التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء في برلين نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي دعا المعارضة السورية في ختام الاجتماع الى تشكيل وفد للتفاوض مع النظام السوري بهدف وقف الحرب الدائرة في سوريا.ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن لافروف قوله في برلين "نحن ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والاقليمية في روما، الى ان تعلن كذلك انها مع الحوار، لانها اطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط ان تعلن بل كذلك ان تسمي فريقها التفاوضي".وقال لافروف في برلين ان ممثلي النظام السوري "اكدوا لنا ان لديهم فريقا تفاوضيا وانهم مستعدون لبدء الحوار في اسرع وقت ممكن".واضاف انه وكيري اتفقا خلال الاجتماع على بذل كل ما في وسعهما للمساعدة في بدء محادثات لانهاء الازمة في سوريا.واكد انه بالنسبة للازمة في سوريا "فان اهم شيء هو اننا اكدنا ادراكنا المشترك بان استمرار العنف لا يمكن تحمله، وعلى تصميمنا على فعل كل ما يترتب على روسيا والولايات المتحدة فعله".وتابع "بالطبع ليس كل شيء يترتب علينا، ولكن سنفعل كل ما يترتب علينا لخلق الظروف التي ستسهل بدء حوار بين الحكومة والمعارضة في اسرع وقت ممكن".واكد انه "لن يحل احد للسوريين مشاكلهم، ولكن لكي تبدأ مناقشة هذه المسالة، فمن الضروري الجلوس الى طاولة التفاوض".ويقوم كيري حتى السادس من مارس باولى جولاته الخارجية منذ توليه وزارة الخارجية واغتنم فرصة مروره في برلين لعقد لقاء ثنائي مع لافروف. وتعود المعرفة بين الرجلين الى زمن ترؤس كيري لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي.وقال كيري وهو يصافح لافروف امام المصورين قبل بدء اللقاء "انا سعيد نحن نعرف الواحد منا الاخر".وكان كيري التقى شبانا المانا صباح الاثنين في احد مقاهي الانترنت في برلين واعرب امامهم عن "ثقته" بالتمكن من "ايجاد نقاط توافق" مع لافروف.وحذر الوزير الروسي خلال استقباله الاثنين في موسكو نظيره السوري وليد المعلم بان "لا بديل مقبولا عن تسوية سياسية يتم التوصل اليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة".والثلاثاء، ندد لافروف بالمعارضين "المتطرفين" في سوريا واتهمهم بالرهان على الحل العسكري وعرقلة اي محاولة لاقامة حوار.واسفر النزاع بحسب الامم المتحدة عن سقوط 70 الف قتيل منذ مارس 2011، الا ان لافروف كرر ان الشعب السوري هو الذي له الحق في "تقرير مصيره من دون تدخل خارجي".ودعت مجموعة العمل لاصدقاء الشعب السوري المؤلفة من 56 دولة الى زيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك خلال لقاء عقدته في صوفيا في اطار الاعداد للقاء الوزاري لهذه المجموعة المقرر الخميس في روما.وجاء في بيان اصدرته مجموعة اصدقاء الشعب السوري ان المجموعة "تكرر دعوتها جميع الدول الى فرض حظر على المنتجات النفطية السورية والامتناع عن شراء الفوسفات السوري" الذي يستخدم في مجال الاسمدة الزراعية.كما دعت المجموعة المجتمع الدولي الى احترام الحظر المفروض على بيع السلاح لسوريا كما اكدت "الالتزام بالامتناع عن طبع العملة للحكومة السورية".واعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة الثلاثاء ان اكثر من 150 الف شخص، وهو عدد قياسي، فروا من المعارك المستمرة في سوريا في فبراير ولجأوا الى دول مجاورة.وقال مساعد الامين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان امام مجلس الامن الدولي ان "اكثر من 900 الف شخص فروا الى الدول المجاورة، بينهم اكثر من 150 الفا خلال الشهر الحالي فقط".من جهة ثانية، نقلت صحيفة نيويورك تايمز ان السعودية تمد المسلحين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد باسلحة اشترتها من كرواتيا.ونقلت الصحيفة مساء الاثنين عن مسؤولين اميركيين وغربيين قولهم ان السعودية مولت "شراء كمية ضخمة من اسلحة المشاة" كانت جزءا من "فائض غير معلن عنه" من الاسلحة من مخلفات حروب البلقان التي جرت في التسعينات، وان تلك الاسلحة بدأت تصل المسلحين السوريين عبر الاردن في ديسمبر.وقالت الصحيفة انه بعد ذلك التاريخ بدات تظهر العديد من قطع الاسلحة اليوغوسلافية على شرائط الفيديو التي يعرضها المسلحون على موقع يوتيوب.وقال مسؤولون للصحيفة انه منذ ذلك الحين غادرت كرواتيا "العديد من الطائرات المحملة" بالاسلحة، ونقلت عن مسؤول اخر قوله ان تلك الشحنات تضمنت "الاف البنادق ومئات الرشاشات" اضافة الى "كمية غير محددة من الذخيرة".من باريس اتهم صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، السلطات التركية ب"حرف الثورة عن مسارها والمشاركة في عسكرتها ودعم مجموعات جهادية".واتهم مسلم الدولة التركية بالتدخل في الشؤون السورية، مضيفا "انها تحاول التاثير في الوضع وفق مصالحها. لقد ربطت دعمها للمعارضة السورية بابعاد الاكراد عن هذه الحركة".واكد مسلم ان بين المجموعات الجهادية التي تستخدمها انقرة "جبهة النصرة التي لديها قواعد تدريب في تركيا".ميدانيا، تستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب في شمال سوريا الثلاثاء، لا سيما في محيط الجامع الاموي الكبير الذي يحاول مقاتلو المعارضة الاستيلاء عليه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.وافاد المرصد عن استمرار الاشتباكات في حي السبع بحرات في وسط حلب وفي احياء المدينة القديمة وقرب القلعة الاثرية ومحيط الجامع الاموي، مشيرا الى "انباء عن اقتحام مقاتلي الكتائب المقاتلة الجامع الاموي إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية بحسب ناشطين من حلب القديمة".وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ذكرت في وقت سابق ان "ارهابيين استهدفوا اليوم بعبوة ناسفة السور الجنوبي للجامع الاموي الكبير بمدينة حلب ما اسفر عن وقوع اضرار كبيرة فيه وفي المنطقة المجاورة".من جهة ثانية، تستمر الاشتباكات بعنف لليوم الثالث على التوالي في محيط مدرسة الشرطة في خان العسل في ريف حلب الغربي، احد آخر معاقل القوات النظامية في المنطقة.واشار المرصد الى ان مقاتلي المعارضة سيطروا على مبنى كانت القوات النظامية تتخذ منه مركزا في شركة الكابلات.كما قصفت القوات النظامية الثلاثاء بلدة تلعرن "التي يسيطر عليها مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب اخرى"، بحسب المرصد، ما يعيق توجه تعزيزات للقوات النظامية الى مطار حلب الدولي الذي ضيق مقاتلو المعارضة الطوق عليه ايضا.ونفذت طائرات حربية الثلاثاء غارات جوية على مناطق عدة في محافظات ريف دمشق ودير الزور (شرق) والرقة (شمال) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب).في دمشق، قتل ثلاثة اطفال تراوح اعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة، في سقوط قذائف على حي جوبر في شرق العاصمة. وقتل ستة مقاتلين معارضين في الحي نفسه في قصف بعد منتصف الليل مصدره القوات النظامية.وكان انتحاري فجر نفسه الليلة الماضية في حي القابون في المنطقة نفسها بالقرب من حاجز عسكري، ما تسبب بمقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية واصابة آخرين بجروح، بحسب المرصد.وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء 110 اشخاص هم 41 مدنيا و37 مقاتلا معارضا و32 جنديا نظاميا، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يقول انه يستند، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.