كتبت ـ عايدة البلوشي: من يمسك زمام الاقتصاد الأسري الرجل أم المرأة؟ وأيهما أبعد عن الإسراف وأقرب للتوفير؟ المشاركة بالإدارة أفضل أم تبادل الأدوار؟.. جملة أسئلة تطرحها إشكالية الإنفاق الأسري، ومبررات ضبطها وترشيدها.الرجال رأوا أنفسهم الأقدر على تولي مهام المصروفات، باعتبار المرأة أكثر إسرافاً وتبذيراً، بينما ذهبت النساء عكس ذلك تماماً، وآخرون اختاروا الوسط.. المرأة تُقرر والرجل يدفع.قيادة الرجل شكليةيرى علي صلاح أن الرجل يقود ميزانية الأسرة شكلياً «هو لديه المال صحيح.. لكن ليس بيده صرفه كما يشاء»، ويضيف «قائمة مطالب المرأة لا تنتهي منذ مطلع الشهر وحتى نهايته، وعلى الرجل المسكين التنفيذ والتلبية دون نقاش».ويسأل علي «أي إدارة هذه؟.. الرجل يتحمل عجز الميزانية والمرأة مسببها، ومع ذلك هي دائمة الشكوى أين صرفنا كل هذا المبلغ الكبير؟».ويزعم أحمد عبدالله أن الرجل هو الطرف الأقدر على إدارة اقتصاد الأسرة «الرجل غالباً ما يدير بالعقل والحكمة بينما المرأة تسيرها العاطفة».ويضيف «الرجل هو من ينفق على الأسرة، وأعتقد أن إدارة الاقتصاد الأسري يجب إسنادها إليه، بينما تساعده المرأة في تخطيط ميزانية تتماشى مع المطالب».ويفضل حسن أنور سياسة «تحديد الأدوار» ويقول «اقتصاد المنزل مسؤولية الرجل بالمقام الأول، وهذا لا يعني إلغاء دور المرأة في التخطيط». المرأة مظلومةوينظر حمزة سالم للمرأة بوصفها الطرف المبذر في معادلة الاقتصاد الأسري «المرأة ترتبط بالسوق بعلاقة قوية، ومناسباتها لا تنتهي.. زواج.. عيد ميلاد.. حفل استقبال.. والمحصلة إنفاق مستمر وعجز منتصف الشهر».ويشير عبدالله إسماعيل إلى صعوبة تحديد المسؤول عن اقتصاد المنزل «الحياة الزوجية علاقة مشتركة بين الرجل والمرأة، والأنسب وضع خطة مشتركة وتحديد أولويات الإنفاق». وتفند فريدة علي الصورة غير الواقعية المطبوعة في أذهان الكثيرين ومفادها أن المرأة محبة لإنفاق المال «أحياناً يقال عنها مبذرة، وتتحمل دوماً مسؤولية الأزمات المالية دون وجه حق». وتضيف «هناك نساء أثبتت الظروف أنهن الأفضل لقيادة الإنفاق الأسري» وتزعم «إذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فوراء كل أسرة ناجحة امرأة مدبرة». وتسرد تجربتها في مسك زمام اقتصاد الأسرة «كان زوجي من يدير الميزانية، وفي نهاية كل شهر نقف حائرين أمام مطالب الأطفال المتزايدة، وغالباً لا نستطيع تلبيتها ونؤجلها لحين استلام الراتب».في الفترة الأخيرة اضطر زوج فريدة للسفر خارج البحرين لمدة شهرين «أدرت الميزانية بنفسي، ورأيت أن المبلغ المخصص يكفي حتى نهاية الشهر» وتواصل «قررنا بعدها أن نضع خطة مع بداية كل شهر وأنا صاحب اليد الطولى بتنفيذها».