كتبت - عايدة البلوشي:بدأت الجلسات الشعبية التقليدية بالتلاشي تدريجياً، لتحلّ محلها «الكنبة» العصرية بمعظم مجالس البحرينيين، التصاميم الفاخرة للكراسي وألوانها المميزة أغرت الجميع، بالمحصلة طُردت الجلسة التراثية من المنزل لصالح «الكنبة»، ومع إكسسورات وتحف إضافية باتت الصالة أكثر أُبهة وجمالاً. في زيارتنا لمجالس المحرق والرفاع بدت الظاهرة شبه عامة، حتى المجالس التقليدية جرى تطعيمها بلمسات عصرية، الألوان مختلفة والتصاميم مبتكرة وكذا الأشكال. في منطقة المحرق، تحديداً فريج بن هندي، يقطن الحاج عبدالله منذ 25 سنة تقريباً، واجهة المنزل والباب ما زال يحمل الطابع التقليدي القديم، مع لمسة «مودرن» لجهة الألوان ونوعية الخشب.تدخل المنزل ثم تلج الصالة هنا ترتمي بهدوء كراسٍ فاخرة «آخر طرز»، عند سؤالنا عن وجود الكراسي محل الجلسة قال «شخصياً لا أفضل الكراسي إلا أن أبنائي اختاروها لتناسب عصر اليوم ويضيف «مجلس الرجال في الجانب الأيمن من المنزل يحضن جلسة شعبية بلمسة جديدة عصرية، بألوان زاهية ومختلفة». نذهب إلى الرفاع حيث منزل المواطن عبدالكريم حسن، ندخل صالة يغلب عليها اللون البني بكراس حديثة مارونية، مع ستارة فاخرة تُزيّن صدر المجلس و»زولية» راقية وأدوات زينة مختلفة. ولدى سؤالنا لماذا فضلت الكراسي على الجلسات الشعبية؟ أجاب «أعتقد أن الكراسي أكثر تواؤماً من الجلسات الشعبية القديمة مع العصر، وهناك شريحة واسعة من الناس تفضلها على الجلسات الشعبية، رغم أن أسعارها مرتفعة جداً في البحرين». سعد سلمان يرى أن الكراسي تواكب العصر»الجلسات الشعبية غالباً ما تكون في البيوت القديمة، ولا أعتقد أن هناك بيتاً بحرينياً يخلو من الكراسي باعتبارها رمز الوجاهة، وهناك عدد من البيوت ما زالت تحتفظ بالجلسات الشعبية إلا أنها قليلة جداً، في الوقت الراهن الكراسي أكثر رواجاً من الجلسات التقليدية».