كتب ـ جعفر الديري: يعترف موسى إبراهيم بفضل صديق صباه في إكمال دراسته «تحمّل الكثير من أجلي، وحثني على الدراسة معه في بيروت»، بالمقابل لا تنسى فاطمة محمد الأيادي البيضاء لمعلمتها في مسيرة حياتها «كانت نموذجاً لإنسان يعطي ولا ينتظر مقابلاً».ويتأمل عبدالله علي بيته الجميل المترامي الأطراف، ولا يغفل عن الدعاء لأخيه صاحب الفضل الأول في شرائه قبل سنوات، ولا تنسى شابة فضلت عدم ذكر اسمها خالها «صاحب السيرة العطرة والرجل الذي ليس كباقي الرجال كرماً وشهامة». الصديق عند الضيقيعترف موسى إبراهيم بالفضل الأول لصديق صباه ونشأته ويصفه بالأخ الذي لم تلده أمه.. يقول «صديقي هذا هبة من الله تعالى، ومايزال مذ عرفته أيام الصبا شهماً كريماً».موسى اليوم في الخمسين من عمره «لا أبالغ.. كان بمثابة الملاك بالنسبة لي، لم يتركني يوماً دون مشورة أو مساعدة». يدين موسى لصديقه بالشيء الكثير «أصرّ أن أكمل تعليمي، فبعد أن تخرّجت وإياه دون نتائج تؤهلنا للانخراط في الجامعة، عملنا في إحدى الشركات، ووجدته يحدثني يوماً عن الدراسة في بيروت، رفضت في البداية، ومع إصراره على إكمال دراستنا سوية استجبت أخيراً» ويضيف «تحمل الكثير لأكمل دراستي حتى تخرجنا وحصلنا على وظائف لائقة». لا ينتظر مقابلاًفاطمة محمد تدين بالفضل لمعلمتها في مسيرة حياتها كلها «تعرفت عليها بالمرحلة الإعدادية، وصارت لاحقاً أخلص صديقاتي، فتحت عيني على أمور كثيرة، كانت بحق نعم المُدرسة». تصف فاطمة معلّمتها أنها نموذج لا يتكرر لإنسانة تعطي ولا تنتظر مقابلاً «لمست ذلك من خلال متابعتها لتلميذاتها في المدرسة، وسؤالها عنهن عندما يتغيبن» وتواصل «حتى بعد دخولي الجامعة وتخرجي، لم أجد منها سوى إنسانة عظيمة ترغب بالعطاء الدائم». ليس كمثله رجليتأمل عبدالله علي بيته الواسع مترامي الأطراف، ويرتدّ بطرفه إلى البيوت المجاورة، يلاحظ الفرق بين مساحتها وبيته، يبدو الانشراح على وجهه «أنا اليوم سعيد لأني اشتريت أرضاً رخيصة الثمن بإلحاح من أخي، ووقف معي حتى أخذت قرضاً لتعميرها». ويضيف «عندما أطالع مساحة بيتي وهي تعادل ثلاثة من البيوت المجاورة، تغمرني مشاعر الحب والحنان تجاه شقيقي، رغم أني عارضت شراء الأرض بشدّة حينها، وتعللت أن الأسعار ستستقرّ على حالها، إلا أنه لم ييأس مني، وألحّ علي حتى استجبت لطلبه».من جانبها ترى شابة فضلت عدم ذكر اسمها في خالها رجلاً لا يعوّض «توفي منذ عام تقريباً، لكن ذكراه في حياتي وحياة أمي وأخواتي باقية». وتقول «عندما توفي والدي، ضاقت بنا السبل، وكان خالي إلى جانبنا بمثابة المنقذ.. هو صاحب سيرة عطرة ورجل ليس كباقي الرجال كرماً وشهامة».