قال وزير الصحة صادق الشهابي إن مجانية الخدمات الصحية لم تعد خياراً سهلاً أمامنا والتأمين الصحي أصبح ضرورة وسط التقلبات العالمية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مؤكداً أن تمويل الخدمات الصحية أكبر تحدٍّ يواجهنا اليوم لتحقيق رضا جميع الأطراف ذات الصلة. وأفتتح صادق الشهابي أمس مؤتمر وزراء وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الرابع والسبعين بفندق «السوفوتيل» بالزلاق، بحضور وزراء الصحة بدول «التعاون» والأمين العام لمجلس التعاون د.عبداللطيف الزياني.وأشار صادق الشهابي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إلى أن ارتفاع معدل الحياة في بلداننا الخليجية وزيادة نسبة المسنين وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة إلى جانب ارتفاع كلفة الأدوية والأجهزة الطبية وقلة عدد الاختصاصيين الصحيين وارتفاع كلفة تشغيلهم، جعلتنا أمام مفترق طرق لتحقيق الحياة الصحية المتميزة للمواطنين من ناحية وبين الموازنة في توفير الدعم المالي لتقديم هذه الخدمات من ناحية أخرى.وأوضح أننا اليوم في الدول العربية عامةً ودول مجلس التعاون خاصةً وأمام التحديات التي تواجهنا لا نملك إلا أن نوحد جهودنا ونتكاتف ونتعاضد لمواجهة هذه التحديات لنخرج بأقل الأضرار الصحية على شعوبنا؛ التي ما فتئت تطالبنا بتقديم المزيد من الخدمات الصحية ذات الجودة والكفاءة العالية. وأضاف «إنني لا أخفيكم حديثاً حين أقول إن شعار وهاجس «الصحة الأمثل للجميع» وبأفضل الوسائل وبأعلى المعايير يتملكنا جميعاً في كل وقت ومكان؛ مما يجعلني أتساءل دوماً: هل نجحنا في تخطي العقبات ومواجهة التحديات في القطاع الصحي بما يرضي ضمائرنا ويعود بالنفع على مواطنينا ويرتقي بأوطاننا لتكون في مصاف الدول المتقدمة؟؟؟ أم أحسب أننا مازلنا نجتهد في أول الطريق».وقال الشهابي «إننا ندرك أن الطريق أمامنا طويل ويحتاج إلى تكاتفنا جميعاً، وإلى وضع خطط واستراتيجيات واضحة، كما يتطلب منا انتهاج برامج تدريبية جادة للقوى البشرية الوطنية، وإلى مزيد من الاهتمام بالبحث العلمي في المجال الطبي بطريقة تلائم وتناسب القرن الحادي والعشرين وما بعده، بما ينقلنا إلى آفاق أرحب وأوسع نستطيع بها مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهنا، وأكاد أجزم بأن وحدتنا وعملنا المشترك مع إخلاص النوايا والعمل سيقودنا حتماً -بإذنه تعالى- إلى تحقيق ما نصبو إليه من مرامي الخير والتقدم والازدهار والنماء لبلداننا وشعوبنا».بيئة صحية ملائمةوقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس أولوا القطاع الصحي اهتماماً بالغاً تمثل في إصدار المجلس الأعلى عدداً من القرارات التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية في دول المجلس والارتقاء بها، وتوفير البيئة الصحية الملائمة لحياة أفضل للإنسان الخليجي.وأشار د.عبداللطيف الزياني إلى أنه من يمن الطالع أن يأتي انعقاد هذا المؤتمر في أعقاب اختتام الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون والتي عقدت في نهاية شهر ديسمبر الماضي في مملكة البحرين، والتي برهن خلالها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على اهتمامهم بالتنمية المستدامة للإنسان الخليجي بكافة شرائحه، والتي تمثل الصحة إحدى ركائزها الأساسية، مشددين على ضرورة أن تكون جهود دول المجلس، في كافة المجالات التي تعنى بالمواطن، متوافقة ومتناغمة تصب جميعها نحو هدف واحد وهو أمن ورفاه المواطن الخليجي.وأشاد بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وما تضمنته من دعوة إلى إنشاء مركز علاجي ووقائي متقدم لمرضى السرطان والأمراض المزمنة تشارك في إنشائه دول مجلس التعاون ويخدم كافة مواطنيها وهي دعوة حكيمة تعبر عن إيمان سموه الراسخ بأهمية التكامل الخليجي المشترك في كافة المجالات التي تخدم الإنسان الخليجي وتوفر له البيئة الملائمة لحياة أفضل. وأضاف الزياني أن قادة دول المجلس وجهوا منذ اعتمادهم في الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى للخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية، التي أعدت من مجلسكم، بالمتابعة المباشرة ورفع تقارير عن سير الخطة وفاعليتها، مع توضيح الخطوات والإجراءات التنفيذية المتخذة مشفوعة بالإحصاءات والتوصيات إلى المجلس الأعلى، تأكيداً على حرصهم على تحقيق الصحة المستدامة لأبناء دول المجلس.