رأى محللون وسياسيون فلسطينيون أن الشارع الفلسطيني دخل مرحلة حراك عملي تضامناً مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعدما كان الأمر يقتصر على اعتصامات. وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة إضرابات ومواجهات في عدة مدن في الضفة الغربية المحتلة منذ أسابيع. وقد ارتفعت وتيرتها بعد استشهاد أسير فلسطيني السبت الماضي في سجن مجدو الإسرائيلي نتيجة تعذيب. واستشهد عرفات جرادات «30 عاماً» من بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية السبت الماضي في سجن مجدو شمال الاراضي المحتلة بسبب تعرضه للتعذيب وفقا لما ذكرته السلطة الفلسطينية، في المقابل قالت إسرائيل إن الوفاة ناجمة عن إصابة جرادات بـ «أزمة قلبية». وشيع آلاف الفلسطينيين جنوب الضفة جثمان الشهيد. وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية. ورأى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن الشارع الفلسطيني «يعيش الآن مرحلة الانتقال من المشاعر التضامنية والاعتصام إلى مرحلة الحراك العملي وهذا شيء جديد»، معتبراً أن ذلك «قد يقود إلى مزيد من الحراك في مواجهة الاحتلال». وأضاف أن «هذا الحراك الجماهيري قابل للتوسع والانتشار في المدن الفلسطينية ليكون حالة جديدة من التضامن الفعلي ضد الاحتلال». واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بأنها تريد نشر الفوضى في الأراضي الفلسطينية مؤكداً أن وفاة جرادات «لا يمكن أن تمر ببساطة». وقال عباس في خطاب في المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية في رام الله إن «الإسرائيليين يريدون الفوضى عندنا ونحن نعرف ذلك ولن نسمح لهم» بذلك. وأعلن الرئيس الفلسطيني الخميس الماضي أنه سيضع قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على رأس جدول أعمال لقائه المرتقب مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي سيزور الأراضي الفلسطينية المحتلة الربيع المقبل، إلى جانب قضية الاستيطان. واكد سويلم ان رفع قضية الأسرى على المستوى السياسي الفلسطيني ياتي «بسبب الحراك القائم في الشارع الفلسطيني واعتبار قضية الأسرى واحدة من القضايا المباشرة المهمة إلى جانب الاستيطان». من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن قضية الأسرى وضعت نفسها «بقوة» في الشارع الفلسطيني وعلى الأجندة السياسية نتيجة أشهر من الحراك الفعلي في السجون الإسرائيلية. وشهدت السجون الإسرائيلية منذ العام الماضي اضرابات عن الطعام قام بها معتقلون إداريون. وما زالت هذه الإضرابات متواصلة بل اتسع نطاقها ليخوض 11 أسيراً فلسطينياً حالياً الإضراب المفتوح عن الطعام بحسب نادي الأسير. ورأى مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى الفلسطينية عبد الناصر فراونة أن هذه الإضرابات في السجون الإسرائيلية هي الدافع لهذا الاهتمام الكبير. وقال فراونة «لم يكن هناك اهتمام عام بقضية الاسرى لكن الوضع يختلف اليوم وبالتأكيد سيكون لهذا الحراك انعكاسات على أي مفاوضات سياسية مقبلة». واكد منسق القوى الفلسطينية وسط الضفة الغربية عصام أبو بكر أن التظاهرات والإضرابات التضامنية منتشرة «في مدن الخليل وجنين وطولكرم ونابلس ورام الله». وأضاف أن «الامور ستتفاعل وهي مرشحة للتصعيد خاصة مع اقتراب زيارة اوباما»، مؤكدا «لن نتراجع عن المطالبة بتحديد جدول زمني لإطلاق سراح الأسرى». وتابع «نقوم الآن بصياغة برنامج جديد للفعاليات والمواجهة مع قوات الاحتلال بهدف ارسال رسالة لإسرائيل والعالم بان الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ما يتعرض إليه من اعتداءات».ودعت إسرائيل السلطة الفلسطينية مرة أخرى إلى التصرف «بمسؤولية» ومنع العنف في الضفة الغربية إثر استشهاد جرادات. وتناولت الصحف الإسرائيلية خشية المسؤولين الإسرائيلين المنيين والجيش من تصعيد الوضع الأمني في الضفة الغربية، مشيرة إلى حالة تأهب بين أفراد الجيش وقوات الأمن.«فرانس برس»
International
الفلسطينيون يبدؤون الحراك تضامناً مع الأسرى
26 فبراير 2013