شاك هاغل السيناتور السابق الذي عين وزيراً للدفاع في أمريكا، جمهوري مشهور بصراحته يتهمه البعض في معسكره بانه ليس قريبا بما يكفي من إسرائيل أو بسذاجته حيال الملف الإيراني. والمعروف عن هاغل وهو من المحاربين القدامى في فيتنام، أنه من غير المتحمسين لزج الجيش الأمريكي في نزاعات في الخارج وستكون مهمته في حال ثبت مجلس الشيوخ تعيينه خفض نفقات البنتاغون. وهاغل البالغ من العمر 66 عاماً، معروف بصراحته واستقلاليته وهو لم يتردد في مناهضة حزبه خلال الحرب على العراق. وقال السيناتور المحافظ عن نبراسكا لتبرير مواقفه «لا شيء في القسم الذي اديته لدى تولي مهامي ينص على إعلان ولائي للحزب الجمهوري والرئيس بوش». وعلى هاغل، ثاني جمهوري يعينه باراك أوباما على رأس البنتاغون بعد روبرت غيتس، التعامل مع اقتطاعات في الموازنة العسكرية «الضخمة» وتنظيم الانسحاب من أفغانستان ومراقبة الوضع في إيران وسوريا عن كثب. لكن تثبيته في هذا المنصب في مجلس الشيوخ لن يكون مهمة سهلة. وحتى قبل إعلان الرئيس أوباما اختياره، نشر معارضون انتقادات شديدة اللهجة في الصحف. وترى صحيفة «واشنطن بوست» التي تتهمه بانه لا يقف دائماً إلى جانب إسرائيل أو بسذاجته لمعارضته العقوبات المفروضة على طهران، بانه «الخيار الخاطئ في التوقيت الخاطئ». ويرى عدد من البرلمانيين أنه يفتقر إلى اللباقة، ويقول مايكل أوهانلون المحلل العسكري في «بروكينغز انستيتيوشن» إن ذلك ينعكس في «الطريقة التي يعبر فيها عن آرائه وليس فقط المواقف التي يتخذها». وحول النزاع العراقي، وصف هاغل الذي كان ضمن قائمة المرشحين لتولي منصب نائب الرئيس في عهد جورج بوش، أداء الإدارة بانه «يفوق الرداءة» وأن إرسال تعزيزات اعتباراً من 2007 «أخطر قرار في مجال السياسة الخارجية منذ حرب فيتنام». لكن هذه السياسة سمحت للأمريكيين بقلب المعادلة على الأرض. وقد نشأ هاغل في أسرة فقيرة وكان والده مدمنا على الكحول وعنيفاً أحياناً، وخدم في فيتنام في وحدة المشاة مع شقيقه الأصغر توم. وفي أدغال دلتا ميكونغ أصيب مرتين ونال لذلك عدة ميداليات. وأنقذ توم وتشاك كل واحد بدوره حياة الآخر إذ قام توم بوقف النزيف الذي أصيب به تشاك في الصدر نتيجة شظايا وعمد تشاك بعد شهر إلى إخراج شقيقه الفاقد الوعي من دبابة مشتعلة اثر انفجار لغم ارضي بها. وأصيب تشاك نتيجة لذلك بحرق في الوجه. ولدى عودته من فيتنام، عمل في عدة وظائف قبل أن ينال وظيفة ضمن فريق سيناتور نيبراسكا. ولدى وصول رونالد ريغان إلى سدة الحكم، أصبح الرجل الثاني في وزارة المحاربين القدامى ولم يتردد في الاستقالة احتجاجاً على الاقتطاعات في رواتب المحاربين التقاعدية. وانتقل بعدها إلى القطاع الخاص وأنشأ شركة للهواتف النقالة، جعلت منه مليونيراً. وفي مجلس الشيوخ حيث هو عضو في لجنة الشؤون الخارجية، ربطت هاغل صداقة بالجمهوري جون ماكين والديمقراطي جو بايدن وباراك أوباما الذي رافقه خلال زيارات ميدانية إلى العراق وأفغانستان. حتى أنه أراد في 2008 خوض السباق إلى البيت الأبيض ثم رفض تقديم دعم لماكين لأنه يعارض مواقفه المؤيدة للحرب. ثم أعرب هاغل عن استعداده ليصبح نائبا للمرشح أوباما في حال اقترح عليه ذلك.«فرانس برس»