كتب-علي محمد:أثارت خسارة المنتخب السعودي في مباراته الأولى في كأس العالم أمام العراق العديد من التساؤلات حول مصير المدرب الهولندي فرانك ريكارد والجدوى من بقائه على رأس الإدارة الفنية بعد مرور أكثر من عام لم يتمكن خلالها من ترك بصمة واضحة على أداء «الأخضر».و بدا المنتخب السعودي تائها بلا هوية أو ملامح حيث غلب على أدائه العشوائية والارتجال وهو ما تجسد جلياً بعدم تخصيص لاعبين معينين لتنفيذ الكرات الثابتة وهو الأمر الذي علق عليه نجم الكرة السعودية السابق ماجد عبدالله «لم توكل مهمة تنفيذ الكرات الثابتة للاعب معين، يبدو أن اللاعب الأقرب للكرة هو من يأخذ زمام المبادرة لتنفيذها».و ظهر المنتخب بصورة باهتة تختلف كلياً عن تلك التي كشف عنها أمام المنتخب الأرجنتيني في آخر ظهور له قبل انطلاق منافسات البطولة الخليجية والتي وقف خلال ندا لميسي ورفاقه .و لكن ريكارد فضل تجربة خطة جديدة أمام العراق بالزج بمهاجمين هما ناصر الشمراني والمخضرم ياسر القحطاني الذي أثار قرار استدعائه وعدوله عن الاعتزال الدولي ضجة كبيرة في الشارع السعودي.ورفض أكثر من لاعب سعودي ارتداء شارة القيادة بعد استبدال القحطاني وهو ما ينبئ بتسيد الفوضى وعدم احترام القميص الأخضر من قبل اللاعبين.والأمر الذي لمح إليه نجم المنتخب السعودي السابق فهد الهريفي «في السابق كنا نجبر أنفسنا على التحامل على إصاباتنا من أجل المشاركة وعدم استبعادنا من القائمة ولكن الحال تغير الآن، من المؤسف أن يقوم المدرب بترجي لاعب قدم اعتذاراً رسمياً عن الانضمام».وأُجبر ريكارد على اللعب بلاعبين يغلب على أدائهما الطابع الدفاعي البحت في وسط الميدان وهما كريري والموسى بعد رفضه استدعاء محمد نور وهو ما أفقده ميزة صناعة اللعب والاختراق من العمق.أخطاء ريكارد و تخبطاته في القيادة الفنية للمنتخب أثارت الحيرة والاستغراب في نفوس المتابعين حتى أن بعض الإعلاميين ذهب للإشارة بأن الهولندي تعمد الخسارة فسخ عقده و إلزام الاتحاد على دفع قيمة الشرط الجزائي الضخمة.و يعتقد الكثيرون أن غياب نجوم من طراز نايف الهزازي وأحمد الفريدي ترك أثراً واضحاً على أداء «الأخضر» أمام العراق، حيث كان يعتبر مهاجم الاتحاد ورقة رابحة خاصة مع تتالي الكرات العرضية وتفوق دفاع «أسود الرافدين» وذلك نظراً لإجادته للألعاب الهوائية، فيما يمكن أن تفيد مهارات الفريدي وتمريراته المباغتة في صنع الفارق في أي لحظة.و كان ريكارد قد قال بعد توقيعه العقد مع المسؤولين السعوديين والذي جعله أحد أغلى المدربين على مستوى العالم براتب يتجاوز السبعة ملايين يورو وهو ما يفوق ما مدربين كبار «سأعمل على إرساء الأسس اللازمة لتحقيق النجاح، يجب على الكرة السعودية أن تخلق الفلسفة الكروية الخاصة بها على غرار برشلونة الإسباني.و لكن طموحات مدرب برشلونة السابق لم تترجم حرفياً على أرض الواقع، حيث عاشت السعودية عاماً مخيباً للغاية تحت قيادته لتهوى إلى المركز 126 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وهو أسوء تصنيف في تاريخها.كما أخفق ريكارد في قيادة السعودية للتأهل للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم بعد حلوله ثالثاً خلف المنتخبين الأسترالي والعماني و هو ما عصف بمجلس إدارة الاتحاد السعودي بأكمله والذي قدم استقالته أنذاك.و انقسمت الآراء حول ريكارد، ففي حين يرى البعض بأن ايكال مهمة تدريب المنتخب السعودي لمدرب عالمي كريكارد كان خطأ من الأساس نظراً للفوارق يرى الآخرين بأن ريكارد مجرد مدرب محظوظ صنع سمعته بأقدام لاعبي برشلونة العباقرة وهم يستندون في رأيهم على النتائج السلبية التي حققها الهولندي رفقة غلطة سراي التركي.
هل يروي نفط الخليج عطش ريكارد؟
09 يناير 2013