اقترح العدد الثاني من الدورية المحكمة «تبين» للدراسات الفكرية والثقافية الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ملف «الرواية العربية والتحولات الاجتماعية والثقافية» كمساهمة أكاديمية في إثراء النقاش الروائي العربي. وشارك في الإصدار الجديد مجموعة من الأكاديميين والنقاد العرب، بمساهمات قاربت تحولات التجربة الروائية العربية في بعديها الاجتماعي والثقافي عبر مناهج وزوايا متنوعة، ويضم العدد دراسات متنوعة وقراءات في إصدارات حديثة في مجال الفكر والفلسفة والثقافة.أشرف على الملف الناقد والأكاديمي صبري حافظ، وكتب في مقدمة الملف «الواقع أن دراسات الملف مجتمعة تكشف لنا أن النص الروائي العربي لم يكتف برصد ما دار في الواقع العربي، بل قام أيضاً بأحد أدوار المثقف المهمّة، وهو إبقاء جذوة العقل النقدي متقدة، وكشف التدليس الذي يموه على الحقائق أو يطمسها، وتعرية الواقع الحقيقي، ومنع أنصاف الحقائق من أن تؤسس مصداقيتها، والحفاظ على حالة من اليقظة الدائمة إزاء ما يدور، والكشف عما ينطوي عليه من مضمرات دالة، وفعل ذلك دون أن ينسى نفسه، أو يتجاهل نصيته، أو يغفل عن أهمية الجدل بين استراتيجيات النص وتعزيز صيرورة الكتابة، وبين ما يدور من صيرورات أخرى متزامنة ومتفاعلة معها».وتناول يحيى بن الوليد موضوع «الرواية الجديدة في المغرب ورهان التشابك مع التحولات الاجتماعية»، في حين اهتم شعيب حليفي بـ»التأسيس للخيال المجتمعي في الرواية المغربية»، وجاءت مشاركة عبدالله شطاح تحت عنوان «الرواية الجزائرية التسعينية: كتابة المحنة أم محنة الكتابة؟».وعالج محمود طرشونة موضوع «التحول السياسي في الرواية التونسية»، وكتب هاشم ميرغني عن «تحولات الرواية السودانية في التسعينيات وما بعدها»، وتناول نبيل سليمان «جماليات الرواية في سورية وشواغلها»، وطرح وليد أبوبكر «بعض التحولات الخاصة في الرواية الفلسطينية الجديدة»، فيما كانت مشاركة نجمة خليل حبيب بعنوان «التحولات السياسية والاجتماعية والجمالية في الرواية الفلسطينية على مشارف القرن الواحد والعشرين»، وتطرق سلام إبراهيم إلى «الرواية العراقية: رصد الخراب العراقي في أزمان الديكتاتورية والحروب والاحتلال وسلطة الطوائف».وإلى جانب ملف الرواية العربية، حمل عدد الخريف من «تبين» دراسات قيمة، منها دراسة مشير باسيل عون عن مصائر الفلسفة في العالم العربي، ودراسة عبدالحميد هنية عن التجربة البحثية في مخبر «دراسات مغاربية»، ومساهمة محمد الشيخ في موضوع «تدريس الفلسفة في الكليات المغربية».وتقترح الفصلية المهتمة بقضايا الثقافة والفكر في نافذتها «من المكتبة»، ترجمة وتقديماً لتجربة فرانكو موريتي بقلم مدير تحرير الدورية ثائر ديب، وتحت عنوان «الرواية.. التاريخ والنظرية».وفي مناقشاتها ومراجعتها، تقدم «تبين» لقرائها تشكيلة من المواد والعناوين الجديدة، نذكر منها شهادة الروائي السوري فواز حداد «الواقع أولاً»، ومراجعة لكتاب «السياسة والشرع والمجتمع في الفكر الإسلامي.. اللحظة التيمية».وفي تقرير العدد كتب عبدالرحيم أبوحسين عن أشغال الندوة التكريمية التي تناولت حياة وأعمال المؤرخ كمال الصليبي مايو الماضي بالجامعة الأمريكية في بيروت.
«تبين» تقارب تحولات الرواية العربية
14 يناير 2013