طرحت إقامة قرية فلسطينية على أراضٍ ستصادرها إسرائيل لبناء مشروع استيطاني سيكمل تقسيم الضفة الغربية وفصلها عن القدس الشرقية، أسلوب عمل جديداً «للمقاومة الشعبية السلمية» الفلسطينية يرى ناشطون أنه يشكل نموذجاً ينبغي الاحتذاء به. وأخلت قوات الأمن الإسرائيلية فجر أمس مخيم «قرية باب الشمس» الذي أقامه نحو 200 ناشط فلسطيني صباح الجمعة الماضي في موقع مشروع «إي 1» الاستيطاني بين الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. وأطلق على الموقع اسم «باب الشمس» تيمنا برواية الكاتب اللبناني الياس خوري التي تتحدث عن النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية. وقال عضو اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية وصاحب فكرة «تجمع باب الشمس» محمد الخطيب إن «الفكرة كانت القيام بنقلة نوعية والبناء على إنجازات تحققت في المقاومة الشعبية وتكون محفزاً لكل الناس». وضمت «قرية باب الشمس» نحو 20 خيمة في منطقة «إي 1» الواقعة ضمن المناطق المصنفة «ج» في الضفة الغربية المحتلة. وتشكل هذه المناطق 60% من الضفة الغربية وتخضع لإدارة أمنية ومدنية إسرائيلية حيث يستحيل تقريباً أن يحصل الفلسطينيون على تصاريح بالبناء. وتشكل هذه الخطوة نقلة نوعية حيث لجأ النشطاء الفلسطينيون إلى أسلوب اعتاد عليه المستوطنون الإسرائيليون لإقامة بؤر استيطانية عشوائية على التلال خلال الليل في الضفة الغربية. وقال الخطيب إن الهدف كان «استخدام القوانين الإسرائيلية التي وضعت لخدمة المستوطنين لنثبت عنصريتها وتمييزها» ضد الفلسطينيين. ويعزو الخطيب نجاح المبادرة إلى السرية التامة في التحضير لها و»عنصر المفاجأة» لإسرائيل والسماح لوسائل الإعلام بدخولها قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة. وأكد الخطيب «الطبيعة السلمية وغير العنيفة لهذا النوع من الاحتجاج»، مشيراً إلى أنه «حتى عندما تم إخلاء القرية لم يقم الناشطون بأي تصرف قد يوصف بأنه عنيف». وتنظم المقاومة السلمية الشعبية تظاهرات في الضفة الغربية المحتلة بشكل دوري منذ سنوات. ولكن تجربة «باب الشمس» تشكل نقطة تحول للحركة التي نجحت في السنوات الماضية في تغيير مسار الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل. ورأى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن «باب الشمس كانت تحدياً مباشراً للسياسة الإسرائيلية التي تندرج تحت بند اليمين المتطرف»، مشيراً إلى أنه «لم يعد من المجدي الحديث عن مفاوضات وضغوط دولية ويجب أن تتأسس على الأرض مقاومة شعبية سلمية ديمقراطية وصلبة». ولكن المتحدثة باسم الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية نور عودة قالت إن «الذي قاموا به هو عبارة عن طريقة أكثر ابتكاراً في تجسيد المقاومة الفلسطينية. وهي عبارة عن طريقة جميلة لتمثيل المقاومة اللاعنيفة وتظهر الاتصال بالأرض وإفلاس الاحتلال».«فرانس برس»