كتب- يعقوب الياسي: ثمة تطور صاحب مستوى منتخب العراق (أسود الرافدين) وخصوصاً خلال بطولة كأس الخليج العربي الـ 21 المقامة حالياً على أرض مملكة البحرين فكان هذا الموضوع موضع تناول المحللين والمراقبين منذ فترة ليست بالبعيدة وهو بخصوص من هو صاحب الفضل في تجهيز القاعدة الرئيسة وإعداد المنتخب العراقي ليخرج بهذه الصورة التي أبرهت الجمهور العراقي والخليجي والعربي قبل خوض مباريات تصفيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل وتحديداً في بطولة خليجي الـ21، والسؤال الذي يطرح نفسه فهل هو المدرب البرازيلي زيكو والذي انسحب في وقت لا يحسد عليه منتخب أسود الرافدين أم المدرب العراقي حكيم شاكر مدرب منتخب شباب العراق والذي تسلم قيادة الفريق خلال فترة حرجة التي لا تتعدى أسبوعين من انطلاقة بطولة كأس الخليج العربي الـ 21.ويؤكد مراقبون أن المدرب البرازيلي زيكو فعلياً لم يقدم شيئاً من ناحية الإنجازات على مستوى المنتخب ولكن تمكن بالفعل من بناء فريق قوي يمكنه المنافسة في المستقبل بالرغم من تسلمه مهام قيادة المنتخب الوطني العراقي قبل ستة أيام فقط من انطلاق التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، ولقد حرص المدرب البرازيلي زيكو من أول لحظة لتوليه القيادة لمنتخب أسود الرافدين والكادر التدريبي الذي معه على متابعة مباريات الدوري العراقي ومتابعة اللاعبين المحترفين بالخارج إما عبر النقل التلفزيوني أو الذهاب للملاعب, لكي يتسنى للكادر التدريبي اختيار أفضل اللاعبين المتواجدين في الدوري ومحاولته لبناء فريق قادر على نيل الألقاب والتأهل إلى المونديال وكما إنه استعان بأحد المدربين العراقيين لمساعدته على الاختيار ولا أحد ينكر أن المدرب زيكو استطاع تخريج بعض اللاعبين من صناعته البرازيلية خلال الفترة التي قضاها مع المنتخب.وبعد الانسحاب المفاجئ للمدرب البرازيلي زيكو لأسباب فنية بينه وبين الاتحاد العراقي تم ترشيح مدرب منتخب الشباب العراقي حكيم شاكر لقيادة منتخب أسود الرافدين بشكل مؤقت خلال فترة كأس الخليج بناء على النتائج الإيجابية التي حققها مع منتخب الشباب ووصوله لبطولة كأس العالم للشباب، وكما صرح قبل ذلك أن يتشرف لخدمة العراق حتى لو كان لدقيقة واحده، ومن أهم ما قام به المدرب العراقي هو عمل توليفة بين العناصر الشبابية وعناصر الخبرة للمزج بينهم وللوقوف على انسجامهم قبل انطلاق بطولة كأس الخليج الـ21، ويعد قرار استدعاء المهاجم النجم يونس محمود (السفاح) من أهم القرارات التي تم اتخاذها خصوصاً بعد قرار استبعاده من قبل المدرب زيكو البرازيلي وذلك بسبب الخلاف الذي كان بينهما، وكذلك ضم بعض النجوم الشباب والمحترفين واستطاع تحقيق الانتصارات خلال بطولة كأس الخليج وتقديم ما هو مأمول من المنتخب خلال الفترة القصيرة التي قضاها بالتغلب على أهم المنتخبات الخليجية ومنهم منتخب السعودية ومنتخب الكويت.بعد هذه المداولات والمناقشات التي صالت وجالت بين المراقبين فقد توصلوا إلى أن المدرب زيكو بالفعل وضع بصمته البرازيلية من حيث بناء الفريق وتجديد الدماء وعمل قاعدة يرتكز عليها أي مدرب يأتي من بعده بالرغم أنه لم يحقق أي إنجاز وهذه نقطة تحسب له، إلا أن على الجانب الآخر والذي يخص المدرب العراقي حكيم شاكر أنه استطاع عمل ما لم يستطع المدرب زيكو عمله من حيث الفوز وقراءة المنتخب العراقي وفهم مزاج الاتحاد العراقي بشكل أوضح ليضع بصمته هو أيضاً ولكن على طريقته من خلال توظيفه للعمل التأسيسي الذي قام المدرب السابق البرازيلي زيكو والاستفادة منه مع وضع النكهة العراقية وفتح باب المجال للمستوى الفني فقط لدخول اللاعبين من بوابة المنتخب دون النظر إلى النجومية والاسم فقط، وهذا ما يفسر في كثير من الأحيان أن المدرب شاكر والمدرب زيكو يلتقون في نقطة أن العنصر الشبابي وتجديد الروح داخل صفوف المنتخب هي من أهم العوامل التي بإمكانها مساعدة منتخب أسود الرافدين خوص المنافسات ونيل الألقاب وتشريف جمهورية العراق في المحافل الكبيرة المنتظرة منه أن يخوضها مستقبلاً.