كتبت - ريناتا عزمي:أكد تربويون ونفسيون أن تفضيل بعض الطلاب طريقة الاستيعاب الفردية من المعلم خارج الصف قد يرجع إلى عوامل نفسية وليس «صعوبات التعلم»، مشيرين إلى أن زيادة إقبال أولياء الأمور والطلاب على الدروس الخصوصية مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي، إلى كثرة وطول المناهج وضيق مدة الدوام المدرسي، وتكدس الصفوف.وكان التقريرالشامل لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب لعام 2011 كشف أن حوالي %20 من أداء المدارس «غير ملائم»، بينما حصل حوالي %3.0 من المدارس على تقدير «ممتاز».وقال أستاذ علم النفس المشارك د.أحمد سعد جلال إن هناك أسباباً نفسية وراء لجوء الطلبة للدروس الخصوصية، مؤكداً وجود طلبة متفوقين يحرصون على الدروس الخصوصية وليست الفئة الأقل تحصيلاً فقط.وأضاف د.جلال أن هناك 3 أصناف من طلبة الدروس الخصوصية الأول يلجأ إليها لاستيفاء المادة بشكل أعمق للطمأنينة تجاه الامتحان، والثاني يلجأ للدروس بسبب تدني مستواه الأكاديمي فيحبذ الدراسة في إطار فردي يجمعه هو والمدرس خارج الصف الدراسي، نافياً أن يكون تدني مستوى هذا الطالب راجعاً لما يعرف بصعوبات التعلم «الديسكليكسيا»، إنما لطريقة استيعابه الأفكار في الإطار الفردي عنه في إطار جماعي. وأردف أن «الصنف الثالث هم طلبة لا يدرسون إلا في فترة عقد الامتحانات، فيلجؤون لدروس خصوصية مكثفة تملأ فجوة الفهم الحاصلة على مدار فصل كامل، وهي طريقة سريعة غير محمودة العواقب على المدى البعيد».وأشار أستاذ علم النفس إلى تقييم هيئة الجودة للمدارس لا ينحصر في المناهج والأسلوب التعليمي للمعلم فقط، بل يمتد إلى تقييم كل العناصر المكونة للبيئة التعليمية من موارد بشرية، وبنى تحتية، وأساليب إدارية، موضحاً أنه «لو كانت المناهج الأكاديمية فيها قصور علمي لما حصلت عدة مدارس على تقدير «ممتاز» حيث إن جميع المناهج الأكاديمية موحدة». وقال أحد المدرسين «يوجد سببان رئيسان وراء لجوء الطلبة للدروس الخصوصية، أولهما طول المناهج، والثاني قرب فترة الامتحانات من نهاية الفصل الأكاديمي، إذ لا تتوفر فترات كافية تفصل كل امتحان عن الآخر». وتعليقاً على تقرير هيئة ضمان الجودة أوضح المدرس أن «المعايير المتبعة في التقييم مثالية جداً، ووفق معايير عالمية، فضلاً عن كونها جديدة ومختلفة عما كان متبعاً في السابق مما يظهر فرقاً واسعاً بين واقع أداء المدرسة وفق المعايير المحلية وتلك الجديدة»، متوقعاً تمكن المدارس من تحسين أدائها ومواكبة معايير الهيئة بغضون عامين.وقال المشرف بمعهد «الحديث» محمد الشهابي إن «الطلبة يقبلون على الدروس الخصوصية الفردية بسبب غياب قدرة المعلم على ضبط فصل أكاديمي يحتوي على 30 طالباً أو أكثر، وما يترتب على ذلك من صعوبة استيعاب الطالب، إضافة إلى ضعف كفاءة بعض المعلمين في إيصال المعلومة للطالب رغم تمكنه من المادة»، مشيراً إلى أن «بعض الطلاب يلجؤون إلى الدروس الخصوصية في مجموعات للحصول على ملخصات للمادة المقررة، أو مراجعة نماذج امتحانات سابقة، أو استيضاح معين».ونفى الشهابي وجود قصور بالمناهج، إلا في حالة المناهج الجديدة حيث تتطلب دروساً للاستزادة حولها، لافتاً إلى «رواج الدروس في المعاهد خلال الفترة الحالية بوصفه أمراً طبيعياً في المؤسسات الهادفة للربح».
تربويون: «الدروس الخصوصية» عامل نفسي لا صعوبة تعلّم
15 يناير 2013