كتب ـ حسين التتان:بنظرة سريعة على المساحات الخضراء المتبقية في البحرين تدرك مدة انحسارها، وتراجعها المستمر أمام تقدم الكتل الإسمنتية.. محل البستان مجمع تجاري، وعوض النخلة بيت، ومكان الحديقة مشروع إسكاني. الرقعة الخضراء تكاد تختفي، وأكثر المتضررين من جرف المساحات الخضراء شجرة النخيل، إذ أصابها من الضيم والحيف ما لم يصب أي زرع آخر، رغم أنها كانت مصدر رزق آبائنا وأجدادنا.زرنا أكثر مناطق البحرين خضرة، وجدناها خالية من النخيل، المساحات الخضراء الممتدة طولاً وعرضاً في شارع البديع وغيرها من المناطق شُغلت بالمساكن والعمارات والمحال التجارية، بالمحصلة لم تعد البحرين بلد المليون نخلة.عبدالقادر إسماعيل يرى أن الجهات المعنية بالتنمية الزراعية، لا تقبل قوانينها تجريف المسطحات الخضراء، وتلزم أصحابها أن يحافظوا عليها من الموت والفناء، ولهذا وجد أصحاب الدواليب والمزارع الكبيرة والصغيرة، حيلاً للتخلص من مزارع لا يجنون من ورائها المال الوفير، منعوا وصول الماء إليها حتى جفت الأرض وذبلت المزروعات وهلك النخل.ويقول عماد السيد إن أصحاب المزارع بمعظمهم من كبار الهوامير والتجار «يؤمنون أن إزالة الخضرة لبناء العمارات والدكاكين أمر مشروع، بل ويدر عليهم الملايين».ويضيف «ما عسى أن تعطي النخلة العظيمة هؤلاء التجَّار؟ وعلى العكس المباني الإسمنتية تدر ذهباً أحمر، على تجار لا يحترمون المساحات الخضراء، ويحتالون على القانون من أجل حفنة دراهم».ويطالب عبدالرؤوف قاسم الجهات المسؤولة بمعاقبة كل من يتعمد «قتل» النخيل، لأجل إنشاء المجمعات السكنية والتجارية، ويضيف «لابد للبلدية أن تحصر المساحات الخضراء في المناطق كافة، والوقوف على أسباب تراجع المساحات المزروعة بالنخيل».