بينهم، يفضي إلى ابتعاد هؤلاء المديرين واضطرارهم إلى صرف نصيبهم من الكعكة في إجازة سنوية خارج البلاد للنقاهة وإراحة الأعصاب من هذه المعركة.نائب رئيس النقابة المستقلة لعمال أسري