كتب ـ حسين التتان:شاب بحريني اعتاد رمي المخلفات والمناديل الورقية والأكياس بالشارع من نافذة سيارته «حتى أحافظ على سيارتي لامعة نظيفة» ويضيف هازئاً «البلدية تتحمل المسؤولية كاملة، فهي لم تخصص لنا حاوية قمامة كل بضعة أمتار».محمود ناصر لا يرمي المخلفات من نافذة سيارته باعتبار السلوك «مخالفاً للذوق العام وكل القيم الأخلاقية»، أفراد أسرته بالمقابل لا يلتزمون بالسلوك ذاته «بحكم العادة لا غير».يفصل عبدالله المواطن الخمسيني بين شوارع عامة نظيفة «لا نرمي فيها عقب سيجارة»، وأخرى فرعية تتراكم فيها الأوساخ «لا مشكلة لدينا في رفدها بمزيد من الأكياس والأوراق وعلب العصير الفارغة».رئيس بلدي المحرق عبدالناصر المحميد يتحدث عن عدم فاعلية عقوبة رمي المخلفات من السيارة «المخالف يغرّم بـ10 دنانير» ويسأل «ما الآلية المناسبة لرصد وتتبع من يرمي المناديل وما شابه من نافذة سيارته؟». ويرى المحميد المسألة صعبة ومعقدة للغاية والحل «في التزام المواطن بالذوق الأخلاقي الرفيع»، ويتابع «الأجنبي يلتزم بنظافة شوارع البلد، ومواطننا بالعكس يحتاج من ينظف وراءه». عادة لا غيرأحد المواطنين كان يقود سيارته في أحد الشوارع العامة، وإذا به يفاجأ بحزمة مناديل ورقية غير مستعملة ترمى من نافذة سيارة تسير أمامه «غطت المناديل معظم الزجاج الأمامي، وكدت أصطدم به لولا أن شغّلت المساحة في اللحظات الأخيرة».عشرة دنانير هي قيمة المخالفة في حال رمى أحدهم أو من معه مخلفات وأوساخ من نافذة سيارته. هذه هي العقوبة في البحرين، ومع ذلك ما مازالت المخالفات ترمى.الشاب محمود ناصر لا يرمي المخلفات من نافذة سيارته، لكن غالبية أفراد أسرته لا يلتزمون، ويرمون المخلفات من نافذة السيارة «لأنهم اعتادوا ذلك، ولم ينالوا لا توجيهاً ولا توبيخاً».ناصر مقتنع قناعة تامة أن رمي الأكياس والنفايات من نافذة السيارة مخالف للذوق العام والقيم الأخلاقية «يدل على تدنٍ بمستوى الذوق العام عند البعض».سلوك خطأ ونمارسه باستمرارصفية أحمد ترى في ظاهرة رمي المخلفات من نافذة السيارة «عادة قبيحة»، وتتابع «نعلم أن هناك من يتولى جمع القمامة ووضعها في حاويات، ولكن المسؤولية يتحملها المواطن أولاً».شاب لا يفصح عن هويته ـ وله كل الحق ـ لا يلتزم مطلقاً بقانون منع رمي المخلفات من السيارة «لا أسمح لنفسي ولا لغيري بتوسيخ سيارتي عبر رمي المخلفات فيها»، ويرى الحل في «أرميها بالشارع وانتهى الموضوع، رغم اقتناعي بأنه سلوك خاطئ».ويحمّل الشاب المسؤولية كاملة للبلدية «لو كانت هناك حاويات وسط الشوارع وبكل زاوية لما خالفنا القانون».وحين سألناه لماذا لا يشتري الأكياس المخصصة لمخلفات السيارات؟ أجاب بوضوح ودون تردد «البلدية مسؤولة عن توفيرها وليس نحن».عبدالله بحريني خمسيني يفصل بين شوارع نظيفة وأخرى ليست كذلك «لا أخفيكم أرمي أحياناً بعض المخلفات الصغيرة فقط وغير المؤذية إلى قلب الشارع، ولكن ليس أي شارع، فأنا تعودت رمي الأوساخ في شوارع فرعية ليست نظيفة أصلاً».بينما يلتزم عبدالله سلوكاً بيئياً سليماً حيال الشوارع العامة النظيفة «لا أرمي فيها ولو عقب سيجارة أو منديل».غياب آليات الرصديرى رئيس مجلس بلدي المحرق عبدالناصر المحميد في مخالفة رمي المخلفات من السيارة وعقوبتها 10 دنانير ناقصة «القانون مطبق حالياً بالعاصمة فقط، دوناً عن باقي المحافظات»، ويضيف «الإشكالية في كيفية رصد ومتابعة المخالفين».إلى الآن لا وجود لآلية محددة للمخالفة وحتى دفعها بطريقة منظمة «أقترح أن تنسّق البلديات مع الإدارة العامة للمرور، عبر إحالة المخالفين إلى المرور، وإلزامهم بدفع قيمة المخالفة عند إعادة تسجيل السيارة».ظاهرة رمي المخلفات من السيارة لم تنته، وزادت بالآونة الأخيرة «رغم وجود جيل متعلم من الشباب، وهذا دليل غياب ثقافة الحفاظ على البيئة».ويشير المحميد إلى مفارقة مهمة «التزام الأجنبي في رمي القمامة بالحاويات المخصصة لها دليل سلوك حضاري، لأن الأجنبي جاء من وطنه وهو مشبع بثقافة الحفاظ على البيئة»، ويسأل «أين البحريني من هذا السلوك؟».