كتبت ـ عايدة البلوشي:طالما كان «سوبر مان» رجلاً ينتظر منه الجميع صُنع المعجزات، اليوم وبعد أن تعددت أدوار المرأة وتشعبت بين واجبات المنزل والعمل، بات مطلب النسخة المعدلة من «سوبر مان» أكثر إلحاحاً.. المرأة الخارقة «سوبر وومن». المرأة اليوم متعددة الأدوار «عاملة، زوجة، مربية، طباخة.. الخ» وربما تكون طالبة أو موظفة، سارة إبراهيم تزوجت بعمر 18 عاماً وبعد عامين فقط من زواجها «كنت أماً وزوجة وطالبة وأسرة منتجة في المنزل» ومع ذلك لم تُقصر بواجباتها المنزلية بشهادة الجميع. أم علي لديها طفل معوق ومتطوعة في الأنشطة الاجتماعية وهي أيضاً معلمة وتتولى شؤون المنزل، بينما تصف مريم يوسف المرأة بـ»المخلوق الملائكي» قياساً بالرجل.5 بطيخات بيد واحدة تزوجت سارة إبراهيم وهي صغيرة لا تتجاوز من العمر 18 عاماً «لم أكمل تعليمي رغم شغفي بالدراسة، بعد الزواج مباشرة التحقت بمحو الأمية حينها كنت زوجة وطالبة، ولم أفكر بجلب خادمة.. كنت أفضل عمل كل شيء بنفسي هكذا علمتني والدتي».بعد سنتين تقريباً أنجبت مولودتها فاطمة «أصبحت أماً وزوجة وطالبة» إلى جانب شغفها بنقش الحناء «كنت أمارس النقش كهواية إلى أن تحولت إلى مهنة تدر مالاً» وتواصل «كنت في ذلك الوقت طالبة وأم مربية وزوجة وأسرة منتجة في المنزل» رغم ذلك لم تقصر سارة في تدبير شؤون المنزل بشهادة الجميع.أم علي لديها طفل معوق وهي معلمة ومتطوعة في الأنشطة الاجتماعية وتتولى شؤون المنزل «في الواقع هناك الكثير من النساء يقمن بأدوار متعددة.. وضعي مختلف قليلاً وكنت خائفة كثيراً من ظروف طفلي المعوق، اليوم أعتبره هدية من رب العالمين».أم علي دائمة المشاركة بالأنشطة التطوعية وفي الوقت نفسه تؤدي المهام المنزلية إلى جانب وظيفتها بالقطاع التعليمي «عندما رُزقت بطفلي المعوق، اعتقدت أن حياتي ستتغير ولم أستطع المشاركة في الحياة الاجتماعية وفكرت بالاستقالة من الوظيفة»، وتواصل «بحمد الله ومنته استطعت التوفيق بين العناية بالطفل والمنزل والوظيفة والأنشطة التطوعية». المرأة الملاكمريم يوسف تباشر ثلاث مهن منذ 8 سنوات وتنظر للمرأة بوصفها «مخلوق ملائكي متعدد الأدوار» وتقول «المرأة لديها قدرة الجمع بين عدة أدوار، رأينا أمهات وهن طالبات ولديهن أبناء».على الصعيد الشخصي كثيراً ما تواجه مريم ضغوطاً نتيجة تعدد الأدوار «الرجل الشرقي يعتمد على المرأة في أمور كثيرة كما في حالتي، المرأة تأخذ الأبناء إلى العيادة وتلبي حاجاتهم، وتبقى الزوجة وعليها الاهتمام بأطفالها والزوج يتولى الإشراف فقط». سميرة ناصر موظفة بالقطاع الحكومي غير متزوجة «إلى جانب مهنتي بالقطاع الخاص بنظام جزئي، وأيضاً أتولى تدريس أخي الصغير يومياً، وأشارك في الأعمال التطوعية».لا تتحدث سميرة عن مدى التعب والإرهاق الجسدي والنفسي «أحياناً أواجه صعوبة في التوفيق بين كل هذه الأدوار، خاصة في فترة الامتحانات، حيث يجب أن أفرغ نفسي كاملاً لأخي».بدرية سعد تخرجت من المرحلة الثانوية ولم تكمل دراستها الجامعية «أُدرس اليوم مجموعة من الأطفال في المنزل، إلى جانب عملي في إعداد الطعام وتصوير الأطباق ووضعها في الأنستغرام كدعاية للكسب المادي».