كتب - حسن خالد:لعل حلم الاحتراف واللعب في الملاعب الأوروبية حلم يطارد من قبل كل لاعب، سواء إن كان ناشئاً أم صاعداً أو حتى الذي اندرج للتو في الفريق الأول، وهي تلك الملاعب الأوروبية التي تأسر هذا اللاعب وتجعله يخوض أحلاماً ليست ككل الأحلام، فمن دون شك سيبحث عن النجومية والشهرة وبذات الوقت بتطوير ما يملكه من قدرات فردية، ولكننا لا نزال أمام ذلك العائق الذي يقطع ذلك الحلم ويحوله إلى واقع، فما هي مكونات هذا العائق ولعل أغلب الحديث المتداول حول نقطة عدم الوصول عند المجتمع هي امتلاك ما لا نمتلكه نحن، فهما هو هذا الممتلك؟ وهل هي قضية قدرات؟ أم غموض آخر نجهله كشارع رياضي حر؟!تعد حلقة الاحتراف الحلقة الأكثر غموضاً في تفسير معطياتها وتطبيقها في شارعنا البحريني وسط انفجار دوريات الدول الأخرى الشقيقة، وفي وسط تلك التعددية الفكرية في طرح الأطروحات الشخصية، اختارت الوطن الرياضي في سلسلة تساؤلاتها السؤال أعلاه على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي بالأمس، وكعادة كل يوم فإن الإقبال كان جميل باختلاف وجهات النظر.النقاشذكر المشارك في الحوار رياض الجهيم بأن نظام الاحتراف لا يأتي إلا بإدارة محترفة تلتزم بالمبدأ نفسه، فيما قال علي زويد بأن الميزانية يجب أن توفر على النحو المثالي لإنشاء أكاديميات تنشر ثقافة الاحتراف في كرة القدم وذلك بالفئات الناشئة، فيما اتفق معه الحساب "KShark10” في أن الاتحادات الوطنية يجب أن تبدأ بتفعيل برامج أكاديمية وتقنية للفئات الناشئة حتى تغرس في الشباب الثقافة الكافية و المهارات المتطلبة نحو المضي في طريق الاحتراف، وحرص محمود مجيد على أن الاحتراف هو درس يدرس، وذكر مثالاً رائعاً حول اللاعبين البرازيليين الذين باتوا يفشلون الآن في القارة العجوز بسبب ضعف مؤهلاتهم الثقافية الاحترافية، فيما ذكر أحمد إبراهيم بأن الأسباب كثيرة، و الاعتماد لا يكون إلا على المواهب بعكس ما هو الوضع في أوروبا تماماً، في حين أن المشارك محمد خالد قال بأن سبب أزليّة هذه المشكلة هي عدمية استخدام الموارد بالشكل المثالي، واتفق محمد المريسي بنسبة كبيرة محمود مجيد في كون أن الاحتراف درس ويجب أن يدرس قبل التطبيق، وأكمل بقوله إن اللاعب الخليجي يحتاج لمستوى معين من الثقافة حتى يكون مؤهل لخوض التجربة الاحترافية، وقال حساب "السينما العالمية” بأننا كخليجيين يجب أن نلتزم بأخلاقيات العمل الإداري قبل أن ندخل في التفكير بالاحتراف.لماذا الاحتراف بالخصوص "الحلقة المبهمة” ؟!من دون شك فإن قضية البناء أبرز وأكثر النقاط تداولاً، فمن هذا المنطلق يذهب كل منا حرا برأيه، فيوجد من يؤيد نشوء الأكاديميات وهنالك من يود أن تقيم المؤسسة المسؤولة بنى تحتية رصينة، و أخر ينادي بالتخطيط الطويل المدى، ومن كل تلك الآراء فان المجتمع اكتسب من تلك التجربة الاختلافات وفي ذلك الاختلاف الفكري في الآراء وعياً كعادة كل اختلاف نافع، فهو يكسب أي من كان يستخدمه خبرة وعي مختلف بل متطور عن من سبقه في تلك درجة الفكرية، ففي كل تجربة صارمة تكون استفادة المستهدف الذي منع من وصولها إليه أكبر من أي شخص، وكفرد من أفراد هذا المجتمع فإن للمؤسسة الإعلامية دور كبير في مقارنة المثاليات بالوضع الحالي حتى تقام عملية مقارنة ومن ثم تقييم وهذا الأصل والمتوافر من ظواهر في مجتمعنا، فنقارن مثلاً ملعب كالكامب نو بإحدى الملاعب المحلية أو نطابق بين لاعب محلي و أخر أجنبي محترف بسخرية و هذا هو الوارد والواقع، ولكن لو نظرنا إليها بنظرة إيجاب فنرى أن تلك السخرية قد تولد إجابات نحن بحاجة إليها و تكمن تلك الإجابات في أسئلتها وعلى سبيل المثال كيف أصبحت اليابان بهذه القوة خلال زمن وجيز نسبياً ؟ ومنها يصيبنا ذلك الفضول بحب المعرفة فنرى إجاباتنا ومن ثم يقودنا ذلك التوجه لجانبنا الخاص فنرى أن أغلب لاعبينا محليين بسبب عدم توافر كل مما يأتي: بيئة كروية ضوضائية غير مرسومة الأهداف، فنرى المشاريع تفعل على النحو السليم ولكنا في نصفها تتداخل مشاريع أخرى مما يعيق تلك العملية التنموية التي خطط لها لفترة طويلة من الزمن ولكن بمجرد التداخل على هذا المشروع فإنه لا يفسد فقط البيئة وإنما يعيق سير اللاعبين نحو مزيد من التطور والنماء، فالمشكلة أحياناً تكون بجهة لا تعلم إنها مخطأة بسبب عشوائية طرحها والسطحية التي تتعامل معها برفقة الوضع المحلي فيفسد ذلك نظاماً هرمياً للاعب محترف وبدل الوصول لما يريده من تطور فني وبدني متفرد ومختلف عن آخريه فإنه يستأصل!لا زلت أصر على وجود المشروع الوطني "الواضح” على مستوى الخليج، فلا يعقل أن يخطط اليابانيون لعشرين سنة قادمة ونحن لا نعرف ماذا سيجري لو انتهى جيل كما حصل بعد الخروج من أية مسابقة، ولا تقل يا عزيزي القارئ إنهم يابانيون ونحن خليجيون، فالقضية ليست بالجنسية، القضية هي بتوظيف عقلك السليم في المكان السليم وإن اختلفت الأعراق والجنسيات والمهارات والمقومات، وقضية الاحتراف لا تعد أوراقاً موقعة بل هي معايير ودراسات وما هو أهم هو التراكمات الإحداثية للاعب نفسه، من تجارب وتأهيل ومفاهيم، فهذه المفاهيم الاحترافية هي أكثر ما تعطل اللاعبين العرب في الوصول لأهدافهم بسبب ما تتضمنه من أخلاقيات وثقافة ثم ثقافة ثم ثقافة تنتج فيما بعد له قاعدة ثرية ومثال متناسق وسريع للاختيار، متمنياً من لاعبينا الوصول يوماً لليغا إسبانيا، أو بريميرليغ إنجلترا، أو لربما كالتشيو إيطاليا وبوندزليغا الألمان!