حاوره - وليد عبدالله:عندما تعود بالذاكرة للجيل الكروي البحريني الذين بزغ فجرهم في نهاية الثمانينات وتمكنوا في التسعينات من تقديم أروع المستويات الكروية، يجول في خاطرك اسمه الذي لمع في تلك الفترة ونجح مع القلعة المحرقاوية من الظهور بصورة متميزة كمهاجم قناص وساهم مع فريقه في اصطياد البطولات المحلية والمنافسة على البطولات الخارجية، كما ونجح في تحمل المسؤولية كلاعب وقائد في منتخبات الفئات العمرية والمنتخب الأول. بدأ مشواره الكروي في فريق المدرسة بنادي المحرق عام 79 تحت قيادة المدرب الوطني القدير أحمد بن سالمين ومساعده المدرب الوطني القدير أحمد صالح الدخيل. بعدها انتقل لفريق فئة الأشبال بالنادي في موسم 80-81 الذي تزامن وانطلاق أول دوري مخصص لهذه الفئة. ونجح مع فريقه في إحراز اللقب. وفي الموسم الذي يليه نجح كذلك في تحقيق لقب الدوري ومسابقة الكأس التي استحدثت في ذلك الموسم. وفي موسم 82-83، انتقل لفئة الناشئين، وحقق معه لقب الدوري والكأس لموسمين متتالين. وفي الموسم الثالث في هذه الفئة تم ترفيعه لفئة الشباب من أجل الاستفادة من إمكاناته كمهاجم قناص في الفريق الأول. وكان أول ظهور له مع فريق الكبار بالنادي موسم 87-88 تحت قيادة المدرب الوطني القدير خليفة الزياني، حيث حقق مع الفريق لقب الدوري ونجح في تحقيق الإنجاز الشخصي الأول على مستوى هذه المسابقة في إحرازه لقب هداف الدوري. وقد لمع وذاع صيته على مستوى الكرة البحرينية، ونجح في إحرازه للقب الدوري 6 مرات ولقب مسابقة كأس جلالة الملك المفدى بمسماه القديم "كأس الأمير” 7 مرات. وأحرز طيلة تواجده مع الفريق لقب هداف مسابقة الدوري 5 مرات: موسم 87-88، 89-90، 90-91، 91-92 و92-93. واستطاع كذلك من تحقيق المركز الثاني على مستوى هدافي الوطن العربي في الموسم 84-85. بدأ مشواره في المنتخبات الوطنية في عام 84 عندما تم اختياره لمنتخب الناشئين وتدرج حتى وصل للمنتخب الوطني. اعتزل كرة القدم في موسم 2000-2001. حالياً، له نشاط متميز على مستوى دعم ناديه المحرق، وذلك من خلال مجلس جماهير النادي. هو المهاجم الدولي السابق محمد صالح الدخيل، الذي التقت به "الوطن الرياضي” وأجرت معه هذا الحوار واستعرضت معه أهم المحطات في مسيرته الكروية والأجواء التي عاشها في دورات كأس الخليج وتطلعاته بالنسبة لمنتخبنا الوطني في خليجي 21.لعبت التاسعة والعاشرة والـ 13وفي سؤال "الوطن الرياضي” عن مشاركته في دورات كأس الخليج والأجواء التي عاشها في تلك الدورات، أجاب قائلاً: "كانت دورة الخليج التاسعة في السعودية عام 88 بدايتي في دورات الخليج، حيث لعبت 3 دورات هي التاسعة والعاشرة في الكويت عام 90 وخليجي 13 في عمان عام 96. كنت أمني نفسي في معانقة الكأس الخليجية الغالية، إلا أن الظروف والحظ لم يخدمنا. وكانت لعنة الإصابات قد تسببت بعدم ظهوري بالصورة المطلوبة في تلك الدورات. وكانت الدورة الوحيدة التي أعددت لها بالصورة المطلوبة دورة خليجي 13 في عمان، بعد غيابي عن خليجي 11 و12 بسبب الإصابة. ولكن على الرغم من ذلك لم تخدمنا الظروف ولا الحظ في تحقيق الأهم في الدورات بحمل الكأس على الرغم من وجود أسماء كبيرة في المنتخب البحريني”. وأضاف: "وأما عن الأجواء التي عشتها في الدورات الثلاث، فالدورة تختلف اختلافاً كلياً عن البطولات التي شاركت فيها سواء على مستوى النادي أو حتى على مستوى المنتخب، فلها طابعها وطقوسها الخاصة من حيث التحضير والتعامل مع المباريات. وكان ما يميزها تجمع المنتخبات في فندق واحد، واهتمام العائلة والقيادات الرياضية الخليجية بهذه الدورة. حيث كنا نستمتع بأحاديث وتصريحات هرم الرياضة سعادة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وأحمد الفهد الصباح والأمير الراحل فيصل بن فهد آل سعود. ناهيك عن الدور الإعلامي لوسائل الإعلام الخليجية التي ساهمت وبشكل فعال في التعريف بالبطولة ونشرها ليس على المستوى الآسيوي فحسب، وإنما على المستوى العالمي”.أفضالها رياضية واقتصاديةوواصل الدخيل حديثه قائلاً: "اعتبر دورات كأس الخليج النواة الحقيقية لتأسيس كرة القدم الخليجية على الوجه الصحيح. فلقد ساهمت الدورات برفع المستوى الفني لكرة القدم الخليجية، حيث وجهت بصورة مباشرة وغير مباشرة الحكومات الخليجية للاهتمام بالقطاع الرياضي وبخاصة لعبة كرة القدم في توفير البنية التحتية التي تتناسب وإقامة المباريات والدوريات التي تسهم في تطور وارتقاء كرة القدم. وأبرز المساهمات التي قدمتها دورات الخليج، في أن الكرة الخليجية تواجدت في نهائيات كأس العالم، ناهيك عن التطور الذي شمل جميع الألعاب الرياضية، كما وأنها ساهمت في حصول دولة قطر على حق استضافة كأس العالم 2022. ومن مساهمات الدورة على المستوى الاقتصادي، فيها أن قامت بتنشيط الحركة التجارية والسياحية في البلد المضيف، مما يسهم في حصول ذلك البلد على المردود المادي من هذه الدورات”.قصة اختياري وإنجاز تشيلي!وبالنسبة لقصة اختياره لتمثيل المنتخبات الوطنية، قال الدخيل: "القصة بدأت عام 84، عندما تم استدعائي لتمثيل منتخب الناشئين في تصفيات كأس آسيا في العراق تحت قيادة المدرب الوطني القدير إبراهيم أحمد والمدرب المساعد المدرب الوطني القدير عبدالعزيز أمين. وقد توجهنا في 85 للعراق لخوض التصفيات وكانت مجموعتنا تضم البلد المضيف والكويت. وكان يتزامن وجودنا مع تواجد منتخبنا للشباب الذي يخوض نفس التصفيات وفي المجموعة التي تضم العراق، الكويت وعمان. وقد نجحنا في التأهل للنهائيات كأس آسيا للناشئين بقطر عندما فزنا على العراق بثلاثة أهداف لهدف وسجل هدفاً في تلك المباراة، وعندما اكتسحنا الكويت برباعية نظيفة حملت توقيعي. لم نوفق في النهائيات الآسيوية، ومن ثم عدنا للوطن. وتم اختياري لتمثيل منتخب الشباب الذي نجح في التأهل للنهائيات التي من المقرر أن تقام في السعودية. حيث كان يقود المنتخب المدرب الوطني القدير الجنرال سلمان شريدة، الذي راهن على اختياري رغم اعتراض الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والمرحوم جميل الجشي. وفي أول مباراة لي في النهائيات مع منتخب الشباب كانت أمام كوريا الجنوبية، التي نجحنا من خلالها بالفوز بهدف نظيف نجحت في تسجيله. وفي المباراة الثانية وأمام كوريا الشمالية، نجحنا في تحقيق الفوز بنفس النتيجة وبهدف قمت بتسجيله. وفي مباراة بنغلاديش، نجحنا في الحصول على فرصة التأهل للدور قبل النهائي، عبر الفوز بنتيجة 4 أهداف دون رد نجحت خلالها من تسجيل "هاتريك”. وفي المباراة قبل النهائية أمام منتخب قطر، استطعنا من تحقيق الفوز بهدفين سجل الأول علي بوشقر فيما قمت بتسجيل الهدف الثاني بيدي، وسط احتجاجات لاعبي قطر الذين طالبوا بإلغاء الهدف. تأهلنا للمباراة النهائية لملاقاة المنتخب السعودي الذي فاز علينا بشق الأنفس وفي الشوط الإضافي الثاني بهدف نظيف”. وأضاف: "تأهلنا نحن والسعودية لنهائيات كأس العالم بتشيلي 86. ولم يحالفنا الحظ في تلك المشاركة من تقديم المستوى الفني المطلوب، نظراً لقوة المنتخبات التي واجهناها. وقد نجحت في مباراة أسكتلندا من إحراز هدفنا الأول الذي اعتبره أول إنجاز شخصي لي في مسيرتي الكروية، والذي لم يكسر حتى الآن، وذلك بسبب عدم تأهل أي منتخب من المنتخبات الوطنية من الفئات وحتى المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم بعد تأهلنا لتشيلي”.الأحمر «يحلمون»!!وفي سؤال "الوطن الرياضي” عن حظوظ المنتخب الوطني في خليجي 21 وتطلعاته للأحمر في هذه المشاركة، أجاب الدخيل قائلاً: "بالواقع الحقيقي الذي يعيشه منتخبنا الآن وبالتحضيرات التي خاضها، لا أعتقد أن منتخبنا سيوفق في تحقيق كأس خليجي 21، رغم الأماني والتطلعات التي تعتلي جميع الجماهير البحرينية. فدائماً ما أتذكر أغنية الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله بعنوان يحلمون، والتي أشبهها الآن بواقع المنتخب! فهناك أسئلة كثيرة أهمها، لماذا تم تأخر اتحاد الكرة عن الاستغناء عن المدرب تايلور؟ لماذا تأخر تواجد كالديرون مع المنتخب؟ لماذا لم يتم اختيار الحارس عبدالله الكعبي وصالح عبدالحميد، اللذين يعتبران من اللاعبين الشباب المتميزين في الكرة البحرينية؟ لماذا يتم استبعاد رينغو بهذه الصورة ويتم الاستعانة به في اليوم التالي؟ هناك تخبط ولا يوجد تخطيط واضح، رغم جهود اتحاد الكرة في توفير كافة متطلبات المنتخب”.كلمة أخيرةوختم الدخيل الحديث قائلاً: "حملتا البحرين قلب واحد وكلنا الأحمر انطلقتا لدعم المنتخب والتحشيد الجماهيري لمنتخبنا الوطني. فيجب على لاعبينا الوعي لذلك والدخول في تحدٍ مع أنفسهم ومع الجماهير، والإصرار على الدخول لخليجي 21 بهدف نيل اللقب ولا غير ذلك، من أجل كسب الرهان أمام الجماهير البحرينية التي لن تعجز أبداً عن دعم المنتخب في هذه المشاركة المهمة”.