كتب - حسن خالد:يعد الأسلوب الهجومي المباشر أحد أبرز الأساليب استخداماً في كرة القدم الحديثة، هذا الأسلوب الذي ظهر كسلاح أمام الأسلوب الدفاعي والذي ابتكره هيلينيو هيريرا في منتصف الستينات.نستطيع أن نقول بأن مارينوس ميشيل هو الأب الروحي لهذا الأسلوب عندما ابتكره مع فريق أياكس الهولندي عندما أراد أن يجد حلاً لفريق الأنتر الميلاني الذي اكتسح البطولات حينها، وتمكن بالفعل من تحقيق حلمه والظفر بثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا.نجد بأن الأسلوب الهجومي المباشر غائب نسبياً عن أغلب الفرق العربية والخليجية خاصة، ولأسباب عديدة ليس لسبب محدد، نحتاج في المقام الأول لعملية موازنة عقلانية بين الموارد المستخدمة والخطط المطروحة واللاعبين المناسبين لقيادة هذا المشروع، فنحن نستطيع أن نصنع لاعبينا ورياضتنا من خلال أكاديميات تزرع في اللاعبين الحمض النووي الاحترافي والتأهيل أخلاقياً وثقافياً وبدنياً، حتى يخرج من العباءة المحلية إلى العباءة الخارجية لو أمكن ذلك، ولدينا العديد من اللاعبين المؤهلين ومنهم غير المؤهلين الذين ذهبوا للتجربة في الأندية الإنجليزية عندما تولى رجال الأعمال الخليجيون زمام رئاسة الأندية الأوروبية، فلاعب كبدر المطوع احتاج هذه النقلة النوعية في مسيرته لأنه وصل للذروة في الدوري الكويتي ولابد من أن يصل لمستوى أعلى وانتقل كما هو الحال للحارس الأنيق خالد الرشيدي، بينما لايزال حسين فاضل والذي انتقل بمعيتهم للنادي الإنجليزي المزيد من التأهيل في مستواه، وكما أشارت صحيفة الصن الإنجليزية قبل شهر من الآن تقريباً سعادة الجمهور الإنجليزي من المطوع والرشيدي ولم تذكر في خبرها حسين فاضل، هل لأنه غير مؤهل ؟.. يبدو نعم الكافي لخوض التجربة الاحترافية، فمن التجربة الاحترافية والقيم التي تحتويها نستطيع أن نطبق العمل الهجومي المباشر الذي يحتاج وبشكل كبير للياقة وقدرة وطاقة بدنية هائلة بدلاً عن الانضباطات التكتيكية المنتشر وبكثرة في الأساليب الدفاعية الثابتة. أيضاً من الأسباب التي تعيق العمل الرياضي في الشروع إلى الأسلوب المباشر في الهجوم هو غياب المنظومة الاحترافية الكاملة الناضجة، والناضجة بما أقصد هو العمل بأخلاقيات المهنة ومبادئها، وذلك بتكوين خطة تأتي من مشروع وطني واضح المعالم، يكون أعضاؤه معروفين ومؤهلين في الدرجة الأولى، وكما هو معلوم فإن للإدارة دراسات وخصوصاً في العصر الحالي، أصبحت للإدارة الكروية تخصصات ومداخل علمية كثيرة يتمكن من خلالها الإداري بتنمية مواهبه ومهاراته في تشكيل قدرة أكبر مما هو عليها في العمل الإداري الكروي كما هو موجود حالياً في الإمارات وفي نادي برشلونة وأياكس اللذين أصبحا كالمشتت والضائع إذا لم يتماشوا وفق خطتهم واستراتيجياتهم ومن ثم يرسموا خطة وخريطة احترافية حداثية ليبنوا جيلاً من المواهب حتى يكونوا مؤهلين لخوض الاحتراف ومن ثم تطبيق أي أسلوب يريدونه.
التكتيك الخليجي.. بين هيريرا ومارينوس!
10 يناير 2013