واصل الإعلام السوري انتقاده للمبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، واصفاً إياه بـ «السائح المعمر» الذي «تصفر يداه من أي إنجاز» بعد مرور أشهر على تكليفه بحل الأزمة السورية. وجاء ذلك غداة كشف صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات ما جرى في الاجتماع الأخير بين الإبراهيمي والرئيس السوري بشار الأسد وفيه أن الأخير أنهى الاجتماع بعد أن «تجرأ» موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة على سؤاله عن مسألة الترشح إلى الانتخابات الرئاسية عام 2014. وكتبت صحيفة «الثورة» الحكومية في عددها الصادر أمس «لا يشبه الأخضر الإبراهيمي في مهمته كمبعوث أممي للأزمة في سوريا سوى سائح معمر حظي برحلة ترفيهية حول عواصم العالم». وأضافت «أما أن يكون الإبراهيمي قد حمل مهمته على محمل الجد والضمير.. فهذا ما بات اليوم موضع تساؤل وتندر.. خاصة أن يدي المبعوث تصفران من أي إنجاز بعد جرد لما يقارب العام من عمر مهمته إن لم تتلطخا بمحاولات إفشال الحلول السياسية المساهمة في الخروج من الأزمة في سوريا». وقالت الثورة «إذا كان السلف كوفي عنان قد وضع خطة بست نقاط، فإن الخلف الأخضر يحاول مسح أي نقطة في ورقة الحل السياسي ملوحاً بأزمة دولية جديدة تتحول فيها مهمة المبعوثين الدوليين إلى أداة ومطية بيد أطراف دولية». ورأت الصحيفة أن الإبراهيمي «خرج عن مهمته ومنطقه وأمنيات السوريين»، مضيفة «إن لم يكن لديه خطة للحل فليدع السوريين يخطون مستقبلهم بأيديهم أو على الأقل ألا يعرقل حلولهم». وكان الإبراهيمي وصف طرح الرئيس السوري بشار الأسد للحل السياسي بأنه «أكثر فئوية وانحيازاً لجهة واحدة»، داعياً إياه إلى «أن يؤدي دوراً قيادياً في التجاوب مع تطلعات شعبه بدلاً من مقاومتها»، ما أثار حفيظة دمشق التي اعتبرت أن تصريحاته تظهر انحيازه «بشكل سافر». ويقوم طرح الأسد على أن توجه الحكومة الحالية دعوة إلى مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، قبل تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات برلمانية. ولم يتطرق إلى احتمال تنحيه عن السلطة، وهو مطلب المعارضة والعديد من الدول الغربية. واعتبرت صحيفة «الوطن» السورية أن تصريحات الابراهيمي «ألقت الكثير من إشارات الاستفهام على دوره ووظيفته»، واصفة إياها بـ «المشبوهة».ونقلت «الوطن» أمس الأول عن مصادر موثوقة أن الإبراهيمي «تجرأ في آخر لقاء مع الرئيس الأسد ليسأل عن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو السؤال الأهم بالنسبة للإبراهيمي وللدول التي تقف خلفه، فكان رد الرئيس ان «آخر ما يهمه المناصب لكن أول شيء يهمه هو رغبة الشعب ومصلحة البلد». وأضاف الأسد «لست قبطان السفينة التي عندما يشعر بأنها بدأت تهتز يهرب منها. وأنهى الرئيس الأسد الاجتماع الثنائي»، بحسب «الوطن». وقالت الصحيفة «الرجل بات مكشوفاً لدى الرئيس الأسد وتصرفاته متوقعة»، مشيرة إلى أن الإبراهيمي «كذب خلال زيارته إلى موسكو» بعد دمشق، وفي اجتماع جنيف «الأمريكي الروسي مع الإبراهيمي»، ما استدعى رداً روسياً صارماً وقاسياً». وانتقدت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أيضاً الإبراهيمي الذي لم يشر إلى «قرار الشعب السوري المستقل، لكنه يحدد في الوقت ذاته لهذا الشعب، من يشارك ومن لا يشارك في الحل». وأشارت الصحيفة إلى الزيارات التي قام بها المبعوث المشترك إلى سوريا والتي «لم نسمع خلالها أنه أجرى استطلاعاً ما للرأي أو زار محافظات أخرى ليطلع على آراء شرائح مختلفة من الشعب». ولفتت إلى أن الإبراهيمي اكتفى «بأصدقاء السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد في الداخل والخارج» لحل الأزمة السورية التي أودت بحياة 60 ألف شخـــص منـــذ اندلاعهــــــــا في منتصـــف مارس 2011.«فرانس برس»